إنه عصر العولمة.. بكل إيجابياته وسلبياته.. ومن سماته هذا الفضاء المفتوح الذي تغزو منه القنوات الفضائية كل الأسر.. وتعرض برامجها التي فيها الصالح والطالح.. وفيها ما يناسب عمراً معيناً.. ومن ذاك المسلسلات والأفلام التي تجد بعض الأسر تشاهدها ولا تضع اعتباراً إلى أن صغارها يشاهدون ما لا يتناسب مع أعمارهم.. بل إن بعض الأطفال يتجولون بين القنوات بلا رقيب.. وتغيب الرقابة الأسرية التي يفترض فيها الإقامة الدائمة بين الأبناء للإرشاد والتوجيه.. ليشاهد الأطفال ما يناسب أعمارهم الغضة ويسهم إيجاباً في تربيتهم بصورة قويمة. «الأهرام اليوم» ناقشت هده القضية التربوية مع عدد من أولياء الأمور.. فكانت هذه الإفادات المختصرة: { مؤثرات سلبية قالت بدءاً «سلمى أحمد»: إن مشاهدة الأطفال لأفلام الكبار وغيرها من البرامج تؤثر سلباً في تربية الطفل، ولا بد للأسرة أن تتدخل في تحديد ما يشاهده أطفالها واختيار أفلام الكرتون والبرامج الدينية وغيرها من المواد التي تُكسب الطفل فائدة معرفية وتنأى به عن المشاهد التي قد تؤثر في تكوينه النفسي مستقبلاً. { الأطفال والرومانسيَّة ! وتقول «ماجدة معتصم» إن مشاهدة الأطفال للمسلسلات الرومانسية أكبر خطأ تربري، لأن الطفل لا يُدرك ما الذي يشاهده، ويقلده دون أن يعيه ولا يستفيد منه، بل يضره.. لذلك يجب على الكبار عند المشاهدة أن يحرصوا على غياب الأطفال. { طفل عنيد! أمّا «آمال» فهي تعي أخطار الفضاء المفتوح، لكنها كما تقول لديها طفل يحب أن يشاهد الأفلام والمسلسلات ولا يحب مشاهدة برامج الأطفال، وأنّها خائفة عليه من ذلك.. وأضافت أنها ذهبت به إلى طبيب قال لها إن نمو العقل لدى طفلها مثل الكبار تماماً، فزادت مخاوفها ولا تدري ماذا تفعل! وقريباً من حالة «آمال» يقول «عثمان» إن لديه طفلة واحدة تشاهد ما تريد وتتابع مسلسلات وأفلام الكبار و(لا تسمع الكلام مهما حصل)، ولا تهتم ببرامج الأطفال.. وقال إن ذلك يقلقه عليها جداً لأن عمرها صغير. { أين براءة زمان؟ وترى «شهد الفكي» أن أطفال الألفية الثالثة ليست لديهم (براءة أطفال زمان)، الذين كانت سبل لعبهم جميلة بإشراف (ناس البيت).. ولكن أطفال هذا الجيل يفضلون مشاهدة الأفلام والمسلسلات العاطفية.. حتى أنك تحس بأنهم ليسوا أطفالاً. وطالبت «شهد» إدارات الفضائيات في السودان والعالم العربي بتأجيل بث المسلسلات والأفلام الرومانسية إلى ما بعد الثانية عشرة ليلاً بتوقيت قرينتش!!