رمضان عند السودانيين له طعم خاص ووضع يختلف عن غيره من الشهور، وخاصة في القرى، وتجد عادة الناس يرتبون أمورهم منذ فترة طويلة لاستقبال الشهر الكريم، ويتميز أهل القرى بالكرم الفياض، وعند اقتراب موعد آذان المغرب يفترشون السجادات في الطرقات وداخل الحواري ويقومون بإغلاق المعابر في الطرق على المسافرين ويلحون عليهم بضرورة أن يتوقفوا لكي ينالوا ولو القليل من الكرم الفياض.. (الأهرام اليوم) تحدثت مع بعض القرويين الذين استقر بهم المقام في العاصمة وخرجت بالحصيلة التالية: يونس أبكر يؤكد بأن رمضان لدى أهل القرى يختلف تماماً عن ما هو موجود في العاصمة، وزاد أن المواطنين في القرى يتجمعون في الساحات العامة في الحي ويخرج كل المواطنين إلى هذه الساحات، وأردف أن إنسان القرى يتميز بالكرم الفياض ويتعامل مع رمضان على أساس أنه شهر التكافل والتراحم، فلذلك يحرص سكان القرى أن يستغلوا كل أوقات رمضان في أعمال الخير. يحيى يوسف قال إن تجمعات المواطنين في شهر رمضان بالعاصمة تختلف عن الموجودة عندهم في القرى، وزاد إن أهل القرى بالرغم من ضيق ذات اليد إلا أنهم أكثر حرصاً على أن يقدموا الخير في الشهر الكريم، وأردف أن هناك العديد من عابري الطريق قد يضيق بهم الوقت فيقومون في القرى بإيقاف عابري الطريق وتقديم الإفطار أو السحور لهم، وأوضح أن أهل القرى عندما (يفطرون) شخصاً غريباً أو مجموعة يكونون أكثر سعادة ويتمنون أن يأتي إليهم الضيوف كل يوم ويتسابقون في تقديم الخدمات إليهم. علي موسى أبان أن رمضان عند أهل القرى لديه لون وطعم خاص وأضاف إنهم قبل حلول الشهر الكريم يدعون سكان القرية إلى نفير جماعي لنظافة الساحات والميادين التي يتجمع فيها المواطنون، وزاد إن في اليوم الأول يجتمع كل سكان الحي وتتعافى النفوس ويتمنون أن يمن الله عليهم بالصحة والعافية وأن يجعل من رمضان شهر التكافل والرحمة ونسيان مرارات الماضي، وأضاف إن أكثر ما يميز رمضان عند القرويين هو الافطارات الجماعية التي يقيمونها للمحتاجين. بينما يؤكد عبد الله على أن اليوم الأول من الشهر يتفقد فيه المواطنون أحوال المستضعفين، وزاد إن التجمعات التي يتميزون بها قد تختفي في بعض أحياء الخرطوم وإن وجدت لا تكون بالصورة التي تتميز بها القرى من كرم وأصالة. إبراهيم فائز أوضح أن مواطني الجزيرة عامة عندما يحين موعد الافطار يقومون بإغلاق كل الطرقات في وجه الذين يعبرون الطريق ويقومون بافتراش السجادات في وسط (الزلط) حتى لا يجد أي أحد طريقاً للمرور، وأكد أن هذا العمل متعارف عليه عند كل سكان القرى والولايات ويجنون مقابل ذلك الأجر الوفير الذي لا يتكرر إلا مرة واحدة في العام، وأردف أن هناك بعض النساء مختصات في طبخ الأغذية الرمضانية للضيوف ويقضين كل الشهر في خدمة المواطنين لوجه الله تعالى دون أجر. الحاجة بخيتة علي أضافت أن رمضان في القرى أحلى وفي المدينة تتشوق لكي تقدم خدمة لعابر طريق، وأردفت أن هناك جمعيات نسائية هدفها الأساسي إعداد الافطار للصائمين من عابري الطريق، وأن هذا الكرم الفياض من سمات أهل القرى، وأردفت: «إن رمضان خيره كثير فيجب على المواطن اغتنام الفرصة لأنها لا تتكرر إلا مرة في العام».