دعا رئيس الجمهورية؛ عمر البشير، إلى إصلاح الأجهزة الدولية من أجل تحسين مكافحة الإرهاب، وقال في كلمته أمام المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب عالمياً في طهران أمس (السبت) إن غياب العدالة الاجتماعية والمساواة في الحقوق من الأسباب الجذرية للانتشار والتوسع في الإرهاب، وأكد على ضرورة التعاون بين جميع المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية والهيئات في الحرب على الإرهاب، ونادى بإصلاح الهيئات العالمية لتحسين وتعزيز مكافحة الإرهاب. وطالب البشير بالتصدي لإرهاب دولة إسرائيل وحلفائها، واعتبره النموذج العملي للسلب والتشريد والقتل. وشدد على تجنب سياسات الكيل بمكيالين في مجال مكافحة الإرهاب، وأضاف: «يجب علينا المضي قدماً نحو الإصلاح في الأجهزة الأمنية والثقافية الدولية المختلفة»، ودعا جميع المنظمات والجماعات للمساهمة في حملة جماعية ضد الإرهاب، وأضاف: «إن ذات القوى الباطشة أضحت اليوم تصوغ المصطلحات وتعيد صياغة المفاهيم بما يبرئ ساحتها ويجرم الآخرين ويصورهم جلادين وهم ضحايا مقهورون»، وأكد التزام السودان القوي بالحملة ضد الإرهاب، وأعلن اتخاذ الآليات اللازمة لمكافحة الظاهرة والتزام السودان الصادق بأمن وسلامة العالم. وقال البشير إن العالم اليوم أحوج لوضع تعريف واضح ودقيق للإرهاب يحفز كافة دول العالم للمشاركة في مكافحته وحصاره، وأكد أن السودان وضع قانوناً خاصاً لمكافحة الإرهاب وقانوناً آخر لمكافحة تمويل الإرهاب وغسيل الأموال وإنشاء الهيئة التنسيقية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1373. وفي السياق طالب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بضرورة كشف النقاب عن الأبعاد الحقيقية لهجمات 11 سبتمبر عام 2001م ضد الولاياتالمتحدة الأميركية، بالإضافة إلى الإبادة الجماعية إبان الحرب العالمية الثانية لوقف الإرهاب. وقال: «إذا ما تم فتح الصندوق الأسود لحادثة 11 سبتمر عام 2001 والمحرقة «الهولوكوست»، عندئذ سيتم كشف النقاب عن الحقيقة، ولكن أمريكا لا تسمح بذلك». وأضاف أن المحرقة وهجمات سبتمبر ذرائع استخدمتها أمريكا لقمع المسلمين، وتحقيق مكاسب اقتصادية من خلال نشر الرعب في المنطقة. ويستغرق مؤتمر مكافحة الإرهاب يومين ويرفع شعار: «العالم بدون إرهاب». ويشارك فيه رؤساء جمهوريات ومسؤولين من (80) دولة في العالم ومندوبين عن منظمات دولية، بينهم رؤساء جمهوريات طاجيكستان، إمام علي رحمن، وباكستان، آصف علي زرداري، وأفغانستان، حامد كرزاي، ، والعراق جلال طالباني، ونواب رؤساء ورؤساء وزراء من العديد من الدول. وكان رئيس الجمهورية استبعد أي تطبيع فى العلاقات بين بلاده والولاياتالمتحدةالأمريكية، وقال: «نحن على قناعة أن أمريكا لن تطبع علاقاتها معنا مهما فعلنا ومهما وقعنا من اتفاقيات، وإذا انتهت كل المشاكل فى السودان فسيخلقون مشكلات جديد»، واتهم جهات خارجية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية بتضخيم ما أسماه «خلافات تقليدية محدودة» فى دارفور، وقال: «لقد وجد أعداء السودان في قضية دارفور فرصة مناسبة لإيذاء السودان والنيل منه». وأضاف الرئيس في تصريحات للتلفزيون الصيني «سي. سي. تي في»، ووكالة الأنباء الصينية الرسمية، أن «قضية دارفور مجرد خلافات تقليدية بسبب الصراع على المرعى وموارد المياه، وكانت هناك احتكاكات تقليدية تعالج فى إطار أعراف وتقاليد أهل دارفور». ووصف البشير التعاطي الغربي مع أزمة دارفور بأنه «تغطية» للفظائع التي تم ارتكابها في العراق وأفغانستان، واعتبر البشير مفاوضات الدوحة الفرصة الأخيرة أمام السلام وحل الأزمة. وقال إن السودان الآن في مراحل التفاوض النهائية وأن وثيقة الدوحة نهائية وأن أي جهة لا توقع عليها لن نعترف بها ولن نتفاوض معها حكومة السودان وسنعتبرها خارجة عن القانون وسنتعامل معها على هذا الأساس. وشدد الرئيس على رغبة السودان في التوصل إلى تسوية لأزمة إقليم دارفور وتحقيق السلام.