ودعت السفارة السودانية بالقاهرة مساء أمس الأول (الجمعة) الفريق أول عبد الرحمن سر الختم سفير السودان بمصر، وذلك في احتفال كبير بمنزل السفير بضاحية المعادي بالقاهرة، حضره أعضاء السلك الدبلوماسي بالسفارة، والجالية السودانية بمصر. وحيا الحضور سر الختم في كلمات معبرة، أعربوا فيها عن تقديرهم للدور الذي قام به السفير في فترته التي شارفت على العامين، وعن دوره الكبير تجاه الجالية السودانية التي أولاها اهتماماً كبيراً أثناء فترة توليه، حيث ذهب إليهم في كل جهة في مصر من السويس إلى الإسماعيلية وبورسعيد وأسوان وإسكندرية وغيرها من المدن المصرية المختلفة، وكون لهم كياناً، وأعلن أن الجالية في مصر هم مواطنون أصليون. كما بكى أفراد من الجالية في وداع سر الختم، معتبرين أنه كان مختلفاً في التعامل معهم. من جانبه أوصى سر الختم بالجالية خيراً، ودعا الجميع للذهاب إلى السودان والمشاركة في بنائه، كما ناشد السودانيين بمصر بتقديم كل التسهيلات للمصريين للذهاب إلى الخرطوم للاستثمار والتعاون لتحقيق تكامل مستحق بين البلدين، مؤكداً أن فترة عمله كانت إيجابية في تحقيق جملة من الأشياء على رأسها الاهتمام بالجالية في المقام الأول. سر الختم الذي بدا عليه التأثر والحزن قال ل (الأهرام اليوم): أنا سعيد بخدمة بلادي في مصر، وسعدت بالتعامل مع مصر بشكل أكبر بعد ثورة 25 يناير، خاصة مع كل من المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري المصري، والدكتورعصام شرف رئيس الوزراء، ودبلوماسيي الجامعة العربية وعدد من الوزراء والمحافظين، خاصًا بالذكر محافظ أسوان لتعاونه مع السفارة في جميع المجالات، مؤكداً أنه بذل مع الجانب المصري عملاً ومجهوداً مخلصًا أدى إلى تطور العلاقات بين البلدين إلى الأفضل، مضيفاً: أشعر أنا وأسرتي بالألم لفراق مصر، فأنا عملت بالقاهرة عامين لم أشعر فيهما بالغربة، معلناً أنه تم إخطاره بأنه سيكون سفيراً للسودان بإثيوبيا، وقال: إن مهمتي فى أديس أبابا ستكون مهمة ثلاثية، وسوف أسعى إلى تقوية العلاقات بين مصر والسودان وإثيوبيا في مفهوم إقليمي واسع من أجل مصلحة شعوبنا، مضيفاً أن ملف المياه سيكون حاضراً وبقوة في مهمتي، مشيراً أن السفير المقبل للسودان في مصر، كمال حسن علي على دراية بأهمية مصر بالنسبة للسودان أكثر منه. وقال ليس لدي ما أوصي به كمال فقد عمل فترة خمس سنوات بمصر، بالإضافة إلى أنه درس بها، وهو على دراية تامة بالشعب المصري والعلاقات بين البلدين وأهمية الارتقاء بها وهو أكثر منا حرصاً لذلك لأن المناخ الآن مناسب، متمنياً له التوفيق في خدمة البلاد وتطوير العلاقات بين البلدين في هذا الظرف الدقيق. وحول الانفصال الرسمي لجنوب السودان قال: نحن سعداء في الشمال والجنوب للوصول لهذه النتيجة، فهدفنا كان تحقيق السلام والاستقرار بعد حرب دامت لأكثر من خمسة عقود، وعندما يتحقق السلام فإنه لا غالب ولا مغلوب، وعبر السلام سنبني دولنا، مبيناً أنه لن يكون هناك تغيير شمالي في التعامل مع الجنوب، مشيراً إلى وجود علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية قوية بينهما فيما سيسعى الشمال إلى تعزيز هذه العلاقات.