سمير شرف الدين سيد أحمد، سوداني عائد من الجماهيرية الليببية عقب اندلاع الثورة، قاطعاً غربة دامت أكثر من (20) عاماً، أنجب خلالها كل أبنائه (نشوة، نور الدين، نهاد، وحُسينة)، وسكان يقيم في مدينة (مصراتة).. تلك المدينة الصامدة التي ما زالت تعاني من آثار الحصار المفروض عليها من قبل كتائب القذافي.. «سمير» يحكي بعض فصول مأساته ويقول إنه تفاجأ داخل شقته بمدينة مصراتة بصاروخ قاتل يسقط عليهم من قبل كتائب القذافي.. أصابه وابنتيه وزوجته ووالدتها التي كانت تقيم معهم، وما زالت طريحة الفراش.. ودمّر كل ممتلكاته وأضاع حصاد سنين الغربة..!ّ ويواصل محدثنا في سرد سيناريو المعاناة، ويقول إنهم استمروا في رحلة شاقة بريّة من مصراتة إلى بنغازي ثم منها إلى منفذ السلوم وأسوان ثم حلفا ومنها إلى سوق ليبيا بالسودان.. إلا أن معاناة جديدة - كما يقول - كانت في انتظاره.. بدأت بعد أن وصل إلى جهاز المغتربين لمقابلة الأمين العام ليبين له ما ألمّ به وأسرته ولكنه اعتذر له وأوضح له بأنه ليس لديه أي ميزانية كمساعدة، وحرر له خطاباً موجهاً لديوان الزكاة وعندما ذهب به إليهم رفض موظف الاستقبال تسلم الخطاب ووجهه بأن يذهب به إلى مكتب المتابعة الذي بدوره رفض تسلم الخطاب المعنون من جهاز المغتربين، معللا ذلك بأن الأمانة لا تتعامل مع المذكرات، كما قال. ويكمل «سمير» سرده للصحيفة: بعد أن يئست من ديوان الزكاة توجهت للرعاية لمقابلة د. التجاني الأصم الذي قال إنه سوف يحرر خطاباً آخر لديوان الزكاة الولائي، وقد كان ذلك، وذهبت للديوان وحتى هذه اللحظة لم أجد أي إعانة من أية جهة حكومية، والآن أبنائي يعيشون مع أحد أقاربهم. وختم «اسماعيل» حديثه موجهاً عبر (الأهرام اليوم) مناشدة إلى رئيس الجمهورية ونائبه «علي عثمان» ووالي ولاية الخرطوم عبد الرحمن الخضر، لإقالة عثرته ومساعدته في إيجاد سكن وعمل شريف يعول به أفراد أسرته.