مشاهدة طفل يجلس أمام التلفاز لساعات طويلة ممسكًا بالريموت كنترول يتجول بين قنوات الأطفال قد يكون منظرًا عاديًا في أي منزل خاصة بعد كثرة القنوات الفضائية المتخصصة للأطفال، ظنًا من الأمهات أن هذا الانشغال يمكِّنها من قضاء أعباء المنزل دون ضجيجهم، لكن ما تجهله الكثير من الأسر خطورة هذه القنوات ونوعية البرامج التي تبثها في نفوس أطفالنا في غفلة منا.. «البيت الكبير» ناقش القضية مع عدد من المختصين وخرج بالتالي: تعلم العنف وذكرت أم محمد «ربة منزل» أن قنوات الأطفال لها زوايا إيجابية وسلبية مشيرًا إلى أن إيجابياتها أكثر فبعض القنوات تعلم الأطفال النطق باللغة العربية والنطق الصحيح للمفردات وتقويم سلوكهم من خلال تعلم احترام الوالدين وكبار السن كذلك قد تكون مفيدة للأم حيث يمكن أن تمكِّنها من معرفة نفسية طفلها خاصة إذا كانت أمًا لأول مرة ومع كل تلك الإيجابيات يجب أن تأخذ السلبيات في الاعتبار خاصة القنوات التي تبث برامجها بدون رقابة مثل أفلام العنف ومن المعلوم أن الأطفال يحبون التقاليد لكل ما يشاهدونه فقد يؤذي الطفل نفسه والمجتمع مليء بقصص لأطفال فقدوا أرواحهم بسبب التقليد وفي غفلة من الأسر بعد أن صار الريموت كنترول في يدهم يتنقلون دون رقيب أو حسيب. الإنتاج المحلي الحل أما سهام السيد «ربه منزل» فقد قالت: على الرغم من أن قناة طيور الجنة من القنوات الحديثة إلا أنها وجدت رواجًا عند الأسر وصارت هي محل إدمان أيضًا وعن نفسي لا أجد فيها برامج تربوية مطلقًا وقد حاولت في إحدى المرات مراقبة ما يشاهده أطفالي وقد وجدت أن أكثر ما يتابعونه وما يلفت انتباههم كرتون العنف والحرب ضد سكان الفضاء والشخصيات التي تتحول مما أثأر دهشتي فصرت في حالة مراقبة دائمة بل وعملت على تنقيب البرامج من خلال بحثي للقنوات المتجددة بعد أن كثرة في الفترة الأخيرة بصورة أرهقتنا كأمهات لذلك نتمنى إن تسعى إدارة البرامج بالسودان إلى إنتاج قنوات وبرامج تنافس المستورد حتى تكفينا شر القنوات وما تدسه لأطفالنا. العولمة فيما يرى الأستاذ أحمد عبد الله أن المشكلة الحقيقية تكمن في البديل الذي لا نجده لإعطائه لأطفالنا بعد أن استعصى علينا إقناعهم بما ننتجه فالعولمة صارت منافسًا قويًا للتربية وصرنا في حالة نقاش دائم حول مدى مطابقة ما يشاهدونه مع عاداتنا وتقاليدنا وقد أستغرب جدًا عندما أجد مشاهد ساخنة ومثيرة في مسلسلات الأطفال وأقف حائرًا في مد يد العون لهم عند سؤالهم لي عن بعض المصطلحات الغريبة على مجتمعاتنا لذلك حتى تتمكن الدولة من إنتاج ينافس العالمي يجب أن تقف الأسر بالمرصاد لبرامج الأطفال حتى لا ينزلقوا إلى الهاوية وتضيع هويتنا بين أعيننا. الفشل ويؤكد الأستاذ محمد أحمد أستاذ علم النفس أن معظم القنوات التي يدمن الأطفال مشاهدتها غير واقعية وفاقدة للقيم الإنسانية وتبعد كثيرًا عن عاداتنا وتقاليدنا السمحة حيث نجد أن الأفلام تركز على القوة الخارقة وصراعات والعنف وبالتالي من الطبيعي أن يقلد الأطفال هذا السلوك بما أنهم غير ناضجين خاصة الشخصيات الكارتونية مثل بات مان و سوبر مان وغيرهم لأنهم يمثلون في نظره المثل الأعلى والقدوة وعندما يشعر الطفل بأنه غير قادر على تقليدهم قد يصاب بالفشل والإحباط أو يصر على تقليدهم فيستعمل العنف مما يعرض حياته للخطر إضافة إلى محاولته ضرب أشقائه ورفقائه في المدرسة فقد يطير أو يقفز من نافذة البيت عمومًا القنوات الفضائية بصورة عامة بها الكثير من المحظورات التي تتطلب رقابة الأسر والدولة.