الخرطوم – طلال إسماعيل - تصوير- علم الهدى حامد بدافع الثراء بطرق غير قانونية يقع الإنسان ضحية للنصابين والمحتالين، كان ذلك عنوان لقصة ضبط إدارة الأمن الاقتصادي بولاية الخرطوم أمس الثلاثاء لمبلغ (3) ملايين دولار مزيفة من ما يعرف اصطلاحا ب «الدولار الأسود». وكانت معلومات قد وصلت إلى فريق الأمن قبل أن يتوجه إلى نصب كمين قرب ضاحية الرياض للإيقاع بأفراد شبكة أجنبية من دول تجاور السودان وبحوزتهم حقائب فاخرة ويركبون عربات فارهة يقصدون من خلالها الاحتيال على من يقع ضحية مكرهم. وتلمست (الأهرام اليوم) لدى زيارتها موقع العملية أمس الثلاثاء الدولار الأسود وهو عبارة عن ورقة سوداء عادية (A4) مطلية باليود والفازلين مقصوصة بأحجام الدولار ومربوطة وكأنها حزمة واحدة تعادل 10 آلاف دولار حيث توضع للتمويه على الضحية بعض الدولارات الحقيقية فوق رزم الدولار الأسود ومعها شعار الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتستخدم خدعة تبييض “الدولار الأسود” بوساطة محلول كيميائي قبل تعرضه لأشعة الشمس من أجل بيعه في السوق الأسود بما يحقق أرباحا طائلة. وفتحت إدارة الأمن الاقتصادي أمام عيوننا الحقائب ذات الأقفال الرقمية التي وضعت فيها الدولارات لتحذر المواطنين من الوقوع في أيدي شبكات الاحتيال ووجهت إليهم نداء للتعامل مع العملات الأجنبية بوساطة البنوك والصرافات وشددت على أن يد القانون ستطال المخربين للاقتصاد الوطني الذي يواجه بحملات تدميرية. وكشفت إدارة الأمن الاقتصادي عن ضياع أموال كبيرة لبعض المواطنين نتيجة لتورطهم مع شبكات الاحتيال التي تأخذ حصاد سنينهم قبل أن تترك الواحد منهم يعض بنان الندم. وتشير إدارة الأمن الاقتصادي إلى أنه ليس هناك “دولار أسود” يكتسب قيمة مالية ذات فائدة اقتصادية بل هي عملية احتيال منظمة بوساطة شبكات للاستيلاء على الأموال وتدعو المواطنين إلى الانتباه في التعامل النقدي وفقا للضوابط.