أجرى رئيس الجمهورية، المشير عمر البشير، صباح أمس (الأربعاء) محادثات مع الرئيس الصيني هو جينتاو، تركزت حول سبل تقوية وتوطيد العلاقات الثنائية والتعاون المشترك في كافة المجالات، في خطوة اعتبرها مراقبون تحدياً للمحكمة الجنائية الدولية. وقال وزير المالية والاقتصاد الوطني إن الجانبين السوداني والصيني تبادلا وجهات النظر حول القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وذكرت وكالة أنباء (شينخوا) الصينية الرسمية أمس (الأربعاء) أن الرئيس الصيني أكد خلال محادثاته مع نظيره البشير أن بكين تؤيد بقوة عملية السلام بين شمال وجنوب السودان. وقال مخاطبا البشير: «آمل أن ينطلق الجانبان الشمالي والجنوبي من المصالح الأساسية للأمة للتوصل إلى مصالحة وطنية سلمية»، داعياً الطرفين إلى مواصلة تنفيذ اتفاق السلام الشامل والالتزام بروح التفاهم المتبادل والتسامح من أجل حل مشاكلهما بشكل صحيح من خلال الحوار والتشاور. فيما أكد الرئيس البشير أن حكومته تريد الحفاظ على السلام والاستقرار بين الشمال والجنوب، معرباً عن استعداده لتطوير نمط جديد من العلاقات مع الجنوب. وبعد مراسم ترحيب بالبشير وعقد اجتماع ثنائي بقاعة الشعب الكبرى، شهد البشير والرئيس الصيني مراسم توقيع ثلاث اتفاقيات بشأن التعاون الاقتصادي والتكنولوجي الثنائي. وطرح الرئيس الصيني اقتراحاً من (4) نقاط يشمل تعميق الروابط السياسية، وزيادة التعاون التجاري والاقتصادي بين الصين والسودان. وقال إن «الجانب الصيني يتخذ موقفاً إيجابياً تجاه تعزيز التعاون الثنائي في مجالات الزراعة والتعدين»، مضيفاً أن الصين ستواصل تقديم الدعم الفني للسودان وتنفيذ مشاريع مثل المراكز الزراعية، فضلاً عن تشجيع الشركات الصينية على المشاركة في استكشاف وتنمية الموارد التعدينية في السودان. وأعرب البشير عن رغبته في تعزيز التعاون مع الصين في مجالات الطاقة والزراعة والتعدين والثقافة والرياضة ومكافحة الفقر، متعهداً بدعم الشركات الصينية للاستثمار وإقامة المشاريع التجارية في السودان. ورحب الرئيس الصيني هو جينتاو في مستهل خطابه في المباحثات؛ بالرئيس البشير، في أرض الصين، مؤكداً أن الزيارة ستسهم في توطيد علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات. وأقام جنتاو استقبالاً رسمياً كبيراً للبشير حيث أقيمت مراسم رسمية عزفت خلالها الموسيقى السلام الوطني السوداني والصيني. وشكر البشير مضيفه على ترحيبه الحار واصفاً إياه بالصديق والشقيق.