{ لم أتفاجأ إطلاقاً بانسحاب الأستاذ مصطفى أبو العزائم، رئيس تحرير الزميلة (آخر لحظة) ومقدّم برنامج (حزمة ضوء)، لم أتفاجأ بانسحابه من تقديم البرنامج، وكانت المفاجأة ستكون كاملة الدسم لو أن الأستاذ مصطفى استمر في هذا البرنامج لموسم كامل، والسبب بالتأكيد أنّني كنت ولا زلت أشك في أن تمنع إدارة التلفزيون نفسها عن حمل عصا الرقيب الحسيب، وتمنح البرنامج، ممثلاً في منتجيه ومعديه ومخرجيه ومقدميه، التفويض الكامل لطرح القضايا ساخنة بدرجة الحرارة التي يجب أن تكون عليها، ولا أدري سبباً يجعل إدارة التلفزيون تتدخل لمصلحة المدير العام للحج والعمرة وتحدد لمقدم البرنامج شكل النقاش الذي يدور في الحلقة. قد تكون الهيئة ورئيسها ذات علاقة طيبة مع إدارة التلفزيون، أقول قد تكون، و(الحج قرب)، لكن هذا لا علاقة له البتة بالتطورات التي حدثت في الهيئة، وأهمها وأولها واللافت في النظر فيها إحالة المدير المستضاف نفسه للتحقيق واستقالة الوزير ورهنه سحب الاستقالة بتنفيذ المدير لقرار الإقالة، ده الشغل، وهنا يجب أن يسلط الضوء، وليس كلاماً فطيراً وماسخاً ( عن الخطوات التي يجب أن يتبعها المعتمر أو الحاج)، بالذمة ده كلام، وأي شافع درس لحدي ثامنة أساس يعرف خطوات العمرة والحج، وأي زول في السودان ده عنده معلومات عن هذه الفريضة. ولنفترض أننا (ميح) وراسنا فاضي، ألا يمكن بواسطة فقرات خفيفة في برنامج توعوي عن الحج والعمرة، أن تُبث هذه الفقرات التعليمية؟ يعني معقول تجيبوا ليكم مدير رافض الاستقالة ومحقَّق معه، والوزير نفسه مستقيل بسبب هذا السبب، وتسألوا عن خطوات الحج والعمرة؟ أقول ليكم حاجة يلا بلا لمة، لأن سلسلة العلاقات الشخصية والمصالح المتداخلة تفشل مثل هذه الأفكار التي يجب أن تنداح في برامج تجد الإجابات لأسئلة حائرة على شفاه المواطنين، وطالما أن عقلية إدارة التلفزيون تتلمس الماء البارد فسيظل تلفزيونها بلا طعم ولا نكهة، وأظن أنه كان لي ألف حق عندما قلت سابقاً إن البرنامج هو حزمة توجس وليس حزمة ضوء، طالما أن المدير شخصياً خاتّي يدّه عليه، وأحمد للأستاذ مصطفى هذا الموقف الذي كشف عن أن الالتفاف وراء أسماء البرامج والخوف من التعمق في القضايا الحقيقة الصادمة لا يصنع برنامجاً ناجحاً. والمستقيل وصاحب الموقف هو مصطفى أبو العزائم، أما شريكته في التقديم إيناس محمد، الموظفة بالتلفزيون، فلم نسمع لها رأياً، ولو كانت الماهية رجلاً لقتلته!! { كلمة عزيزة نفسي ومُنى عيني أن يستقيل مرة واحدة مسؤول، اعترافاً منه بتقصير ما، أو شكوى تجاه المؤسسة التي يديرها، إذ أنني وفي عز مشاكل كثيرة يعيشها المواطن السوداني اكتشفت أننا نملك أكثر من (قذافي) متمسك بالكرسي الذي يجلس عليه رافضاً الرحيل وإتاحة الفرصة لغيره حتى يعدل ويصحح الأوضاع إما بأفكار جديدة أو على الأقل بروح جديدة تبتكر هذه الأفكار، ودليلي على ذلك أن العام الماضي شهد سخطاً ما بعده سخط نحو الهيئة العامة للحج والعمرة ولم يستقل مديرها، وعندما أُقيل رفض التنفيذ، والعاجبه عاجبه والما عاجبه يشرب من (....) نشرب من وين والمويه ذاتها مليانة بالدود ومديرها يرفض الاستقالة ومصر أن يطلع منها زي الشعرة من العجين ويحمّل (صهاريج) المياه وزر قذارة المياه، رغم أن الدود نازل من مواسير في بيوت الجالوص والطين، بيوت لم تدخلها ثلاجة.. تقول لي صهريج. { كلمة أعز بعد أن أجاز مجلس الوزراء قانون حق المؤلف والحقوق المجاورة أخشى أن يتواجد الفنانون في المحاكم أكثر من تواجدهم في بيوت الأفراح.. والله يستر.