مازال تلفزيون السودان يواصل التردي والتخبُّط خلال برامج رمضان بصورة تدعو إلى الرثاء من هذا النمط التقليدي الذي يميزه دون سائر جميع تلفزيونات العالم والاعجاب الذي يميزه بعبقريات المسؤولين من الذين توصلوا إلى هذا الحال لايكلفهم إلا الجلوس في مكانهم والوقوف في وجه كل مبدع خلاق .. وما أكثرهم في وضع العوائق والعراقيل أمامهم .. حقيقة إن تلفزيون السودان الذي عرفناه خلال تعاملنا معه يمر اليوم بأسوأ مراحله التي لم يسبق لها مثيل منذ إنشائه أن وصل لهذا الحد من السوء والتردي والفشل. فإلى متى يستمر تلفزيون الدولة بهذه الصورة العشوائية. والملاحظ أن برامج رمضان جاءت أضعف من مثيلاتها وكذلك لايوجد إعداد يعتد به ولاتوجد أفكار جديدة أو رؤى، والسبب محدودية القائمين على أمره والتكرار الممل وتشابه الشخصيات تجعلنا نراهن بالفشل على برامج التلفزيون في العيد إن شاء الله. ومبعث خوفنا على البرامج هي التجارب السابقة لكنها أتت بشكل واحد ورتيب وشخصيات تكاد تكون محفوظة حتى الأفكار لم يطرأ عليها جديد. والأغرب أن هنالك برامج مثل (بينا وبينكم) تحمل طابع الإبتكار والتميُّز ولكن نخاف عليها من دوامة الفشل المتجذر .. ونأمل بعد كل ذلك ألا يخيِّب التلفزيون ظننا خصوصاً أن هنالك تنافس قوي بين القنوات الفضائية المتعددة. تلفزيون السودان يحتاج إلى ضوء أخضر لينطلق بقوة في عوالم جديدة مليئة بالدهشة والعمق والابتكار. نأمل أن بعد ذلك أن يخيب التلفزيون السوداني ظننا ويكذِّب توقعاتنا ليأتي بأفكار جديدة وغير مطروقة وشخصيات في رؤى جديدة ولابد من الاستفادة من القصور والعوامل السالبة واختزال ذلك في شكل تقييم وتنفيذ مدروس للبرامج. مازال العشم قائماً أن يمنحنا التلفزيون السوداني بعض الإشراقات والرحيق .. وحتى لا تنطفئ جذوة أفراحنا بالعيد ونحن نشاهد برامج تلفزيون السودان.