نتمنى أن يعود التفوق لمدارس الولاية الشمالية وولايات الوسط والغرب بعد أن تفوقت كسلا القاش وفراشه على عرش الشهادة السودانية .. كسلا التي أخرجت لنا الكثير من المبدعين من الفنانين والشعراء: حبيت عشانك كسلا وخليت دياري عشانك وعشقت أرض التاكا الشاربة من ريحانه التحية لإسحاق الحلنقي وهو يكتب لنا أجمل الكلمات فنُهدي الآن كل ما كتبه وما كتبه غيره من أبناء كسلا للمتفوقين من أبناء كسلا وولايات الشرق .. أرض الجبل نمشي لتوتيل نزورها والجبل نعسان خدارو وأخرى رحلة عصافير الخريف في موسم الشوق الحلو هيج رحيلها مع الغروب إحساس غلبني اتحملو ويقول هنا شاعرنا الرقيق إسحاق الحلنقي .. كنت أراقب حركة العصافير بعد أن تبللت بمياه الأمطار وهي تجوب من فرع لآخر بحثاً عن مكان آمن لايصل إليه رذاذ الخريف .. ويضيف هذا الإحساس لم أتحمله وحينها أمسكت بالقلم وبدأت أكتب وكانت رحلتي مع عصافير الخريف.. رحلته هذه لم تقف بل امدت مع (العنبة) التي كانت تظلل منزله بكسلا لتجئ لنا (بأسال العنبة) الرامية فوق بيتنا رحت خليتنا تاني ما جيتنا لو مغالطنا ما مصدقنا أسأل العنبة الرامية فوق بيتنا خاينة يا دنيا وظالمة يادنيا قلنا نصبر لالا ما بنقدر الصبر قاسي والمحبة قدر الزمان غدار وظلمو ما بندار ما تحني يا دنيا وتقبلي الأعذار قلنا للقمرة سافري من بكرة وختي في قلبو شتلة الذكرى التحية كذلك للفنان (القامة) التاج مكي ونعود للتعليم والتفوق ونقول إن التعليم في بلادي خلال السنوات الماضية أضحى متدهوراً وخرجت ولايات كانت تتربع على عرش امتحانات الشهادة السودانية فعلى سبيل المثال كانت الولاية الشمالية ومدارسها التي كانت تعد على أصابع اليد تأتي على رأس قائمة التفوق فكانت مدارس (كورتي مروي كريمة) كان يتم إذاعة المدارس المتفوقة وكذلك الكلية عبر الإذاعة السودانية وذلك في السبعينيات من القرن الماضي .. الكل كان يقتني (مذياع) ويجعله متأهباً وعلى استعداد من أجل معرفة (التفوق). فالتفوق والعشرة الأوائل كانت جلها من مدارس الشمال وكذلك المدارس الأولى بل وأذكر هنا حديث للدكتور خليفة العوض وهو يحل ضيفاً على برنامج (أسماء في حياتنا) الذي يعده ويقدمه الأستاذ عمر الجزلي .. قال الدكتور خليفة عندما (امتحنت) من مدرسة مروي كانت كل الدفعة قد تفوقت و(دخلت) جامعة الخرطوم كلية الطب فيما عدا طالب واحد تخلّف والتحق معهم العام الذي يليهم حتى سميت الداخلية التي يسكنون بها داخلية (الريف).. الآن يا حليل التعليم في الشمالية مات واندثر وتراجعت الكثير من المدارس وذلك بسبب الإهمال الكبير الذي لحق بالشمالية وانعكس ذلك على كثير من الخدمات كالصحة والمياه والكهرباء بالإضافة إلى التعليم .. فنتمنى أن ينصلح الحال بالشمالية وينعكس ذلك على جُل الخدمات بما فيها التعليم. كما نود أن نلفت انتباه المسئولين بأمر التعليم بأن هنالك الكثير من المتفوقين إلا أن ضيق ذات اليد مازال يقف أمام مواصلة مسيرة التعليم الجامعي نتمنى أن تراعي الدولة الطلاب الفقراء الذين يتمنون مواصلة المسيرة لنخلق أجيالاً مشبعين بالعلم والمعرفة يملأون حقولنا (زرعاً ووعداً وتمني) .. فالشمالية مشبعة بالإبداع نريد خلق أجيالاً تواصل مسيرة التنمية الاقتصادية بالولاية .. فهي ولاية واعدة من حيث الأرض الخصبة والمياه المنسابة النقية والتي حتماً ستدعم خزينة دولتنا بالإيرادات الكثيرة لتعانق التنمية. التفوق والإبداع ويغني مع شاعر الشمال المبدع إسماعيل حسن (يرحمه الله): ديل أهلي ..( البقيف) في الدارة وسط الدارة وأقول للدنيا ديل أهلي عرب ممزوجة بدم (الزنوج) الحارة ديل أهلي .. ديل قبيلتي والأساس