قال الأمين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي إنه على الرغم من معارضته للحكومة لكنه لايحملها كل اخطاء انفصال جنوب السودان ، وأوضح في ندوة بمركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية أن تراكمات الحكومات منذ حقبة الاستقلال قادت الى أن يختار الجنوبيون فراق الشمال عندما أتيح لهم تقرير مصيرهم . واضاف:" الطلاق مع الجنوب لم يكن باحسان ونحدثهم بأن الطلاق له رجعة، فهم حزينون على الانفصال من دواخلهم ويبدو عليهم ظاهريا أنهم فرحون بالاستقلال." ووضع الترابي شروطا ستة لتحقيق الصلح مع المؤتمر الوطني مستبقا بذلك لقائه مع جماعة الاخوان المسلمين بمصر الذين أبدوا رغبتهم في اصلاح ذات البين بين المؤتمرين الوطني والشعبي، وقال الترابي:" لابد أن يعترفوا انهم أخطاؤا وان يعتذروا للمعتقلين والمسجونين ويردوا أموال الناس ويعتذروا للجنوبيين وان يعترفوا بأخطائهم في دارفور ثم بعد ذلك يتركوا الحكم ومن الممكن ان نعفو بعد ذلك." وأشار الترابى الى أن مصر والسودان يربطهما مصير واحد ومصالح مشتركة، وأن كل الظروف مهيئة لتكاملهما، مؤكدا أن ذهاب الأنظمة الديكتاتورية فى المنطقة سيوحد شعوب المنطقة وتحقق التصالح والمصالح بينها. وقال في الندوة التي حضرها عدد كبير من رموز الفكر والثقافة والسياسة فى مصر- إنه لابد من زوال الحكم الحالى فى السودان، لأن الشعب السوداني مثل بقية الشعوب العربية التى خرجت إلى الشوارع من أجل إسقاط أنظمة حكمها ، محذرا من أن سد أبواب الحرية والتعبير والمشاركة يؤدى إلى تفجر الأوضاع برمتها، وأضاف : " الثورات لايمكن التنبؤ بها، ولكنها تأتى بغتة." ومن جانبه، قال الدكتور جمال عبد الجواد، مدير مركز الدراسات بالأهرام، إن الدكتور الترابى هو ضيف مهم فى ظروف مهمة وبالغة الحساسية فى مصر والسودان على السواء ، فيما قال الدكتور عبد المنعم سعيد، أن إشكالية الترابى أنه مفكر وسياسى فى آن واحد، موضحا أن العلاقة بين مصر والسودان مرت بمرحلة اغتراب طويلة. و وصف الدكتور رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق بمجلس الشعب مصطفى الفقى الترابى بأنه شخصية جدلية، وقال إن السنهورى باشا شهد بقيمته الفكرية منذ وقت مبكر حينما نصح بالرجوع إليه دون بقية تلاميذه فى مصر لكتابة دستور الامارات. وكان الترابي قد نصح د.محمد البرادعى ود. عبدالمنعم أبوالفتوح باعتبارهما من مرشحي الرئاسة بوضع برامج انتخابية محددة حول القوانين والتشريعات التي يعتزمان إدخالها وحول علاقات مصر مع العالم الخارجي. وقال الترابي، في حوار مع منى الشاذلي في برنامج العاشرة مساء الليلة الماضية، إنه تناقش معهما في أمور مثل كيف سيطرحان نفسيهما لتمثيل الشعب المصري كله؟ لافتا نظرهم إلي أن هذا لا يحتاج منهما العاطفة او شعارات مبهمة. افريقيا اليوم المؤتمر الشعبي- بيان صحفي حول زيارة الشيخ حسن الترابي للقاهرة المؤتمر الشعبي زيارة الشيخ حسن الترابي للقاهرة بيان صحفي رقم (2) إتصلت زيارة الشيخ حسن الترابي ووفد المؤتمر الشعبي إلى مصر نحو خواتيمها بتوفيق ونجاح إذ ابتدرت بمقابلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر ولقيت بعض المرشحين لرئاسة الجمهورية (د. محمد البرادعي، د.عبد المنعم أبو الفتوح، الأستاذ عمرو موسى) وممثلين عن شباب الثورة المصرية، ثم طافت على الأحزاب كافة، وأستضاف الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد في حفل عشاء بداره شهده رؤساء الأحزاب ورموز المجتمع المصري في الفكر والسياسة. كما انبسط الحوار في مركز دراسات الأهرام (برنامج السودان وحوض النيل) إذا تداول الشيخ حسن الترابي مع أعلام في الفكر والإعلام والسياسة حول مشكلات الإنتقال بعد الثورة المصرية العظيمة. وكما انفتح الإعلام المصري لا سيما التلفزيوني وقنواته الحية وحل الشيخ الترابي ضيفاً لساعات في أشد البرامج حيوية وأكبرها مشاهدة، كذلك توالى عليه كبار الصحافة في حوارات صحفية موسومة بالعمق والشمول، كذلك شهدت جامعة القاهرة واحدة من الأحداث التي سيؤرخ لها في ندوة مفتوحة لطلابها استضافها مشكوراً معهد الدراسات الإفريقية بسط فيها الشيخ الترابي رؤاه للشباب والطلاب، فتجابوا بالإنتباه وتفاعلوا بالإسئلة والأراء. إختار الشيخ الترابي رابعة نهار صيف القاهرة ليزور ميدان التحرير ويلقى ثواره المعتصمين والعابرين، وليحتشد الميدان خلفه بالهتاف والعناق ورجاءات التوثيق بالصور في مشهد لا يشبه إلا ساعة خروجه من جمعة الأزهر الشريف، إذ تعسر على مرافقيه إخراجه من بين المصلين. وتلك مباردة لا يقدم عليها إلا الشيخ الترابي وشجاعة تشبهه يعرفها عنه أهل السودان ومن ورائهم. إننا إذ نعلم تمام العلم أن نجاح الزيارة سيثير غضب جهات نعرفها كما نعرف عطالة فكرها عن التجديد وعجز عملها السياسي عن المباردة، ويغيطها أن ينعم الله سبحانه وتعالى على عباده بفسحة الحرية في التعبير وأن ينكسر إحتكارها لأصوات الإعلام وينفضح كسبها الضئيل رغم سيطرتها على وسائل إعلام الشعب الممول كله من أمواله، وسيضطرها لأساليب التشويه والتعمية عبر صحف الإثارة السياسية البائسة ووكالات الجاسوسية المنسوبة زوراً إلى الأخبار، فإن سائر برامج الزيارة موثق ومنشور بالصوت والصورة في غالبه، كما أننا نزمع بإذن الله أن نضع قريباً في الوسائط ملخص شامل لهذه الزيارة المجيدة. وإذ لم نستغرب من صحافة الإثارة ووكالات الصغار دأبها المأجور في مزاولة تعهير الكلمة نعجب من ولوغها في مسائل الفكر وتأصيل المصطلح وابتغاءها الفتنة بتخليط المفاهيم، نوضح أن تحرير وتعريف وتحديد وتجديد المصطلح الإسلامي بعض من الإجتهاد الفكري ظل الشيخ الترابي يقدمه تجديداً وتأصيلاً للفكر الإسلامي من القرءان مهما عهد الناس مفاهيم ورؤى خاطئة وظلوا يستعملون الكلمات لغير مدلولها، ذلك أن تجديد اللغة شرط لتجديد الفكر، وتلك ميادين ينقطع دون حدها الأول طاقة ذلك النمط من الإعلام المغرض، ومظانها في كتب الشيخ الترابي المنشورة اليوم في المكتبات.