اصطلح على تسمية المرحلة القادمة بعد انفصال الجنوب بالجمهورية الثانية في الخطاب الرسمي للدولة والحزب الحاكم ويدور الحديث حولها الآن.. جلست «الأهرام اليوم» إلى بروفيسور الأمين دفع الله، القيادي بالمؤتمر الوطني والأمين العام للمجلس الأعلى للحكم اللامركزي في هذا الحوار تستنطقه حول متطلبات ومرتكزات هذه الجمهورية التي أكد أنها استمرار للإنقاذ أو مرحلة جديدة، متناولاً مرتكزاتها التي قال إن مشروع التوجه الحضاري يأتي في قمتها، بجانب السعي لإشراك الآخرين، علاوة على حديثه عن الكثير من القضايا التي تشهدها الساحة السياسية في جنوب كردفان والنيل الأزرق ووثيقة سلام دارفور التي وقعت في الدوحة.. هذه وغيرها من القضايا فلنطالع إفاداته: { لماذا يصر المؤتمر الوطني على حوار المعارضة منفردة؟ الحديث عن المعارضة والحكومة الذي نعرفه أن الحكومة هي الجهة الحاكمة بعد أن حازت على الأغلبية في الانتخابات، أما المعارضة فهي الحائزة على الأقلية داخل البرلمان، لذلك هناك فرق بين مفاوضة الأحزاب ومفاوضة المعارضة. { لكن هذه الأحزاب معروفة لدى الرأي العام السوداني بالمعارضة؟ أنا أقول هذا تكتل أبو عيسى ومن لف لفه وهؤلاء لا ناقة لهم ولا جمل في السودان وليس لهم أي كسب وإنما هم متنطعو سياسة، أقولها بالواضح فشلوا في إقناع أهل السودان بأن لهم برنامج، ديل ناس كل حكومة ساندوا مايو التي لم تكن ديمقراطية واستمروا معها ثم عادوا يتبجحوا الآن أن الناس غير ديمقراطيين ونسوا شمولية مايو، فإذا أنت عندك شيء تعال فاوض لماذا تتقوى بالآخرين. أنا حزب في السلطة نعم أخذتها عنوة في 30/6/1989م بانقلاب لكن أنا الآن في السلطة عبر انتخابات ولدي لجان تفاوض لكن هؤلاء يظنون عندما يتكتلون مع بعض سيغلبوننا في التفاوض تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى. { ما دمتم واثقين من أنهم لن يغلبوكم لماذا ترفضون حوارهم مجتمعين؟ هم (شنو) مجتمعين، هؤلاء يريدون أن يفاوضوا بأجندتهم، يعني أنا اليوم حزب في السلطة (أجي) أنزل لرأي آخرين، الأساس عندهم اقتلاع أو إزاحة النظام، أنا لا أفاوض شخصاً يريد إزاحتي ويصرح بذلك علناً في الصحف: (لا نقبل غير إزاحة هذا النظام). { طيب أنتم فاوضتم الحركة الشعبية بقيادة جون قرنق الذي يحمل ذات الأهداف؟ نحن قابلنا الحركة الشعبية منفردة ووقعنا معها اتفاقاً، والآن نفاوض الأحزاب فرادى مثلما فاوضنا (الحركة) منفردة ولدينا الآن تفاوض مع الميرغني والصادق، هؤلاء لا يحملون سلاحاً ولهم أحزاب موجودة ونحن نفاوض كل من يريد التفاوض وفق البرنامج الوطني المطروح. { ما الهدف من هذا التفاوض أو الحوار الذي يجري؟ التفاوض قائم على أننا نريد إشراك الآخرين والهدف الأساسي من ذلك وحدة الصف الوطني في المرحلة القادمة لأنها مرحلة حساسة في تاريخ السودان، وليس الهدف منه اقتسام السلطة وزارة أو وزارتين أو ثلاث لأن هذه الكيكة مهما كبرت نحن لا نريد حصرها في واحد أو اثنين فإن وجدنا فرصة سنشرك كل أهل السودان في المرحلة القادمة وسنفعل. { هل المناصب الموجودة تكفي لكل هذا الكم من القوى السياسية الموجودة في الساحة الآن؟ السلطة ما شرط تكون في الحكومة الاتحادية ممكن تكون مشارك في حكومة الولايات أو البرلمان الوطني، ممكن تكون في المفوضيات، هناك وسائل كثيرة للمشاركة. وأعتقد الأهم من المشاركة الاتفاق على برنامج ونحن منفتحون في هذا الجانب وأي حزب له الرغبة في التفاوض سنفاوضه. { إذن ما دمتم راضين بالتفاوض كطرفين ما الذي يمنع من الجلوس وإحداث تحول ديمقراطي حقيقي؟ هؤلاء الناس ليسوا على رأي واحد مرة يجتمعون ويقولون برنامجنا الأول إزاحة النظام بعد (شوية يتفرتكوا) ويطلعون واحد بعد الآخر ويقولون نحن سنفاوض ويقعدوا يتلاوموا ويوجهون التهم لبعضهم: (أنت خرجت وخذلتنا).. افتكر إذا كنا نريد مصلحة السودان هناك حزب فاز يعطى الفرصة المقررة له ويحضروا أنفسهم للجولة الانتخابية القادمة وإن كان هناك تقصير منه ليألبوا أهل السودان ضده حتى يمنحوهم أصواتهم بعدها تعالوا أحكموا.. هذا هو التحول الديمقراطي الذي نعرفه لكن غير ذلك لن نسمح لأحد ولن نتنازل لأحد لأن أهل السودان فوضونا ولم يسحبوا تفويضهم هذا. { الملاحظ كل من حمل السلاح تفاوضونه ليصبح له نصيب في السلطة؟ هؤلاء حملوا السلاح ليس من أجل برنامج وإنما حملوه لأنهم يفتكروا أنهم مهمشون ولم ينالوا حقوقهم لذلك ندخل معهم في تفاوض. { إذن الاشكالية في توزيع التنمية والسلطة لماذا تدفعون الناس إلى حمل السلاح لنيل حقوق مكفولة لهم بالدستور؟ أنا لا احترم كل شخص يقول إن لديه إحساس بضعف التنمية في منطقته لذلك حمل السلاح لأنه يريد تنمية منطقته ويريد المشاركة في السلطة، لا يوجد شخص يقول هذا.. طبعاً يطالب بالتنمية وحتى يضمن التنمية يقول لابد أن أكون داخل السلطة لأشرف على عملية التنمية التي وقعت الاتفاق معك عليها.. نحن الآن وضعنا برنامجاً للتنمية أن تكون في إطار الخطة العامة للدولة ومعترفون بأن هناك مناطق في حاجة لتنمية أكثر، واتفق معك هناك كثير من الجهات أصبحت تعتقد أنها إن لم تحمل السلاح لن تحصل على ما تريد، طبعاً هذا فهم خاطئ وقدرنا في السودان هناك جهات كثيرة تفكر بهذه الطريقة أن حمل السلاح سيحقق لها مطالبها، هل ستتركها وشأنها أو تجلس معها إن أردت أن تحدث أمناً واستقراراً. { طيب بهذه الطريقة ستظل تفاوض إلى ما لا نهاية لابد من الوصول إلى وضع حد لهذه الدوامة؟ طبعاً لا يمكن أن تفاوض إلى ما لا نهاية وهذه الخطوة التي اتخذتها الحكومة الآن التفاوض الذي تم في الدوحة قد أغلق الباب تماماً، والذي يريد الدخول ليس بشروط جديدة وإنما بالشروط التي تم التوقيع عليها بحضور وشهادة كل الجهات: الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي ومراقبين دوليين، ومشاركة مقدرة من الفصائل بما فيها العدل والمساواة وحركة مناوي وعبد الواحد؛ جميعهم شاركوا في التفاوض ولم يوقعوا بينما وقعت حركة د. السيسي، والآن هناك قابلية لأن يدخل آخرون لكن دون تفاوض جديد لأننا نعتقد أن ملف دارفور قد أغلق تماماً ولا يمكن أن يفتح مرة أخرى، الذي يريد أن يدخل يكون بما تم التوقيع عليه. { كيف هذا وهناك حركات مؤثرة لا تزال خارج الاتفاق ولها أجندة؟ أقول لك بكل صدق هناك من له أجندة أخرى غير أجندة الاستقرار والتنمية واتى للتفاوض من أجل اقتلاع الإنقاذ، وهذا لن يتم له فهذه حكومة أتت عبر انتخابات شرعية وديمقراطية ومعترف بها ومراقبة دولياً ، وأعتقد الذي ينادي أو يسعى لاقتلاع حكومة جاءت عبر الديمقراطية يدعي الديمقراطية ولا يعرف التحول الديمقراطي وإن استطاع أن ينزعنا بالسلاح فليفعل.. لقد فتحنا باب الوصول للسلام عبر التفاوض والذي يريد بالسلاح سنقاومه أيضاً بالسلاح، وخلاصة القول هناك جهة تريد السلام وفاوضت من أجله ووقعنا معها وأخرى لا تريده وتسعى لاقتلاع الإنقاذ. { هل لك أن تبين لنا هذه الجهة؟ أنا أتحدث عن الذين يحملون السلاح ويجدون الدعم من بعض الجهات بما فيها دولة الجنوب التي تساند بعض الحركات بطريقة ليست خافية بالرغم من انفصال الجنوب يمدونها بالسلاح حتى لا يحدث استقرار في دولة الشمال، وهذه إحدى إستراتيجيات الحركة الشعبية أن تقتلع الإنقاذ وتقيم دولة علمانية تحت شعار السودان الجديد وفشلت في ذلك وفصلت الجنوب. { لكن الانفصال تم برضاكم في المؤتمر الوطني؟ نعم (الحركة) فصلت الجنوب بقبولنا نحن لأننا ارتضينا تنفيذ اتفاقية السلام الشامل كاملة، وبالتالي نقول ما قدمته الإنقاذ من أجل الاستقرار لم تقدمه أي حكومة سبقتها، لأن كل الحكومات السابقة كانت تتهرب من التعامل مع الملفات الساخنة وحسمها ولو تعاملت بالحسم الذي تعاملت به الإنقاذ ما وصلنا إلى ما وصلنا إليه بسبب تراكم المشكلات وتأزمها. { كثر الحديث عن الفساد.. - قبل أن تكمل شوف، الحديث الذي يدور بين الناس عن الفساد وتمدده بدون مستندات أو إثبات أنا لا أعمل به والرئيس أعلن في خطابه أمام البرلمان استعداده لمحاربة الفساد، وهناك جهات مسؤولة عن ذلك منها وزارة العدل وإذا كان هناك شخص له أي إثبات أو دليل فليتقدم به. { نحن لا نقصد الفساد المالي وإنما كل أنواع الفساد؟ أنا أتحدث إليك عن فساد واستغلال السلطة والصلاحيات وأكل المال بغير وجه حق والتخطي للصلاحيات في كل شيء وكله اعتبره فساداً هذا أنا ضده (100%) ولا أويده، لذلك في إطار الجمهورية الثانية نحن مع الشفافية ومحاربة الظواهر السلبية لكن أنا غير مقتنع بالحديث الذي يطلقه الناس ولا أريد أن أقول كلام جرايد لكن من يقول هذا عليه أن يثبت ذلك والقانون يجري مجراه وما في كبير على القانون. { لكن الملاحظ أكثر من جهة تمارس الرقابة؟ كل جهة لها عمل ومهام تؤديها تختلف تماماً عن الجهة الأخرى وكلها في النهاية تسعى لتحقيق العدالة وما في أي تعارض في تعدد هذه الواجهات، بل هذا يؤكد أن الدولة سائرة في خط تحقيق العدالة ومحاربة الفساد إن كان هناك فساد. { لماذا الإصرار على حسم ملف جنوب كردفان عسكرياً؟ من الذي بدأ العمل العكسري أليس هو الحلو الذي لا يزال يصر على حكم السودان من جنوب كردفان عندما بدأ في تنفيذ الخطة التي وضعت ورسمت له من الحركة الشعبية في جنوب السودان حتى يتكئ على جنوب كردفان ليحرر السودان من الإنقاذ، هذه الإستراتيجية يقابلها في اتفاقية السلام على أن حسم ملف جنوب كردفان والنيل الأزرق وفق البروتوكول وما تبقى منه الترتيبات الأمنية لأنه لا يمكن أن يكون هناك جيشان في دولة واحدة وحتى لو لم يتم دمج الجيش الشعبي ولم يتحرك إلى بعد حدود (56) لديهم وجود في مناطق غير منصوص عليها في البروتوكول، وأضف لذلك الحكومة دفعت أموالاً طائلة لأجل التنمية وأصبحت جنوب كردفان آمنة، كل هذا الحلو دمره. لماذا يتهم الناس الحكومة وهي غير مسؤولة عن بداية الحرب و(الحركة) هي التي أخرت وعطلت كل شيء: التعداد السكاني والانتخابات والمشورة الشعبية، واشعلت الحرب بعد أن شعرت أنها خسرت الانتخابات، أين الديمقراطية في مقولة (النجمة أو الهجمة)، كل هذا لم يفعله المؤتمر الوطني، نحن منذ (الحركة) التي انفصلت وما تبقى منها تعودنا منها أنها لا تثبت على رأي واحد ونحن لا يمكن أن نلدغ من جحر واحد مرتين نحن حزب حاكم عليه فرض سيطرة الدولة ولا يمكن أن نترك شخصاً يعتدي على المواطنين ونأتي به ليشارك لذلك عبد العزيز الحلو أزهق أرواح المواطنين ويجب أن يقدم للعدالة. { إذن من المسؤول عن تأخر إكمال الترتيبات الأمنية؟ الترتيبات الأمنية تقوم بها الدولة مع الجهة المعنية ومفروض تتم قبل (9/7) هذا التاريخ موعد انفصال دولة الجنوب ولا يحق لها الحديث عن النيل الأزرق وجنوب كردفان لأنهما ولايتان شماليتان والحكومة تنفذ ترتيباتها الأمنية وفق ما نص عليه البروتوكولات والجيش كانت لديه خطة للدمج والاستيعاب لكن هؤلاء لم ينتظروا. { إذن لما تأخرت ولم تتم طوال الست سنوات؟ لا تقل لي ست سنوات هذه لها زمن معين ومحدد بجدول للترتيبات الأمنية وعندما جئنا للتنفيذ (الحركة) هي التي ماطلت وأخرت الترتيبات الأمنية لأنها تفتكر ستكون هناك حرب أخرى. { أليست هناك حاجة لاتفاق جديد كما تقول (الحركة) لأن اتفاق نيفاشا كان خاصاً بالجنوب؟ اتفاق ينفاشا تضمن بروتوكولين لجنوب كردفان والنيل الأزرق سنقوم بتنفيذهما كما نفذنا اتفاق الجنوب ولا يوجد أي اتفاق جديد ولن نتراجع عن البروتوكولين. { ذكرت ليس هناك اتفاق جديد إذن على ماذا فاوض المؤتمر الوطني (الحركة) في أديس أبابا؟ حاور على الترتيبات الأمنية وليس خارج إطار البروتوكول وإنما كيف تتم الترتيبات الأمنية وكيفية تنفيذ ما تبقى منه بروتوكول. { لكن الاتفاق الذي وقعه د. نافع شمل جوانب سياسية؟ - كدي لحظة، هذا شيء آخر إذا كان المؤتمر الوطني تحدث عن جوانب سياسية أو غيرها هذا في إطار الشراكة نحن الآن لدينا شراكة سياسية بين المؤتمر الوطني و(الحركة)، في النيل الأزرق الوالي من (الحركة) والمجلس التشريعي رئيسه من المؤتمر الوطني وذات الشيء كان سيتم في جنوب كردفان لكن (الحركة) عندما خسرت منصب الوالي أشعلت الحرب لأن هؤلاء لا يطيقون الديمقراطية (يتمشدقون) بها وعند التنفيذ ينقلبون عليها بالسلاح، هذا منطق لا يواجه إلا بالقوة لأننا نحن (مش هينين) ولا وقعنا اتفاق السلام عن ضعف، اتفقنا لنحفظ السودان وبعد أن انفصل الجنوب سنحافظ على ما تبقى من السودان وفق البروتوكول. { نقض اتفاق أديس هناك من يقرأه بأنه عدم توافق داخل المؤتمر الوطني؟ يا أخوي هذا الأمر حسمه المكتب القيادي للمؤتمر الوطني ولا رجعة فيه. { كيف تم الحسم؟ أنت عارف أن هناك قراراً صدر من المكتب القيادي بأن ينفذ البروتوكول.