{ بكى الدبلوماسي الأمريكي «برنستون ناثان ليمان» خلال اجتماعه بوزارة الخارجية الأمريكية عام 1984، وهو يستمع إلى قصة معاناة (اليهود الفلاشا) في إثيوبيا..!! ذرف «ليمان» الدموع وأكد لمحدِّثيه من (الفلاشا) أن الولاياتالمتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه معاناة يهود إثيوبيا بعد اليوم..!! { وبعد أشهر، وفي صيف العام 1984، انطلقت عمليات ترحيل (اليهود الفلاشا) من «القضارف» السودانية إلى «الخرطوم»، ومنها إلى مطارات أوربية ثم إلى «إسرائيل»، بإشراف اللواء «عمر محمد الطيب» مدير جهاز أمن الدولة نائب الرئيس الأسبق «جعفر محمد نميري» الذي لم يكن يعلم (حقيقة) العمليّة، وانحصر علمه الرئاسي في أن الإدارة الأمريكية ترغب في (إعادة توطين) لاجئين إثيوبيين!! { قبل أن يبدأ التنسيق (القديم) بين جهاز أمن الدولة وال (C.I.A) - المخابرات المركزية الأمريكية، كان «برنستون ليمان» هو أبرز المخططين لعملية (إنقاذ) اليهود الفلاشا.. { «ليمان» اليهودي الديانة، الأمريكي الجنسية، المولود في 20 نوفمبر عام 1935م بمدينة «سان فرانسيسكو» بولاية «كاليفورنيا»، هو - نفسه - المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان لمتابعة آخر فصول اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب، والوصول إلى اتفاق نهائي للأزمة في دارفور!! { ومثلما رحّبت وزارة الخارجية السودانية بتعيين السفير «ليمان» مبعوثاً للرئيس «أوباما» لدى السودان، فإن (المجلس اليهودي للعلاقات العامة) في الولاياتالمتحدة، وعدد من المنظمات اليهودية الأمريكية، وجمعيات حقوق الإنسان، رحّبت - أيضاً - بتعيين (ابنها الأمين)، برنستون ناثان ليمان مبعوثاً إلى السودان..!! { «ليمان» بعد (تحرير) القوات المسلحة لمنطقة «أبيي»، توعّد حكومة السودان «أمس الأول» بخسارة (الحوافز الأمريكية)، ومن بينها رفع السودان من قائمة الإرهاب، وتخفيف العقوبات (التخفيف بدأ بمنح امتيازات لبنك الخرطوم - مديره لبناني - دون غيره من بنوك السودان)!! { والحوافز الأمريكية (السرابية) تشمل ما يسمونه برنامج (تخفيف) الديون المتراكمة البالغة (35) مليار دولار!! { هل يمكنكم أن تتخيلوا أن يعمل اليهودي العجوز «برنستون ليمان» يوماً من أجل تحقيق السلام والرفاهية في السودان؟ هل يمكنه أن يدعم الوصول إلى اتفاق في دارفور؟ لماذا؟ ما هي مصلحته في ذلك؟ بل ما هي مصلحة (المجلس اليهودي) في أمريكا في تمتُّع السودان ب (حوافز أمريكية)؟! { السؤال موجه إلى (مولانا) «علي كرتي» وزير خارجيَّة السودان.