بصفقة بلغت (200) مليون دولار دشنت ولاية جنوب دارفور عمليات صادر اللحوم إلى جمهورية مصر العربية عبر مطار نيالا، متجاوزة بذلك مشكلة ثبات الأسعار التأشيرية لصادرات الماشية الحية والتي ظل يعاني منها قطاع الثروة الحيوانية السوداني ل«20» عاماً اضاعت على ايرادات الدولة مبالغ كبيرة اثرت على عمليات انتاج وتطوير القطاع الحيواني لتدني قيمة وسعر حساب صادر اللحوم الحية اذ لم يتراوح قيمة رأس الإبل ال «175» دولارا إلى ما يعادل «525» جنيهاً، بينما القيمة الحقيقية تتراوح ما بين (3 إلى 6) جنيهات حسب تقارير وزارة التجارة الخارجية تأثرت اثرها واردات البلاد بالضعف ولهذه الأسباب مجتمعة ظل مجلس الماشية واللحوم بالنهضة الزراعية يبحث امكانية فتح منافذ اللحوم السودانية المذبوحة لتحقق قيمة مضاعفة وجلب عملات صعبة وهو تحد ألزم المجلس البحث في امكانية تطوير سلعة اللحوم تكللت بنجاح تهيئة كافة الظروف المتعلقة بالبنية التحتية للثروة الحيوانية من مراعٍ ومحاجر ومسالخ في القضارف وبورتسودان والخرطوم وكان آخرها مسلخ نيالا الذي تبلغ انتاجيته التصميمية «2000» رأس من البقر و«6000» من الضأن في اليوم. إلى ذلك أكد رئيس مجلس ادارة مسلخ نيالا الدكتور هاشم احمد الفكي ان انشاء هذا المسلخ بولاية جنوب دارفور يعتبر أحد الركائز الاقتصادية المهمة خاصة وأنه يقوم في منطقة تشكل الثروة الحيوانية فيها نسبة مقدرة من تلك المتوفرة بالبلاد. من جانبه أكد د. ابراهيم حسن الحاج رئيس مجلس الماشية واللحوم بالنهضة الزراعية رئيس لجنة الصادر ان تدشين صادر اللحوم من نيالا كان حلماً تحقق بعد سنين طويلة، مشيراً الى أن المسلخ سيكون اضافة حقيقية للاقتصاد السوداني بجلب العملات من الاسواق الخارجية التي اصبحت ندرتها وارتفاع قيمتها امام الخيبة سبباً في ارتفاع قيمة السلع الاخرى الذي اثر على الوضع المعيشي الذي يعاني منه انسان السودان، لافتاً إلى ان ولاية جنوب دارفور تتميز عن ولايات السودان الأخرى في الثروة الحيوانية، مؤكداً ان نيالا يمكن ان تدعم الخرطوم باللحوم وتخفيض التكلفة العالية للحوم فيها، وقال ان النهضة ظلت تتابع هذا العمل منذ فترات طويلة حتى تحقق باقلاع اول طائرة صادر مصرية تحمل 44 طناً لاول مرة من اللحوم المذبوحة من مطار نيالا مباشرة للخارج، مشيراً إلى أن الصادر من مناطق ثقل الثروة الحيوانية من شأنه أن يدعم الاتجاه للنهوض بالصادرات غير البترولية، وقال ان هنالك طلبات لتصدير اللحوم المذبوحة لدول اخرى منها الجزائر والشام وتركيا ودول الخليج وايران.