{ إن كان (الدودو) هو ذاك المخلوق الخرافي الذي كان (يخوفوننا) به في طفولتنا ومع ذلك كنا نردد في ألعابنا: (شليل وينو.. ختفو الدودو)!! { وفي صبانا كان ذاك الإنسان الودود (الدود) من مشاهير مدينتنا.. { وكان طموحه أن يصبح سباحاً أو (غطاساً) إذ كان يعشق الماء.. { وما مشى بعيد.. صار من رموز رجال المطافئ بالمدينة.. وكله عند (الدود) موية!! { وما زالت ذاكرتي تحتفظ بما كان يردده الفنان اللحو: (الدود النتر صحا المرافعين ديل).. { وتصيبني النشوة حينما يغني المطرب سيد خليفة في ذاك الزمان الأجمل: (الدود قرقر حبس الدرب).. { و(حليل دود الخلا). { وجميعنا يعلم أن (الدود) هو الأسد. { ودا أنا بخاف من الكلب يطلع لي (دود) من الموية!! { إلا أن الدود في بعض المناطق النيلية هو التمساح.. { حيث يقول الشاعر: (ضراع الدود يا علي.. الأسد أب زنود يا علي). { وحاج الماحي ينده في تمساح أقلق الناس وطيّر النوم من عيونهم. { (يا عايم بالله اتوكل.. قول للدود من بلدي اتفضل). { ويفتخر شاعر قائلاً :(نحنا ديدان عركة اليوم.. الصقورو يخوَّن). { وذاك البطحاني ينشد (ديدان لجة الموج البياكلو الناس). { ومن في سنار لا يعرف جبل (دود)؟! { ومن التاريخ نعرف أن (دود بنجا) هو أحد أمراء الفور. { وكما ذكرنا إنه كان الآباء يرعبوننا ونحن أطفال ب(الدودو) المخلوق الخرافي، فإن المويه في عدد من أحياء الخرطوم أصبح الدود فيها هو المخلوق الحقيقي الذي يمارس السباحة في مواسيرها.. { فمن (ختف شليل) أو الماء الصحي العذب؟! { ولعل هيئة (المويه) تدفع الناس دفعاً نحو شراء مويه الصحة ولكن أين (المصاري)؟ { ربما تقول الهيئة المصونة تلك: (يعني شنو مويه بدود.. وبعض الأشقاء المصريين في الريف يفضلون (مش أبو دود)!! { يعني وقت تتوفر المويه يطلع فيها دود أو كائنات أشبه بالدود.. { وهناك أحياء تم تجفيف مواسيرها من المياه.. { وبعض مسؤولي الحكومة يقولون إن هناك مؤامرة على المواسير.. { ووفقاً لنظرية المؤامرة فهناك من خرّبوا (البلوفة). { بلوفة المواسير تصليحا هين!! { المعضلة في (بلوفة) أحزابنا. { فمن قام بتخريب (بلوفة) الأحزاب حتى تشظت وتفتت؟! { وأصبح لكل حزب (ماسورة) بلفا محلوج. { ولعل ضعف المعارضة أنها أصبحت من غير (بلف)!! { مسطول ماشي ورا مسطولة.. قام شاغلا وقال ليها: (الحلوة وراها مشوار؟)، ردت عليهو: (وراها حمار!!)