ظللت طوال نهار أمس (أساسق) ما بين الماسوره وحفاظة المياه خوفاً من أن يكون قد تسرب إليها الدود الذي تشكو بعض أحياء الخرطوم من انسيابه داخل المياه؛ وأنا أغني مقطعاً من أغنية الأستاذ صلاح مصطفى: (أساسق في الدريب الجاي بحداك.. أقول يمكن يصادف مرة ألقاك.. أصافحك وينشرح قلبي الأصلو حباك)، مع الاعتذار للفنان القامة بأنني قد حولت السطر الأخير من الكوبليه ليكون: (أقول يمكن يصادف مرة ألقاك أقبضك وينشرح صدري يا الما معروف مسماك). تصوروا أن كثيرين مثلي لم تعد لديهم شغلة هذه الأيام سوى (المتاوقة) داخل الأزيار والاطمئنان على ما تحمله الأواني البلاستيكية الموضوعة داخل الثلاجات، لأن الحكاية أصبحت يقيناً لا يخالطه شك الإشاعات بعد أن تصدرت أخبار الدود الصحف، بل بعض المواطنين أخذ معه صورة وهو مستكين ولابِّد داخل كوب المياه في طريقه إلى الاستكانة واللبدة الخطيرة داخل بطون وأحشاء أطفالنا المساكين. لكن دعوني وسط هذه الأحاديث والأصوات المرتفعة سخطاً وأسئلة أسأل لماذا لم يفتح الله على أحد من المسؤولين أن ينبري ليحدثنا عن حقيقة هذا الدود وكيف استطاع الإفلات من فلاتر التنقية العملاقة ليصل إلى مواسيرنا بكامل حيويته ونشاطه؟ بل أين وزارة الصحة من إفادة المواطنين إن كان ما يشربونه ماءً صالحاً للشرب أم هو ماء ملوث؛ إذ أنه ما الضامن أن يكون يحمل في ذراته ما لا يرى بالعين المجردة طالما أن عيوننا قد رصدت ما هو أكبر حجماً وأوضح صورة!! وأعتقد أن مثل هذه الحوادث المسكوت عنها من قبل المسؤولين تمنح المواطن الإحساس والتفكير في أنه آخر هم عند الحكومة التي يفترض أنها تسعى وتعمل على أمنه وأمانه وصحته بكل آليات مؤسساتها المختلفة التي لها علاقة مباشرة بالخدمات الأساسية أو الثانوية، وحرام والله أن يكون الخيار أمامنا طريقان؛ إما أن تنعدم المياه عن الأحياء السكنية أو أن تصلها بدودها!! وقالوا الدود قرقر قفل النفس!! كلمة عزيزة ظللت ومن خلال كتابات سابقة كثيرة أحرض الأصوات الشابة أن تواصل المسيرة برؤيتها الخاصة وبحاجياتها التي تناسب معطيات زمانها، ولعلي كنت ولا زلت ازداد سعادة كلما سمعت عملاً جاداً وراقياً من أحد الفنانين الشباب وأزعل جداً إن سمعت أحدهم ينساق وراء كلمات هايفة لا تقدم ولا تؤخر في مسيرته، وأحسب أن ما قدمه الكثيرون منهم جعل منهم نجوماً يشار إليهم بالبنان ومنحهم جموعاً من المعجبين، وبالتالي لا يمكن أن نتجاوز بصمتهم في المشهد الفني كطه سليمان وشكر الله عز الدين وأحمد الصادق وحسين الصادق، لكن المؤكد أنني لن أضع نقطة نهاية السطر دون أن أذكر اسم الفنان الشاب الجزار؛ الذي هو دون تدبيج للأوصاف صاحب صوت خطير بمعنى الكلمة وله إستايل في التطريب يشبه روحه وحقه براه، لذلك أتوقع له أن يزاحم على القمة هذا إن لم يكن هو الآن في أقرب نقطة للوصول إليها، وأعتقد من حقه أن يحتفي بشهادة ملك التطريب الفنان كمال ترباس في صوته للدرجة التي جعلته يعتلي معه المسرح وهو يؤدي وصلة غنائية مع حسين الصادق في احتفائية الزميلة فنون بعامها الثاني، براڤو الجزار أولاً على صوتك الرهيب وثانياً على تهذيبك الذي يشرف قبيلة الفنانين!! كلمة أعز جزء مهم وتوضيح أهم سقط بالأمس في نهاية كلمة عزيزة، حيث كتبت أن مذيعة النيل الأزرق سهام عمر قد قالت أثناء ربطها الحديث في سهرة إحياء ذكرى ملك الطنبور النعام آدم، أن محمد كرم الله الذي كان واحداً من المشاركين في تلك الأمسية وهو صاحب الأغنية الشهيرة (حتى الطيف رحل خلاني ما طيب لي خاطر) قالت (الأستاذة) سهام إنه صاحب أغنية حتى (الطير رحل) وهو لعمري سقوط مريع في الثقافة واللغة والمعلومات العامة، وهي ليست (الطقشة) الأولى من طقشات سهام المتكررة وصويحباتها مما يجعلنا مصرين أن نعرف سبباً واحداً يجعل أمثال هؤلاء مذيعات على القناة الأكثر مشاهدة، وأقصد النيل الأزرق.