أكمل السودان استعداداته لانعقاد المؤتمر الثامن للسيسا الذي تستضيفه الخرطوم في السادس والسابع من يونيو المقبل تحت شعار: (دور فاعل للسيسا في إطار السلم الأمني الأفريقي)، ويشارك في المؤتمر (43) دولة من قادة الأمن والمخابرات في أفريقيا، في مقدمتهم جان بنيج مفوض الاتحاد الافريقي، بجانب مفوض مجلس السلم ومفوض إقليم البحيرات ومندوب قيادي من الإيقاد. تبدأ فعاليات المؤتمر باجتماع مكتب السيسا يومي ( 34) للجنة التنفيذية العليا على أن تكون جلسات هيئة الخبراء خلال يومي (4 5)، فيما يلتئم الاجتماع على مستوى المديريين يوم 6 يونيو، وسيكون هذا المؤتمر انطلاقة حقيقية للسيسا في مواقفها السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية. ويناقش المؤتمر الكثير من التقارير من بينها تقرير الأمين العام خلال العام الماضي، ويشمل الجوانب الإدارية والفنية والورش التي عقدت والقضايا التي طرحتها الأمانة العامة والزيارات التي تمت والجوانب المالية (الموازنة)، بالإضافة إلى تقارير الأقاليم الخمسة التي تشمل الأوضاع الأمنية والتطورات في هذه المناطق والأوضاع في البلدان الأفريقية مثل الصومال وساحل العاج والنزاعات بجنوب السودان والاستفتاء وقضية دارفور. وأيضاً من ضمن الأوراق التي سوف تطرح في المؤتمر استهداف المحكمة الجنائية للدول الأفريقية وكيفية تقوية المواقف الأفريقية والتأكيد على توصية الدول بالانسحاب من ميثاق المحكمة الجنائية. والهدف من هذه المؤتمرات هو المزيد من الدفع في اتجاه تطوير آليات (السيسا) وترسيخ أقدامها تحت مظلة الاتحاد الأفريقي والسماح لها بحرية الحركة وأداء واجبها في كل أنحاء القارة الأفريقية والتغطية لكافة قضايا القارة وأنشطتها الأمنية. وبالرغم من أن السيسا لم تأخذ دورها الفاعل والمرتجى حتى الآن في قراءتها للأوضاع الأمنية بأفريقيا إلا أنها تسير بصورة قوية واستطاعت أن تثبت أقدامها وتكون واحدة من الآليات التي تواجه السياسة في أفريقيا. فقد ظلت السيسا تؤكد وقوفها مع الإجماع الأفريقي من خلال دعم المنظمات المساندة للاتحاد الأفريقي وبحكم دورها في متابعة التطورات الأمنية والاستخبارية والاستقرار في أفريقيا واستطاع السودان من خلال ذلك أن يلعب دوراً كبيراً، حيث ساهم في تصحيح مواقف الدول الأفريقية حول المحكمة الجنائية.