{ ينتابني أسى وحزن عميق وأنا أطالع مقالة للأستاذ علي يس صدّرها أمس عبر زاويته (معادلات) بصحيفة الانتباهة كانت عبارة عن حوار بين مراسل لصحيفة الانتباهة أم لعلي يس لست أعلم، يذهب إلى السجن ويحاور إبليس عليه لعنة الله سبحانه وتعالى. { حقيقة صعقتني المقالة وأصابني دوار واندهشت لدرجة كدت أفقد فيها تمالك نفسي ما بين البكاء وثائرة تحملني مهتاجا أحطم كل شيء أمامي وأنا أقرأ لرجل أكن له تقديرا كبيرا واحتراما، وجدت نفسي أقرأ لرجل ينزلق مداده ليكتب على لسان إبليس في حق الله سبحانه وتعالى عبارته هذه (وتستطيع أن تزعم أنني أول ثائر على الديكتاتورية في الكون) وفي موضع آخر يكتب علي يس على لسان إبليس عبارة شديدة الألم والسقوط والظلم لسيدنا آدم عليه السلام حين يقول علي يس معبرا عن موقف إبليس من سيدنا آدم عليه السلام (موقفي المبدئي كان ضد خلق آدم بالأساس ولكنني لم أعلنه في وقته، بل أعلنته عندما وصلت «المسخرة» إلى قمتها فأمرت بالسجود لهذا الكائن الوضيع). أعوذ بالله مما يكتب (علي يس) وهو يصف على لسان إبليس أمر الله سبحانه وتعالى لإبليس بالسجود لآدم بالمسخرة ويصف سيدنا آدم عليه السلام بالكائن الوضيع. { المواضع في المقالة كلها خطيرة ولم أكن أرغب في استعراضها أبدا ولكن ذلك يحرمني من توضيح ما كتبه (علي يس) ونصحه حتى يتراجع عن ما كتب ومن بين المواضع المختلفة يقول علي يس على لسان إبليس عبارة، لا أعرف كيف تجرأ وكتبها وهو يصدرها بالكلمات الآتية في رد إبليس على المراسل المفترض وهو يحاور إبليس حين يسأله: تصف نفسك بأنك أول ثائر على الديكتاتورية في الكون.. ماذا تعني؟؟ (أعني أن ربنا «ديكتاتور» يفعل ما يريد ولا يستشير ولا يعترف بالديمقراطية!!). { المراسل وإبليس يستطردان في طرح الأسئلة والأجوبة على هذه الشاكلة.. المراسل: هل كنت تريده أن (يشاورك) قبل أن يخلق آدم؟؟ يجيبه إبليس: ولم لا؟؟ ويرد عليه المراسل بسؤال: وهل شاور أحدا قبل أن يخلقك؟؟ يرد عليه إبليس بحروف (علي يس): اسأله هو.. هذا لا يعنيني. المراسل يسأل: لماذا أنت هنا، في السجن الآن؟؟ إبليس يرد: اسأل السجان. المراسل يسأل: ألا تعرف أنت السبب؟؟ إبليس يرد بحروف (علي يس): ضيق «بالرأي الآخر»!! يواصل المراسل أسئلته: أنت «سجين رأي»؟ يرد إبليس: نعم سجين رأي وضحية استبداد، و»كله منكم، أولاد مقطوع الطاري». { هذه مقتطفات من الحوار الخطير الذي تخيله الأستاذ علي يس وصاغه في شكل قصة صحفية في طابع المقالة ولكنها للأسف لم تكن موفقة وإن أسند علي يس الإجابات إلى إبليس وأسأل الله أن يحفظ علي يس من الانزلاق في مثل هذه الأحاديث التي انزلق إليها كثيرون وأن يراجع ما كتبه ويحمل مقالته هذه ويراجع بها عددا من العلماء لعله يجد عندهم ما يصوّب كتاباته ويخلصه من هذا النوع من الكتابات التي لا تراعي أصول الدين وقيمه وخطوطه الحمراء حين يكتب الواحد متحللا من أي وازع. { ليس في المسألة ما يجعلها تقبل الأخذ والرد فهي واضحة وجلية وفيها تطاول على الخالق سبحانه وتعالى وخروج على القيم الإسلامية السمحة التي تلزم الفرد المسلم بالإيمان بالأنبياء والرسل وتقديرهم واحترامهم وعدم المساس بهم بأي حال من الأحوال وهذا ما يجعلنا نختلف عن بقية ملل الكفر وهي تكفر بالأنبياء وتسيء إليهم وتتحرر من الحدود والقيود باسم الحرية والديمقراطية التي يثور إبليس في رواية (علي يس) من أجلها ويعارض. { على الصحف وبالذات صحيفة مثل الانتباهة تمارس نقد الآخرين من أوسع أبوابه أن تراقب كتاباتها وألا تترك كتابها يتحررون حتى من قيم الدين والإيمان والإسلام وفي الختام نأمل أن يراجع علي يس هذه المادة ويخرج علينا بما يسر صدورنا وأن تتخذ هذه الصحيفة من الترتيبات ما يجعل الالتزام بقيم الإسلام جزءا من سياستها التحريرية وهل كانت تسمح إن اتصل الأمر بمدح الحركة الشعبية وباقان والتبشير بالوحدة؟