يشهد الجميع أن شهر رمضان مميز في السودان ومنذ أمد بعيد وفي الزمن الجميل تأخذنا إليه الحبوبة بخيتة الأمين وحديث خاص عن أواني المائدة الرمضانية. سألناها عن الأواني الرمضانية زمان فقالت منذ بداية القرن الماضي في زمنها أيضاً كانت تحضر أواني خاصة بمدائدة رمضان هي من الطلس والصيني وتتوفر قبل وأثناء الشهر الكريم بالأسواق. وقالت: كل عام تجلب في البيوت وهي عبارة عن (كور) من الطلس مكتوب عليها عبارات (رمضان كريم) و(تصوموا وتفطروا على خير) و(شهر مبارك)، وأوضحت أن هذه (الكور) كانت توضع فيها العصائر وفي قلب أم درمان يستخدمونها للعصائر جميعها ولا تقتصر على القرى والأرياف.. حبوبة بخيتة تؤكد أن التطور الذي حدث في الأواني وتطور من الفخار إلى الفايبر كان لا بد منه لأن الإنسان يتغير ويغير حاله للأفضل، وقالت إن أواني رمضان في السابق جميلة ولكنها ليست بأفضل وأجود من أواني اليوم والتي تشمل الجكوك والمزهريات وصحون البايركس والزجاج فقد تحسرت الحبوبة على أواني الصيني، وقالت إنها ليست بجودة الماضي، وأضافت سمعنا أن الحرب العالمية الثانية أثرت في نوع الصيني.. فقلت ليها كيف يا حبوبة عرفت ذلك؟ قالت يقال أن الحرب دمرت مصانع الصيني العظيمة في الصين واليابان ومات العمال المهره بها.. وذكرت أن البعض قديماً كان يأكلون العصيدة في شهر رمضان في القدح وهو يصنع من الخشب ويوجد في الأرياف، لكنها أبانت أن صحون الاستيل حلت محله الآن بجانب البايركس وأشكال أخرى مثل البلاستيك والنيكل وأوضحت أن صحن الصيني كان يسمى الرق في القرى وذكرت أنه في السابق كانت للقهوة ميزة خاصة في رمضان وتوضع أوانيها في صندوق من خشب يحوي الجبنة والشرقرق لغلي الماء والقلاية لتحميص البن، وقالت كان البعض يفضل (قلي) البن أي تحميصه على القدح مع وضع جمرات من الفحم عليه وتحريكها وأوضحت أن الليف الذي يستخرج من قلب السعف يوضع على الجبنة لتكون صافية عندما تصب على الفناجين التي تبخر بالمستكة وعلى حسب المزاج. وعن الشاي في رمضان قالت إنه ضروري أن يحضر على براد الرق (الصيني)، وذكرت أن شكل المائدة الرمضانية تغير عن السابق فأصبحت توضع لكل شخص مزهرية أمامه وكبابي خاصة للشاي والقهوة والنشا وغيرها بأشكال جميلة ومختلفة. وفي الختام قالت حبوبة بخيتة إن رمضان كريم عليكم وفقدنا كلمة رمضان كريم على الأواني الحالية، وتمنت أن تعود كتابتها على أواني المائدة الرمضانية السودانية.