{ مازال مقعد الأمين العام للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات شاغراً، بعد انتقال الأستاذ «العبيد أحمد مروح» إلى وزارة الخارجية (سفيراً) وناطقاً رسمياً باسمها. وبرزت عدة أسماء مرشحة لشغل المنصب، غير أن بعضها لا علاقة له بمهنة الصحافة، لم يعمل بها ولا يعرف دروبها. مؤسف جداً أن يغلق أصحاب القرار و(التوصيات) و(التزكيات) مكاتبهم عليهم، ويكتفون بتقديم معارفهم ومن يحومون حولهم أو حول (مديري) مكاتبهم. بالمناسبة عدد من مديري مكاتب قيادات الدولة والحزب الحاكم هم من يديرون البلاد والعباد خلال السنوات الأخيرة. فالمسؤولون (السياديون) لا يمدون رؤوسهم خارج (دائرة) مدير المكتب (المغلق)، ويثقون بهم ثقة عمياء، ويظنون - وبعض الظن إثم - أنهم وحدهم، الثقاة التقاة، الذين لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم، ولهذا فأنا من أنصار تبديل العاملين بالمكاتب التنفيذية والسكرتاريات و(تدوير) مقاعدهم، كل (عامين) مثلاً، حتى لا تصبح (الحاشية) خرصانيّة، صماء، بكماء، مانعة لتجديد الهواء..!! { من بين الذين يتهامس الناس بأسمائهم في قائمة المرشحين لمنصب الأمين العام لمجلس الصحافة، الأخ الأستاذ «راشد عبد الرحيم» رئيس تحرير صحيفة (الرائد). وفي رأيي أنه خيار مناسب جداً، فهو منّا - قبيلة الصحفيين - وهو شخص (مرن)، ومتفاهم، ومعروف لدى رؤساء التحرير وقادة العمل الصحفي، فلا يمكن أن يأتوا لنا ب (غرباء)، بحجة أنهم درسوا كذا، وعملوا كذا، وأنهم من (أهل الثقة)!! { «راشد عبد الرحيم» يناسب هذا المقعد، ولمدة (عامين) أيضاً، قابلة للتجديد، أو غير قابلة. هذا (صوتي)، ولو كنّا في بلد ديمقراطيتها كاملة الرسم، لكان الاختيار لهذه الوظيفة يتم بالتصويت في مجلس رؤساء التحرير. إمّا «راشد» أو جيئوا لنا بالأمين السابق الدكتور «هاشم الجاز»، فهذا الحقل الإعلامي لا يحتمل المزيد من (التجريب). { قلتُ أمس لقناة النيل الأزرق، خلال فقرة (بعد الطبع)، إن وزير الخارجية الأستاذ «علي كرتي» أصبح من (حمائم) الإنقاذ وليس (صقورها)!! هل جانبت الصواب؟! { لم أتشرف بمعرفة الأخ «صلاح ونسي» وزير الدولة للخارجية الذي تم تعيينه قبل أيام، بل إنني لم أرَ صورته حتى!! وأظن أن عدداً مقدراً من الصحفيين لم تكتحل عيونهم برؤية الرجل، خاصة من لا يحرصون على مشاهدة أخبار الفضائية السودانية. أقترح على الناطق الرسمي للخارجية أن يوزعوا صوراً للوزير الجديد (لزوم التعارف) والترويج للوزير الجديد!! { الزميل الأستاذ «ود الشريف» اعترض بصفحته المميزة بصحيفة (ألوان) على إفساحي المجال في هذه الزاوية - أحياناً - لعدد من الكتاب (العرب)، لأنه يحب أن يقرأ كلمات «الهندي عز الدين». أشكر الصحفي والكاتب الرياضي الرقم «ود الشريف» العاشق الأعظم للمريخ والعملاق «محمد وردي»، لكنني - ولفائدة جميع القراء - ابتدعت فكرة (التنحِّي) لصالح كاتب عربي، لإضافة فكرة جديدة، ومعلومات مفيدة حول قضايا دولية وإقليمية، أو رؤى فلسفية حول موضوعات سياسية أو اجتماعية، وذلك عندما يتعذّر عليَّ الكتابة بسبب (وعكة) طارئة، أو رحلة داخلية، أو خارجية، أو انشغالات اجتماعية وأسرية، وقد يعجبني مقال لكاتب عربي، فأسعد بأن أشرك القارئ الكريم في الإفادة من فكرته، وتأكيداً لذلك، فقد علّق السيد وزير المالية والاقتصاد الوطني الأستاذ «علي محمود» في مؤتمر صحفي مشهود على مقال عن سياسة التقشف في بريطانيا، نشرناه في هذه المساحة ولم أكن كاتبه، وقال الوزير إنه استفاد من المقال كثيراً. { فكرة (التنحِّي) لصالح فكرة وقلم آخر متمرس من حين لآخر، أفضل من تقليد (يحتجب اليوم) الذي أدمنته صحفنا منذ سنوات. { المهم ألا نفسح المساحة (لأي كلام)، و(أي زول)، احتراماً وتقديراً وتوقيراً لقارئ (الأهرام اليوم) النابه الحصيف، الذي مازال يقف معها ويضعها في مقدمة الصحف في بلادنا منذ عام ونصف العام، والحمد لله رب العالمين، نحمده على جزيل نعمائه، ولا حول ولا قوة لنا إلاّ به. { وجمعة مباركة.