دعت الحاجة إلى إنشاء لجنة أجهزة المخابرات والأمن الأفريقية لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه القارة الأفريقية، حيث أنشئت بموجب قرار صادر من الاتحاد الإفريقي تحت الرقم 26 عام 2004 لتزويد الاتحاد الإفريقي بالمعلومات الاستخبارتية، وكان جهاز الأمن والمخابرات الوطني قد استضاف المؤتمر الرابع في العام 2007م للسيبا، فيما اكتملت الآن التحضيرات لعقد المؤتمر الثامن الذي تستضيفه الخرطوم في السادس والسابع من يونيو المقبل تحت شعار ((دور فاعل للسيسا في إطار السلم والأمن الإفريقي)). ويشارك في هذا المؤتمر 34 دولة من قادة الأمن والمخابرات في إفريقيا. ولقد أكد اللواء حنفي عبد الله محمد لسونا أن الهدف من انعقاد مثل هذه المؤتمرات بعد التنظيم الجيد والإعداد وكرم الضيافة الذي شهد بها الجميع في الخرطوم،هو تطوير آليات (السيبا) وترسيخ أقدامها تحت مظلة الاتحاد الإفريقي والسماح لها بحرية الحركة وسهولة أداء واجبها في كل أنحاء القارة الأفريقية والتغطية الشاملة لكافة قضايا القارة وأنشطتها الأمنية. تبدأ فعاليات المؤتمر باجتماع مكتب السيبا يومي 3 -4 وهو بمثابة اللجنة التنفيذية العليا ثم يعقد المؤتمر جلساته على مستوي هيئة الخبراء خلال 4-5 فيما يلتئم علي مستوي المديرين يوم 6 يونيو أما بالنسبة للأجندة التي سيناقشها المؤتمر فهناك الكثير من التقارير التي سيتم مناقشتها وهي تقرير عن الأمين العام خلال العام الماضي ويشمل الجوانب الإدارية والفنية والورش التي عقدت والقضايا التي طرحتها الأمانة العامة والزيارات التي تمت والجوانب المالية خاصة أنها واحدة من مشاكل السيبا أي الموازنة غير المنتظمة فيما يتعلق بدفع الاشتراكات ثم تقارير الأقاليم الخمسة وتشمل الأوضاع الأمنية والتطورات في هذه المناطق والأوضاع الأمنية في البلدان الأفريقية مثل الصومال وساحل العاج بجانب السودان والاستفتاء وقضية دارفور وهذا ما يسمي التقييم ألاستخباري. لقد استفاد السودان من السيبا ووقوفه مع الإجماع الإفريقي من خلال دعم المنظمات المساندة للاتحاد الإفريقي وبحكم دورها في متابعة التطورات الأمنية وألاستخباراتية والاستقرار في إفريقيا واستطاع السودان من خلال ذلك يلعب دوراً كبيراً حيث ساهم في تصحيح مواقف الدول الإفريقية حول المحكمة الجنائية وساهمت السيبا في دفع دول كثيرة إلى تجميد نشاطها في المحكمة الظالمة المعروفة وساهمت في عكس القضايا السودانية الخاصة بدارفور والاستفتاء والسلام الشامل. كما أوضحت مساندة الدول الإفريقية لبعضها من خلال دعم قضايا الحريات وحقوق الإنسان وفضح المطامح الغربية في استهداف إفريقيا وتوحيد الرؤى. وقد ساهم السودان من خلال السيبا أيضاً في تقوية أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية من خلال برامج التدريب بحكم خبراته الهائلة ومن خلال تبادل المعلومات. وقد كان ضمن توصيات المؤتمر الرابع في الخرطوم أن أوصي تنسحب الدول من المحكمة الجنائية مع أوكامبو كان يتحرك بخطة ابتزاز لكثير من الدلو الإفريقية لكي تزيد عضويتها وهذا المؤتمر سيطرح فيه موضوع المحكمة الجنائية وتقوية المواقف الإفريقية حيث أن المحكمة تستهدف الآن الدول الإفريقية فقط. بالرغم من أن السيبا كجسم أفريقي ذات سيادة يعمل على تحقيق مصالح القارة الأفريقية والتصدي لمشكلاتها المختلفة ومن خلال عضويتها حققت نجاحاً كبيراً أكثر من 99% من الدلو الإفريقية دخلت في السيبا الثانية من ناحية إدارية وتنظيمية ولكن حتى الآن لم تأخذ دورها الفاعل المرتجي من خلال قراءة الأوضاع الأمنية بأفريقيا وغيرها. أما عن المؤشرات المستقبلية فهنالك مؤشرات كبيرة جداً وحالياً فأن المؤتمر الثامن سيضع صورة لخطة تؤكد بأن السيبا ستقوم بدور فاعل وسوف يكون هذا المؤتمر انطلاقاً حقيقياً للسيبا في مواقفها السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية. ويدور في ذهننا عن إمكانية اختراق جهاز السيبا من الدول الكبرى وهنالك بالفعل محاولات من ما يسمي بالمراقبين الذين يشاركون في ورش السيبا من خلال مكتب الأممالمتحدة المختص بمكافحة الإرهاب وهذا نوع من التدخل ففي هذه المؤتمرات يتم تبادل المعلومات ومعناه أنه لن تكون هناك معلومة مخفية وهذا تأثير سالب على بلادنا. نقلاً عن صحيفة الوفاق 1/6/2011م