قبل شهر وأسبوعين قتل الأمريكيون زعيم القاعدة أسامة بن لادن وألقوا جثته في البحر وأُسدِل بذلك الستار على حياة السعودي الثري، يمنيّ الأصل. وقد اكتسب تنظيم القاعدة شُهرة واسعة نتجت عن الأعمال العسكرية و(الانتحارية) التي دبّرها ضد بعض الأهداف الأمريكية وغير الأمريكية، وكان أبرزها وأهمها تفجير مركز التجارة العالمي بنيويورك في 11 سبتمبر 2001م وكان هذا الحادث أحد الأسباب التي جعلت الولاياتالمتحدة تغزو أفغانستان والعراق. ومثلما اتضح أن أسلحة الدمار الشامل التي كانت سبباً آخر لغزو العراق، كانت في واقع الأمر محض أكاذيب، اتضح أيضاً أن العراق الرسمي في عهد صدام حسين لم يكن ضالعاً في عملية تفجير مركز التجارة العالمي بنيويورك عام 2001م. وجاء في الأخبار أنه تم اختيار الدكتور أيمن الظواهري خليفة للراحل أسامة بن لادن، وهو طبيب مصري ظل نائباً لابن لادن فترة طويلة، ومما قالته عنه مجلة «تايم» الأمريكية في عددها الصادر أمس الأول الجمعة الموافق 17 يونيو الجاري أن أحد العسكريين السابقين قال إن الظواهري -60 سنة - حاد اللسان ومغرور، وأن لحيته ونظارته السميكة لا تجعله يبدو إرهابياً مُخططاً، وهو يريد الاستمرار في الحرب التي قادها بن لادن ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها، ومما ضاعف كراهيته للأمريكيين مصرع زوجته وطفليه خلال غارة جوية شنتها أمريكا على تنظيم القاعدة أو مقاتليها في أكتوبر 2001م في أفغانستان. وقالت المجلة إن الأردني حذيفة عبد الله عزّام الذي أمضى بعض الوقت في بيشاور بالباكستان وله علاقات مع بعض مقاتلي القاعدة، قال: إنه بحلول عام 2006م كان الظواهري وبعض رفاقه استطاعوا أن يعزلوا بن لادن بحجة حمايته وكل الذين قابتلهم لا يحبون الظواهري لكنه كان هو من يحرك الأشياء. وقال عزام إن الظواهري وبن لادن اختلفا عام 2007م حول من يخلف قائداً عسكرياً من تنظيم القاعدة قُتل، وليس للظواهري خبرة قتالية أو عسكرية تُذكر، فهو جرّاح سابق ومُنظِّر وهو يقود من خلف الكواليس. وفي الآونة الأخيرة صعد إلى المراكز القيادية جيل جديد من المجاهدين القادمين من ليبيا واليمن وكانت بياناتهم على النت أقوى تأثيراً من كلام الظواهري ضد الأمريكيين واليهود. وقبل أسابيع جاء في بعض المواقع الإلكترونية أنه وقع الاختيار على المصري العدل ليكون رئيساً انتقالياً لتنظيم القاعدة، وقيل في تفسير ذلك - أي اختيار رئيس انتقالي للتنظيم - أن هناك اختلافاً داخل أروقة التنظيم حول من يخلف بن لادن، أو أن زعماء التنظيم مشتتون في بقاع مختلفة مما حال بينهم وبين الاجتماع للتصويت على من يخلف بن لادن. وتقول المجلة إنه بعكس بن لادن الذي عاش سنواته الست الأخيرة مختبئاً في بيت آمن بالباكستان فإن الظواهري كان هدفاً متحركاً، ورغم ذلك، رغم أنه كان باستمرار مطارداً، فإنه لم يلُذ بالصمت، لكن أذاع 22 بياناً مسجلاً، بينما ظهر رئيسه بن لادن على النت مرة واحدة. وفي مطلع هذا الشهر وفي أول تعليق له على مقتل بن لادن قال الظواهري: «اليوم لا تواجه أمريكا فرداً أو جماعة، بل إن أمة متمردة استيقظت على المقاومة والجهاد».