} حطم الهلال غرور الأفيال وأودع ستة أهداف ورجم الشباك بلا رحمة وهزها بقسوة وصعد على أس الأحداث واستعاد السيطرة الإعلامية الحقيقية بعد زوال مخدر الإعلام الكذوب الذي راهن على نمور الورق فلم يحصد إلا السراب وها هي قوافل الأسياد تتحدث داخل الاستاد وتسجل عملاً غير مسبوق، وتصنف الهلال بالفريق الذي لا يقهر خلال شهر مايو، حيث اعتلى الصدارة في أفضلية الهجوم وكأحسن دفاع واستعاد سادومبا عرش الهدافين رغم أنه اكتفى بإسعاد القاعدة بصورة خفيفة وكان شحيحاً على الأهلة رحيماً على الحراس. } أكدت خيول الهلال الحرة أنها تحسم اللفة الأخيرة فتضحك كثيراً كما حدث من قبل وعاد من بعيد ليسترد الصدارة ويجلس على العرش ويحتضن بطولته المحببة بلا مساحيق كاذبة تتساقط تحت وهج الشمس، وقد كان لأنه بنى لنفسه مكاناً تحت الشمس لا يقبل التنازل عنها ولا التراجع لسفح الجبال وتركها لبقية البغاث كما ظل يفعل دوماً. } اعتلى الهلال القائمة وقلص الفارق وعمل على تجسير الهوة عن أقرب المنافسين وسحق الأفيال بسداسية على طريقة دق الفراق وهو أسلوب ظل يتبعه في السنوات الأخيرة فكان سيداً على الساحة بلا منازع فرض خلالها الحرمان على بقية الفرق وتعطف بنصف عدد المرات طوعاً وكرماً. } كنا نراهن على قوة الأسياد ولم يخب الظن في العودة للمكان الطبيعي، وبالتدرج في المنافسة استعاد الفريق الشكل والطعم واللون والنكهة والتميز وبات لا يعتمد على لاعب واحد أو حتى فريق وظهرت كل العناصر بمستويات متقاربة أكدت أن الهلال مقبل على عهد أخضر يلتمع الذهب على مقربة منه ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على القارة السمراء التي ظلت تخطب وده وتغازل عيونه وتكاد تخرج من خدرها وتلاقي الحبيب من البعيد. } الهلال الذي لا يلقي المنديل ولا يرفع الراية البيضاء ولا يعرف اليأس يملك روحاً وثابة وعزماً ناهضاً وترفرف رايته الخفاقة ولا يستسلم أبداً ويقاتل حتى الرمق الأخير على طريقة يا غرق يا جيت حازمة. } استفاد الهلال من تعثر المريخ وكانت ضربة الفرسان أكبر محفز شكلت دافعاً معنوياً كبيراً ضخ روحاً أعلى وقتالية لا محدودة فكانت الضحية أفيال الجزيرة التي وقعت تحت مرمى السهام وموضع النيران ولم يكن الأسياد فيهم رجل رشيد ولا قلب رحيم أمطروها في موسم الأمطار ليكون سباقاً لري الأرض ورواء الأنفس العطشى وتمور الأرض بالنماء ويخضر المدى وتستكين القلوب التي تهفو دائماً لرؤيته في كامل الأناقة والبهاء. } لم يكتف الهلال بحصد النقاط على حساب المتعة وظل يقدم كؤوس الفن في دنان البهجة ويترع جنبات الملاعب بالفن المموسق حتى خطف الأبصار واستلب الألباب وكان ترياقاً لكل سقيم ودواء لكل علة يمنح العافية وتكسب به الأنفس متعة النظر لسحره الطاغي، وقد دلل على ذلك بقهر الأفريقي ومن قبله كالا، وظلت شباكه عصية على التسجيل إلا لماماً، وقد منع عنه فرق الممتاز إلا التي استجارت بالحكام فنالت الفوز الحرام. } ومنع حراسه الأشداء الأقوياء كل المهاجمين من الوصول إلى الخشبات وسد المنافذ بشداد غلاظ كان كل واحد منهم فرداً في إهاب أسد.. بنوا التحصيات فما زاد العدد عن أربع فقط ولجت سهواً لتكتب وثيقة إدانة لقضاة الملاعب الذين مزقوا القانون وطففوا في الكيل والميزان ولكن. } ينتظرهم حساب الملك الجبار الذي لا يظلم مثقال حبة من خردل ولا شروي نقير أو حتى القطمير. } أسعد الهلال أمة الأمجاد وفيالق الأسياد وانهى الدورة الأولى وقد أضاف لسجله الناصع بالإنجازات عقداً نضيداً ونظماً فريداً وأدباً جديداً، وسجل بأحرف الذهب وكتب بالفضة وحرر الأرقام الحلال بلا خيال وكتب عن نفسه أنه الأجمل والأكمل والأمثل والأنضر والأجدر وموعدنا الأفريقية والمجموعات التي يعرف دروبها أسود الأسياد وقد ظلوا حداة ركبها لا يشكون ظلماً ولا رهقاً. } جلس الأسياد وتحكروا على شغاف القلوب وانتزعوا حباً تشيب لهوله الولدان وأطربوا القلوب.