دعا رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية؛ الشيخ أبو زيد محمد حمزة، الحكومة إلى التفاوض والتشاور مع الأحزاب الشمالية بدلاً عن الاتفاق مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، التي قال إنها حزب جنوبي يحمل أفكاراً علمانية. وقال إن البلاد متجهة نحو المهلكة والضياع وتحتاج للتضافر والتكاتف والتآخي، وشن شيخ أبو زيد - زعيم أكبر جماعة سلفية بالبلاد - في خطبة الجمعة أمس بمسجد الثورة الحارة الأولى هجوماً لاذعاً على الاتفاق الإطاري الذي وقعته الحكومة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان في أديس أبابا (نيفاشا 2) وتساءل: «لماذا حزب جنوبي بالشمال بعد ما فاتوا ولماذا توافق الحكومة»؟. وأضاف: «لا نريد حزباً جنوبياً في الشمال، لقد ذهب الجنوب فليهأنوا بدولتهم وكفانا المذلة والهوان والقتل».ووصف أبو زيد مفاوضي المؤتمر الوطني ب (المغفلين) وزاد: «حكم الإسلام هو المنقذ يا أيها المفاوضون». وأشار أبو زيد إلى أن القضية مازالت قائمة حتى بانفصال الجنوب، وقال: «كنا نعتقد إذا انفصل الجنوب سنرتاح وهم أيضاً سيرتاحون»، وتساءل شيخ أبو زيد لماذا لا يجلسون في الأرض مع ناس البلد من أهل الحل والربط وقال: «الأنصار والختمية يملأون البلد وينبغي أن يفاوضوا». ومضى قائلاً: «الجنوبيون قالوا إذا أردتم وحدة أقيموا دولة بلا دين، سودان علماني، أفريقي، غير عربي وبلا عقيدة، الزنا، والقمار فيه حلال، قلنا لا فمشوا»..! وأضاف: «المصيبة رجعت من جديد مشكلة جديدة معركة جديدة»، وقال إن نيفاشا ضيعت الشريعة، وأشار إلى أن جبال النوبة والنيل الأزرق مناطق مليئة بالمساجد والدعاة. وقال شيخ أبو زيد مخاطباً الجنوبيين: «أمشوا أرقصوا وأشربوا المريسة وقلوا أدبكم بالجنوب، أنحنا نساءنا مصونات وتقاليدنا وموروثاتنا باقية»، ووجه أبو زيد انتقاداً للحكومة قائلاً: «ألا تستحون وتختشون من الله، إنهم بهذا الإتفاق يريدون أن يتدخلوا في شؤون الشمال بعد الانفصال»، وأضاف: «نسمع كلام للرئيس البشير ناشف وحاسم وكلام رجال لكن نرجع نسمع كلام آخر»، في إشارة منه للاتفاقية الأخيرة وقال: «كل ما تقوله الحكومة بعد هذه الاتفاقية كلام ادعاءات والله تعالى لا يرضى اتفاقيات فيها المذلة لنا ولديننا وشريعتنا». وشدد أبو زيد بأنه لا مكان لهذا الحزب في وسطنا وإذا كنتم تتفقون مع الجنوبيين إذاً لماذا لا تتفقون مع الأحزاب الشمالية وزعمائها وذكر المهدي والميرغني والترابي، وقال إنهم مسلمون ويصلون الصلوات الخمس، «الصادق له قاعدة عريضة في البلاد لماذا لا تأخذوا رأيه». واعتبر أبو زيد حزب (الحركة) المزمع قيامه حسرة على الشمال وسيدخل البلاد كل يوم في نزاعات. وطالب المسؤولين بأن يتقوا الله في الأمة، وأضاف: «نحن الأحزاب الشمالية لا نريدها دعك من حزب جنوبي»، وتوسل الشيخ أبو زيد إلى الله قائلاً: «اللهم أقلب الأمور كلها لصالح الأمة». واتهم الحركة الشعبية بقتل الداعية الأول بالجنوب فؤاد ريتشارد وتحويل المساجد إلى خمارات. وقال: «إنهم لا يريدون الإسلام وهم نصارى تحولوا إلى شيوعيين وكل الشماليين الذين معهم متفقين ضد الإسلام»، واعتبر تصريحات عقار بتحرير السودان من داخل القصر لا يعدو كونه غطرسة واستهتاراً.