د. محمد عبد العزيز أبو سن - الجراحة العامة تعتبر أمراض الثدي من الأمراض الشائعة التي يلعب المريض دوراً كبيراً في اكتشافها وعلاجها.. فالاكتشاف المبكر يسهل من العلاج. تنقسم أمراض الثدي إلى حالات التهابية، وأورام (حميدة وخبيثة). وتعتبر الحالات الالتهابية بالثدي من أكثر الأمراض شيوعاً. { أعراض المرض: ألم بالثدي وحمى غالباً ما تصيب المرضعات، ويعتمد التشخيص على الكشف، وعند الحوجة للموجات الصوتية. { العلاج: يكون بالمضادات الحيوية والمسكنات، ولكن لا بد من التفريق بين التهاب الثدي وخراج الثدي، إذ يكون بالخراج نفس أعراض التهاب الثدي لكن بدرجة أشد، ويختلف عن التهاب الثدي في العلاج، فخراج الثدي كأي نوع من الخراج في الجسم لا بد من استخراجه ونظافته ثم أخذ مضاد حيوي بعد ذلك، فإذا أخذ مضاد حيوي قبل استخراج الخراج فإنه يتحجر ويصعب استخراجه ويكون مزمناً، فلذا يجب على المريضة إذا شعرت بهذه الأعراض الذهاب للطبيب مباشرة، فإن بعض الأورام السرطانية تكون شبيهة بالخراج والتهاب الثدي، وذلك عكس المفهوم السائد بأن الأورام السرطانية لا تؤلم، وفي هذا إشارة للذهاب المبكر للطبيب للتشخيص الصحيح للحالة، وننصح إذا تكرر التهاب الثدي والخراج بمتابعة الحالة مع الطبيب حتى يتم الشفاء التام. { الأورام: تنقسم أورام الثدي إلى أورام حميدة وأورام خبيثة. { الأورام الحميدة: تكون في الغالب في الأعمار الصغيرة وتظهر في شكل تورم بالثدي من غير أن تسبب آلاما للمريضة ويتم التشخيص من خلال الكشف الإكلينكي، وثانياً بأخذ عينة إما بالإبر أو عينة من الورم مباشرة أو استخراج الورم ككل والكشف عليه خارج الجسم، وثالثاًَ عمل موجات صوتية للثدي للأعمار أقل من الثلاثين عاماً، وأشعة للثدي فوق الثلاثين عاماً، علماً بأن أخذ عينة من الورم بالإبر أو جزء من الورم عملية بسيطة، ولا تسبب ألماً حاداً للمريضة ولا تستغرق زمناً، ويجب علينا أخذ الأورام مأخذ الجد حتى لا تكون هنالك حالات سرطانية، وتجنب تطور المرض لمراحله المتأخرة، وفي حالة تشخيص الورم حميد أو كيس بالثدي يترك الخيار للمريض إما باستئصال الورم أو تركه من دون عملية. { سرطان الثدي: هو من أكثر أنواع السرطانات شيوعا وأكثرها خطورة إذا لم يكتشف باكراً، وهناك عوامل خطورة تتوفر في المريض ليكون من أعلى الفئات تعرضاً للسرطانات، من أهم العوامل التدخين ووجود شخص بالأسرة مريض بالسرطان، فيجب على الأسر التي لديها تاريخ مرضي للسرطان الذهاب لمراكز الكشف المبكر للثدي. وليكن بعلم جميع القراء أن أورام الثدي أغلبها سرطان ما لم يثبت العكس، فيجب الكشف المبكر بالكشف الثلاثي (كشف إكلينيكي بواسطة الطبيب وأخذ عينة مفتوحة أو مغلقة وعمل موجات أو أشعة للثدي) فلذا يجب على المريضة عمل التقييم الثلاثي أعلاه للتأكد من عدم وجود السرطانات، علما بأن الكشف الأولي يبدأ بالمريضة نفسها بالكشف الذاتي الدوري لنفسها كل فترة وأخرى واللجوء للطبيب فوراً حين الشعور بشيئ غريب. أمراض السرطان كانت تكثر في عمر الثلاثين فما فوق، لكن أصبح ليس لها زمن معين، فقد كثرت في كل الأعوام. علاج السرطان يختلف من مرحلة لأخرى حسب المرحلة، وكلما كانت المرحلة مبكرة زادت فرص العلاج الكامل، وتوجد أمثلة كثيرة لحالات أجريت لها عمليات قبل 10 أو 15 عاماً ومازال أصحابها بصحة جيدة، ولم يشكوا من أي مشاكل. يتم استئصال الثدي وحده، أو استئصال الثدي وكل الخلايا اللمفاوية بالإبط أو جزء منها كعينات من الخلايا اللمفاوية المحيطة به، أي بالورم، وبعد ذلك قد يلجأ للعلاج الكيماوي وقاية من انتشار المرض في الدم، وإشعاعاً لحماية المنطقة بعد الإزالة من عودة المرض مرة أخرى، أما في المراحل المتأخرة فيلجأ للعلاج الكيماوي أو العلاج بالهرمونات. علماً بأن علاج سرطان الثدي ليس من اختصاص الجراح وطبيب الأورام فقط، وإنما علاجه مشترك، يشارك فيه المريض وأسرته وطبيب الجراحة والباطنية والأورام والأشعة والممرضون وقطاعات أخرى مختلفة، فالمجتمع يلعب دوراً مهما في مكافحة السرطان والكشف المبكر عنه، وذلك عن طريق التوعية المباشرة أو عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، وإطلاق المبادرات الفردية والجماعية وصولاً لمجتمع خال من سرطان الثدي. أخيراً لفائدة القارئ نقول إنه من الأشياء التي كثُرت هذه الأيام - بازدياد حالات السرطانات - ظهور بعض الدجل والشعوذة، إذ يستغل بعض المشعوذين يأس المريض وإحباط وأسرته، فيذهب المريض وأسرته إلى من يدعون القدرة على علاج السرطان بالعلاج (البلدي)، وبعد أيام وشهور من (الوهم) يأتي المريض للعلاج الطبي وحالته متأخرة.. فنرجوا أن لا يضيع المرضى وذووهم الوقت في (السراب) ليأتوا للعلاج متأخرين بعد تفاقم حالتهم.. ونرجوا أن يراجع مدَّعو العلاج أنفسهم ويتقوا الله ولا يستغلوا المرضى دون علم..