الخرطوم - طلال إسماعيل، مهند عبادي - تصوير – علم الهدى حامد دعا وزير الدولة بوزارة الشؤون البرلمانية؛ فرح عقار، إلى انتهاج الحوار للوصول إلى حل بعد أن اشتعلت الأوضاع بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، وأرجع عقار خلال حديثه في منبر المركز القومي للإنتاج الإعلامي أمس (الاثنين) أسباب اشتعال الأوضاع إلى ما أسماه ضعف الثقة والشكوك بين شريكي نيفاشا التي تسببت في حدوث تقاطعات في المفاهيم حول تنفيذ بنود الاتفاقية مع عدم اكتمالها خلال الفترة الانتقالية، وزاد أن الموقف تأزم أكثر عقب رفض الحركة الشعبية لقرار الرئيس البشير بتمديد أجل المشورة الشعبية ورفض الوطني للاتفاق الإطاري الذي وقع بأديس أبابا، وأضاف أن الحرب ليست الخيار المناسب لأخذ الحقوق، مشيراً أن على الدولة حماية أرواح وممتلكات المواطنين والحفاظ على أمن واستقرار البلاد وقال سنتبنى مبادرة لمعالجة الأوضاع بالولايتين، وفي سياق آخر طالبت «لجنة» مبادرة الحركة الشعبية للسلام الدولة بالقيام بواجبها حيال الأبرياء والمشردين من أهالي النيل الأزرق وإغاثتهم والعمل على بسط الأمن بالولاية لسرعة عودتهم إليها. وأدان بيان صادر عن المبادرة ممهور بتوقيع اللواء دانيال كودي أنجلو تحصل عليه (smc) بشدة الأحداث التي جرت في ولاية النيل الأزرق بقيادة مالك عقار وتأسف البيان على ما جرى لأهل الولاية من تقتيل وتشريد وتهجير وقال البيان: (فجعنا بنبأ انحياز الأخ الفريق مالك عقار والي ولاية النيل الأزرق سابقاً لجانب الحرب بدلاً عن السلام، باندلاع أحداث أمس الأول بمدينة الدمازين حاضرة ولاية النيل الأزرق والتي أدت لإزهاق أرواح عشرات الأبرياء وتشريد مئات الأسر من النساء والأطفال والعجزة والرجال من مدينة الدمازين). وطالب البيان مالك عقار بالرضوخ لصوت العقل والعودة لحظيرة السلام لأن إصراره على فعله قد ينجم عنه ما لا تحمد عقباه لنفسه ولمنطقته. من جهة أخرى سلمت مسيرة طلابية بولاية الخرطوم أمس القصر الجمهوري مذكرة إلى رئيس الجمهورية المشير عمر البشير تتضمن إعلان الاستنفار العام والتعبئة لمحاصرة تحركات الجيش الشعبي العسكرية في النيل الأزرق، وقال نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم مندور المهدي لدى مخاطبته مسيرة اتحاد طلاب ولاية الخرطوم إن قيادات قطاع الشمال مالك عقار وياسر عرمان وعبد العزيز الحلو رؤوس الفتنة في البلاد ويجب قطعها واتهمهم بتفيذ مخطط تفتيت السودان، وحذر من مخطط لوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» وإسرائيل للمؤامرات ضد السودان، وأشار إلى أن التبعية لأمريكا ستقود إلى مصير الرئيسين حسني مبارك ومعمر القذافي، وقال مندور: «مشروع تقسيم البلاد لن يُنفذ إلا عبر المرور فوق أجسادنا، ولا تراجع عن مبادئ الحرية والسيادة الوطنية والكرامة والعزة». وبحسب المذكرة التي تسلمها القصر الجمهوري من طلاب ولاية الخرطوم فإن مطالبهم تشمل المحاكمة العاجلة للمتمرد عقار وأعوانه ووضع حد لمؤامرات الحركة الشعبية ودعمها للمتمردين في النيل الأزرق وجنوب كردفان ورفض أي محاولات أو وساطات للتفاوض مع المتمرد عقار. من جانبه صرح رئيس الحركة الشعبية بشمال السودان مالك عقار لقناة الجزيرة من الكرمك أمس الاثنين، ودافع بشدة عن الاتهامات التي طالته من مندور وقال: «توصلنا لاتفاق إطاري مع المؤتمر الوطني في أديس أبابا ولكنهم نقضوه فمن هو الخائن؟»، وأشار إلى أنهم متمسكون بوحدة السودان ويقفون ضد تجزئته ورأى أن المشكلة في كيفية إيجاد صيغة نظام توافقي بمشاركة المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في الحكم.