في وسط ميدان التحرير بالقاهرة طاف الأمين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي ووفده الذي يضم علي الحاج وإبراهيم السنوسي وعلي شمار وبشير آدم رحمة وكمال عمر ونجوى عبداللطيف وثريا يوسف وبرفقتهم مدير وحدة السودان وحوض النيل بمركز الأهرام هاني رسلان، حيث طافوا أرجاء الميدان وسط هتافات الثوار بوحدة السودان ومصر: «مصر والسودان أيد واحدة»، «ثورة شعبية ضد حكومة بلطجية»، «أمة عربية واحدة ضد السلطة اللي بتدبحنا»، وارفع رأسك أنت عربي. كانت درجة الحرارة عالية تقترب من (38) درجة مئوية والعرق يتصبب من جبين الترابي ووفده الذي تفاعل مع الثوار مردداً ذات الشعارات، قبل أن يضع أحد الثوار مظلة تقي من أشعة الشمس فوق رأس الأمين العام للمؤتمر الشعبي. دخل الترابي إلى ميدان التحرير من بوابة كوبري قصر النيل وسأل بعض الشباب عن هويات وفد مقدمة الترابي قبل أن تتدخل قيادات من ائتلاف شباب الثورة للتعريف بوفد المؤتمر الشعبي، وفتحوا الباب مرحبين وهم يقولون: «مرحباً بأهل السودان». بعض الثوار قالوا ل(الأهرام اليوم) إنهم يقدرون وقفة الشعب السوداني معهم خلال الثورة المصرية وأبدوا حزنهم على انفصال جنوب السودان. وقال الترابي في تصريحات من داخل ميدان التحرير إن مصر شهدت ثورة قامت بها كافة أطياف الشعب، لذا فالشعب أولاً وجيشه خلفه، وطالب باتحاد مصر والسودان، لأنهما أمة واحدة، قائلاً: «لا بد من سرعة الانتهاء من المرحلة الانتقالية والمرور منها بسلام، والعبور بها لبر الأمان». وطلب المتظاهرون من الترابي إلقاء خطبة في مسجد عمر مكرم، ولكن طاقم حمايته الخاص تدخل لإخراج الترابي من الميدان بعد تدافع الثوار حوله. وأثارت قفشات المصريين إعجاب الترابي وتبسمه خلال زيارته إلى ميدان التحرير وإلقائه لندوة بمركز الأهرام مما جعل المنسق العام لحركة كفاية المصرية جورج إسحاق يقول: «السياسيون دائماً عند حديثهم مكشرون ولكن الشيخ حسن الترابي لديه ابتسامة جذابة ولكنها خطيرة جداً، وإن الترابى يعد جزءاً من المشكلة الحالية في السودان، والبعد الديني الذي طرحه أخاف الجنوبيين»، معرباً عن أمله أن يلتقي الترابي بالإسلاميين في مصر ويقدم لهم خلاصة تجاربه. وفي مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والسياسية بالقاهرة، قال الدكتور حسن الترابي أمس (الاثنين) إنه على الرغم من معارضته للحكومة لكنه لا يحملها كل أخطاء انفصال جنوب السودان. وأوضح أن تفاقمات الحكومات منذ حقبة الاستقلال قادت إلى تقرير الجنوبيين لمصيرهم بفراق الشمال. وأضاف: «الطلاق مع الجنوب لم يكن بإحسان ونحدثهم بأن الطلاق له رجعة، فهم حزينون على الانفصال من دواخلهم ويبدو عليهم ظاهرياً أنهم فرحون بالاستقلال». ووضع الترابي (6) شروط لتحقيق الصلح مع المؤتمر الوطني مستبقاً بذلك لقاءه مع جماعة الإخوان المسلمين بمصر الذين أبدوا رغبتهم في إصلاح ذات البين بين المؤتمرين الوطني والشعبي، وقال الترابي: «لا بد أن يعترفوا بأنهم أخطأوا وأن يعتذروا للمعتقلين والمسجونين ويردوا أموال الناس ويعتذروا للجنوبيين وأن يعترفوا بخطئهم في دارفور ثم بعد ذلك يتركوا الحكم ومن الممكن أن نعفو بعد ذلك».