انتقدت عدد من الأقلام الصادقة التعاون الذي بدا مبطناً في السابق ما بين الحركة الشعبية قبل الانفصال وبين اليهود أي دولة إسرائيل والتبادل التجاري الكبير الذي حظيت به دولة الجنوب من قبل أعداء الله والإسلام في ذاك الوقت, باعتبار أن السماح لهم بمجرد التفكير في التعاون تعني إعطاءهم مساحة للابتزاز والسيطرة تدريجيا على السودان كما فعلوا مع فلسطين وأهلها. واستنكار كل أهل الشمال لزيارة السيد عرمان إلى إسرائيل لم يأت من فراغ، فالرجل أولاً تاريخه غير أبيض منذ أن كان طالباً في جامعة القاهره مدافعاً عن أفكار وتوجهات الحزب الشيوعي وما أحداث الجامعة في ذاك الوقت ببعيدة ليغادر إلى الخارج ويحمل البندقية ضد أهله المسلمين أولاً مع الحركة الشعبية حتى يتمكن من تحقيق ذاته المريضة وأطماعه الشخصية ليلوث يديه بدماء الشهداء والأبرياء من طلقات رصاصه المسمومة, ثم يغير عقارب الساعة مشاركا في نيفاشا ومدافعا عن أفكار الحركة الشعبية وأميناً عاماً لقطاع الشمال ثم البحث عن مخارج أخرى بعد التاسع من يوليو، خاصة وأنه يعلم أن لا مكان له في الشمال ليساند العميل الأمريكي عبدالعزيز الحلو في رحلة البحث عن تحقيق مكاسب أخرى تضاف لرصيده ولا يهتم إن مات محمد أحمد أو غيره في أي بقعة من بقاع السودان طالما أنه يحقق أغراضه بكل السبل والوسائل، مستخدماً كل الطرق الملتوية والمعوجة وما رحلاته إلى أمريكا ببعيدة ليكسب نقاطاً خارجية تضاف لسيرته السوداء. استنكر الكل زيارة السيد عرمان إلى إسرائيل ظناً منهم أن إسرائيل ربما تكون خطاً لا يمكن أن يتخطاه الرجل رغم مشواره المليء بالسواد لأن الدم الإسلامي ما زال يجري فيه ودم أهل الشمال يتمرحل كل ثانية بداخله. ظننا أن ذاك يمكن أن يجعله يتراجع إن استدعى الأمر الدخول لإسرائيل للتخابر وإثارة الحرب والكراهية بالشمال, ولكن خاب ظننا وتأكدت زيارته عبر المواقع والوكالات إلى دولة أعداء الإسلام والسلام وفي الأيام المباركات وأصوات الصراخ والصغار من أبناء فلسطين تصطدم بكل حائط في تلك الدولة، ونواح الأمهات المفجوعات تطارد عرمان في أي مكان وزمان, ودعوات الآباء المفجوعين والصابرين تقلق مضاجعه وتمنع النوم من أجفانه التي لا تعرف القلق فلقد مات ضميره وأضحى جسداً بلا روح أو رحمة أو عطف أو كرامة. وبيان ممجوج للحركة الشعبية وبمفردات لا تخلو من الحقد على الشمال وأهله الذين يسكن بدواخلهم ولن يغادروه حتى يغادروا الفانية في سعي لتبرير ما حدث، معللين ذلك بأن حكومة الشمال تسعى لخلق الفتنة بينهم ومصر القريبة وهم لا يعلمون أن مصر من أقرب الدول للشمال وأن العلاقات بيننا تسير في أجمل صورها وما زيارة الدكتور نافع قبل أيام ببعيدة لمزيد من توطيد العلاقات حتى مع الأحزاب التي تمارس نشاطها السياسي في مصر وإن كره المتربصون بنا. ومذكرة قوية وقانونية في طريقها إلى الجهات المختصة ضد السيد عرمان لاتهامه بالتخابر وتقويض النظام الدستوري وإثارة الحرب والكراهية في السودان والسعي إلى جلب الضرر إلى البلاد. ولعل السؤال الذي يدور في أذهان الكثيرين ما هي أسباب الزيارة وماذا تم فيها ولماذا تمت في هذا التوقيت بالذات؟ باختصار هي بوابة جديدة لتفتيت استقرار الشمال من جديد بعد أن تماسك ويسعى لترتيب أوضاعه بعد أن غادرته مجموعة العكننة السياسية والتي لن تقبل هذه الأوضاع وتسعى إلى فتح نوافذ أخرى معلومة لدى الجميع. فعلها عبدالواحد محمد نور في السابق فأضحى خارج اللعبة السياسية بعد أن رفضه أهله ومناصروه بسبب زيارته لإسرائيل وفتح مكاتب لحركته بها وهو الآن عميل غير مفيد يتجول من غير هوية في دول الغرب لا يدري ماذا يريد أن يفعل.. فاخشى عليك السيد عرمان أن يكون مصيرك مصير عبدالواحد وتأكد بأنك ورقة تحاول الحركة الشعبية أن تحقق بها بعض أغراضها وترميها في أقرب فرصة لأن أهل الشمال لن يكون لهم موضع بينهم وحينها لن يفيدك حتى زواجك من ابنه ناظر عموم الدينكا, لذا لا تجاريهم ودعهم يمارسون ويخططون كيفما يشاءوا وتذكر أنك ابن هذه البقعة من السودان أي الشمال وفكر في وضع حلول لإشكالات بلدنا ولا تتبع أهواءك التي ستقودك إلى الهلاك وحينها ستندم كثيراً. وحتى يتم التأكد بصورة كافية والإعلان رسمياً من قبل حكومتنا لزيارتك لإسرائيل فلكل حدث حديث وتأكد بأنه سيكون وضع قدمك في الشمال أقرب لضمان دخول الفردوس الأعلى.. ولنا عودة