{ منذ توقيع اتفاق السلام الشامل عام 2005م، أصبحت الحركة الشعبية؛ قطاع جنوب كردفان، منظمة إرهابية تحت سمع وبصر الحكومة والمجتمع الدولي، ومارست أقصى درجات الإرهاب للمواطنين، فقامت بتكميم الأفواه وإسكات الألسن بالمناطق التي تسيطر عليها، وتسميها زوراً (المناطق المحررة)، وطالما تحينت الفرص لغرس بذور الفتنة بين أبناء جنوب كردفان، وقامت بإشاعة الأكاذيب التي من بينها أن العرب مدعومين من الحكومة يخططون لإبادة النوبة، وانتشرت هذه الفرية انتشار النار في الهشيم، والبعض من أبناء المنطقة انطلت عليهم الأكذوبة، وظنوا أن الحركة الشعبية هي سفينة نوح التي ستنقذهم من طوفان الإبادة الجماعية والتطهير العرقي! وكانت الحكومة تراقب ذلك بصبر تحسد عليه، وتغض الطرف عن عنجهية الحركة، حقناً للدماء وهو ما ظنته الحركة ضعفاً، فانتفخت وازدادت في غيها وصلفها وتسلطها على العباد..!! { ورجوعاً إلى بداية انضام أبناء جنوب كردفان للحركة الشعبية عام 1984م وبتتبع مسيرتهم داخلها يتضح بما لا يدع مجالاً للشك أن الحركة كانت تستغلهم كوقود لحربها ضد الشمال ومناوئيها من الجنوبيين، ولم تعطهم مقابل خدماتهم سوى تصفية قادتهم واعتقالهم، ويقبع الآن القيادي من أبناء النوبة تلفون كوكو في سجون الجنوب شاهداً على ذلك، وعندما جاء تقسيم السلطة والثروة في اتفاق نيفاشا تناست الحركة منطقة الجبال وأبناءها الذين قاتلوا في صفوفها، فأخذت للجنوب نصيب الأسد وبخلت عليهم حتى بالفتات! فالحركة كانت وما زالت وستظل تحاول المتاجرة بأرواح ودماء أبناء جبال النوبة، لتحقيق مآربها وتنفيذ المخططات الخارجية الشيطانية التي يلقيها عليهم المردة الغربيين، وما لا يحتاج إلى اجتهاد في الوصول إلى فهمه هو أن حريق جنوب كردفان المشتعل الآن ما هو إلا حلقة من مخطط زعزعة ثم تقسيم السودان، فقد كانت بداية المخطط مبشرة لمهندسيه بعد أن انفصل الجنوب!! واستطاع مالك عقار الجلوس على كرسي ولاية النيل الأزرق بالبندقية، ويحتفظ بجيشه ليوم ما!! ثم جاء دور جنوب كردفان التي تريد الحركة أن تحكمها طوعاً أو كرهاً، وبعد أن تحكم الحركة سيطرتها على جنوب كردفان والنيل الأزرق تقوم بفصل المنطقتين. { وعطفاً على المذكور آنفاً يتضح أن من السذاجة تبرئة ساحة الحركة الشعبية من أحداث جنوب كردفان الدامية، والإشارة بأصابع الاتهام إلى ياسر عرمان وعبد العزيز الحلو وحدهما! فالرجلان ليسا بائعي ماء في السوق، ولكنهما في قمة قيادة الحركة الشعبية في الشمال، فما يصدر عنهما من قول وفعل يحسب بطبيعة الحال على المنظمة التي يقودانها، وهذا الجيش الشعبي الذي غدر بالعسكريين وقتل المواطنين، أليس تابعاً للحركة الشعبية؟ إذا كانت الحركة ليست من أصدر تعليمات هذه الحرب فلماذا لم تعلن تبرؤها منها؟ ولماذا لم تقبض على الذين أشعلوها وتقدمهم للمحاكمة؟ الحركة مسؤولة عن أحداث جنوب كردفان بكامل عضويتها ابتداءً من سلفاكير مروراً بمشار وباقان وعرمان وعبد العزيز الحلو، وكل فرد في الحركة الشعبية لم يعلن تبرؤه وخروجه منها، فالحركة الشعبية لم تعد حزباً سياسياً، وإنما منظمة إرهابية يجب حظرها فوراً حفاظاً على الأمن الوطني، فجيش الحركة في جبال النوبة والنيل الأزرق وجواسيسها وخلاياها النائمة في أرجاء السودان تشكل خطراً وتهديداً أمنياً، وليت الحكومة تسمع كلام ناصحيها قبل فوات الأوان. { وما يجعل الإنسان يضرب كفاً على كف من العجب هو دفاع بعض المسؤولين عن الحركة، ورفع المسؤولية عنها وعن قادتها! ومنهم من طفق يدبج المدح والثناء على مالك عقار ويصفه بالقيام بمجهودات وطنية، فأين كانت هذه الوطنية عندما فاز عقار بالإرهاب؟ وداس على إرادة شعب النيل الأزرق بالبوت؟ وأين وطنية عقار وهو يحتفظ بجيشه وسلاحه؟ ولماذا الاحتفاظ بالجيش والسلاح؟ فما يقوم به عقار هذه الأيام من تهدئة للأوضاع ليس بسبب نزعة وطنية، هبطت عليه فجأة، وإنما هي مناورة تكتيكية حتى لا يقوم الجيش بملاحقة جيشه المرابط في النيل الأزرق، فمن المؤسف أن لا يفهم قادتنا أساليب الحركة الشعبية بينما يفهمها مواطن عادي غير مسؤول عن حماية أرواح وممتلكات الشعب! فالحركة الشعبية تتمسكن حتى تتمكن، وتظهر خلاف ما تبطن، وتبتسم وهي تحمل خنجراً مسموماً، فيجب أن تكون الحركة الشعبية كتنظيم مطلوبة للعدالة قبل الأشخاص عرمان والحلو وغيرهما. عبيد النيل