الخرطوم: الدمازين: معتز محجوب - صلاح مختار - هبة عبيد عادت الأمور لطبيعتها بمدينة الدمازين عقب الأحداث الأخيرة التي شهدتها الولاية عقب تمرد مالك عقار، وفيما بدأ النازحون العودة لمنازلهم زاولت أسواق المدينة وبنوكها ودواوينها نشاطها المعتاد، أكدت حكومة الولاية أنها لن تقدم أي مساعدات للنازحين إلا إذا عادوا لمنازلهم،
في وقت أصدرت فيه قيادة الحركة الشعبية في شمال السودان قراراً أمس كلفت بموجبه مالك عقار بمهام القائد العام للجيش الشعبي، وعبد العزيز الحلو برئاسة هيئة الأركان. فيما شنَّ المؤتمر الوطني هجومًا عنيفًا على الحركة الشعبية وقياداتها مما يسمى قطاع الشمال، ووصف «ياسر عرمان ومالك عقار والحلو» برأس الفتنة، ودعا إلى بترها. الى ذلك تبرأت أعداد كبيرة من قيادات الحركة الشعبية من مسلك عقار وأعلنت أمس في مؤتمر صحفي رفضها لهذا التصرف وانسلاخها من الحركة، في وقت كشفت فيه السلطات عن اعتقال «138» من المتهمين من بينهم «41» من رعايا دولة الجنوب، وخمسة من الوزراء والدستوريين التابعين للحركة تم إطلاق سراح «99» مشتبهًا منهم عقب التحري، في ذات الاثناء ضبطت السلطات «10» مليارات جنيه من العملة القديمة وعملة الجنوب وأخرى مزورة حاول المتمرد عقار إدخالها للشمال عبر مطار الكرمك، في غضون ذلك دمغ رئيس حزب المؤتمر الوطني بالنيل الأزرق عبدالرحمن أبومدين قيادات من عضوية حزبه بدعم عقار، وأشار إلى أن الحكومة ستقيل منسوبي الحركة بتشريعي الولاية، في ذات الأثناء اتهمت الحكومة المكلفة عقار بارتكاب تجاوزات إدارية ومالية إبان حكمه. وكشف الحاكم العسكري للولاية اللواء يحي محمد خير في مؤتمر صحفي تفاصيل مخطط عقار للاستيلاء على الولاية من خلال الوثائق التي تم ضبطها وعرضها لأول مرة أمام وسائل الإعلام، وأكد أن الوضع العسكري مطمئن جدًا مشيرًا إلى أن الجيش يستخدم القوة في أضيق نطاق، نافيًا ما يثار حول وجود طابور خامس في الجيش، وأشار إلى تسليم «15» ضابطًا من الحركة برتب كبيرة أنفسهم للسلطات بجانب «8» دستورين، وأكد أن الاستخبارات تملك معلومات تؤكد وجود المتمرد عقار بالكرمك، وكشف يحيى عن التزام إثيوبيا بعدم دعم تمرد عقار بناءاً على اتفاق أمني سابق بين البلدين. من جهتها قالت وزيرة الدولة بالإعلام سناء حمد إن أسرى الحركة تحت رعاية وزارة العدل والهلال الأحمر ، وأكدت أن الوضع مفروض على الحكومة واصفة إياه بالوضع المؤقت وقالت «الحكومة تعبت من الحرب». في ذات السياق اتهم رئيس المؤتمر الوطني بالولاية عبدالرحمن أبومدين الحكومة بالتراخي والتنازل في التعامل مع تجاوزات عقار واستعداداته المبكرة للحرب، وألمح لوجود متواطئين من الوطني مع عقار، وقال «يقولون الله أكبر بالنهار و(ويي) بالليل»، وفي ذات الاتجاه كشف وزير المالية المكلف فضل عبدالرحمن فضل عن تجميده لحسابات كل الوزارات والمؤسسات بالولاية حتي يستلم الوزراء الجدد مهامهم تخوفًا من أن يتم نهب أموال الولاية عقب ثبوت وجود تجاوزات على عقار في تعيينات الخدمة المدنية . من جهته قال القيادي بالوطني ونائب رئيس الحزب بولاية الخرطوم د. محمد المهدي المندور الذي خاطب مسيرة للاتحاد العام للطلاب السودانيين أمس بساحة الشهداء أمام القصر الجمهوري تطالب بوقف الحوار مع الحركة الشعبية وهتفت بشعارات تندد بالحركة وقياداتها بالشمال بأن «لا تفاوض بعد اليوم ولا دولار ولا عقار، ولا عقار ولا عرمان والنيل الأزرق في الميدان»، قال مندور إن الذي حدث بالنيل الأزرق لن يخيف الحكومة، وأشار إلى أن عددًا من الدول لا تريد للسودان أن يتقدم، وأضاف أن محاولات تقسيم السودان لن تمر إلا على أجسادنا، وأكد تمسك الوطني بشعارات الثورة وإظهار القوة، وقال: لن نتنازل عنها قيد أنملة وإن تكاثرت علينا الأعداء، وقال إن الانحناء لأمريكا لا يفيد ودعا القوى السياسية أن تعلم حجم المؤامرات على السودان. وكشف مندور أن الولاية فتحت باب التعبئة والاستنفار وأنها جاهزة لإعداد المجاهدين متى ما طُلب منها ذلك، وأكد أن وفدًا من ولاية الخرطوم سوف يزور النيل الأزرق اليوم للوقوف على أحوال المواطنين. في وقت وصم فيه مجلس شورى المؤتمر الوطني الحركة الشعبية بالعدو المبين وبمخلب القط لتنفيذ مخططات ومؤامرات استعمارية. وفي ذات السياق أعلن مجلس وزراء حكومة ولاية الخرطوم عن تأييده لقرارات رئاسة الجمهورية تجاه الأحداث التي وقعت مؤخراً بولاية النيل الأزرق، واستنكر الهجوم الغادر الذي قادته فلول الحركة الشعبية بهدف ترويع المواطنين وزعزعة الأمن في الولاية واستهداف أمن البلاد واستقرارها، وأمَّن المجلس في بيان تحصلت «الإنتباهة» على نسخة منه على قرارات رئاسة الجمهورية التي أدت إلى إعادة الأمن والاستقرار بالولاية اتساقًا مع القوانين والدستور وما تمليه روح الوطنية والمسؤولية، بجانب الدور الذي جسدته القوات المسلحة في تأمين الولاية وإعادة الاستقرار التام وطمأنة المواطنين إلى سلامة أرواحهم وممتلكاتهم. وأكد المجلس في جلسة طارئة عُقدت أمس للاطلاع على الأوضاع بالنيل الأزرق، أكد على جملة من المواقف والتدابير الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار والحفاظ على سيادة الوطن، وقرر استنفار وتعبئة قواه الرسمية والطوعية كافة لمساندة مواطني النيل الأزرق وتقديم الدعم والاحتياجات العاجلة بما يمكِّنهم من الاستقرار بولايتهم، وأشار إلى إرسال قوافل كبرى غدًا إلى ولاية النيل الأزرق بقيادة الوالي بالإنابة والقيادات التنفيذية والتشريعية والسياسية والمجتمع