أجد نفسي سعيداً غاية السعادة بانتهاء مسلسل «العشق الممنوع»، فلم أشاهد في المائة وخمسة وستين حلقة التي هي عمر المسلسل الكريه إلا حلقة واحدة فقط وهي الأخيرة لأقيمه بعد أن سمعت عنه ولكن ما كنت أتصور أنه سخيف بدءاً من عنوانه. من وجهة نظري وحسب نقاشي مع كثيرين من أعمار مختلفة كانت ملهية بالمسلسل وتوقيته فهو لا يقدم شيئاً سوى أنه فقط يعكس نقص الشعور في العواطف، لأن المشاهد المتعمق ينتابه شعور قوي بسد النقص العاطفي، واندهشت حقيقة ايما إندهاش لاهتمام بعض الأسر في كل الأعمار بهذا المسلسل السيئ الفكرة والمضمون، فهو وإن كان مدبلجاً يظل دخيلاً وغريباً على مجتماعاتنا الإسلامية والعربية، بل بعيداً أيضاً كل البعد عن القيم والتقاليد، وكل مبتغانا ومنانا أن لا يترك أثراً سلبياً في مجتمعاتنا العربية والعلاقات الأسرية فيها بحيث يزرع عامل الشك وانعدام الثقة. فالمسلسل الغريب العجيب يتناول جانبي الحب والخيانة في آن واحد وشتان ما بين هذا وذاك، ولكن إذا فهم الكبار هذا فهل يفهم الصغار ذلك، هذه هي العتمة المحيطة بمثل هذه الأعمال الوافدة. نبه الناس كثيراً للغث الذي تنقله لنا الفضائيات فنحن كنا ولازلنا مجتمعات محافظة وواعية للغزو الثقافي الذي يأتي ليقضي على كل شيء فهو أول ما يستهدف الأخلاق، فالفضائيات تقدم أسوأ أنواع الدراما لكنها لا تميز بين المجتمعات الغربية والمجتمعات العربية، فالصالح هناك يظل طالحاً هنا ولكن بالوعي والإدراك والعودة إلى تعاليم ومنهج ديننا القويم نجابه كل هذا المد الثقافي الدنيء. والذي يهمنا هنا أن الرجل السوداني بطبيعة حاله يحترم ويقدر أسرته ويكن لها كل الحب والاحترام ولكن ظروف العمل أو الظروف الاقتصادية ربما تجعله بعيداً عن شاشة التلفاز والكمبيوتر فلا يشاهد كثيراً مثل هذه المسلسلات، لذلك فالصورة لا تكون مكتملة عنده ولربما اكتفى البعض فقط بعنوان المسلسل دون معرفة المضمون. والمسألة السيئة أيضاً أن المسلسل (قبيح السيرة) حلقاته قاربت النصف عام والرسالة واحدة والشخصيات واحدة وأي حلقة (بايخة) أكثر من الحلقة التي تليها أو تعقبها، وكل من سألته من باب الاستطلاع لم يقدم لي صورة جميلة عن المسلسل غير أن الكل يعترف بأن المشاهدة عالية والدليل على ذلك كثافة الإعلانات التي يتخللها زمن المسلسل البغيض، والأدهى والأمر أننا ودعناه في قناة وسيتكرر في قناة أخرى مع دخوله في عالم الإنترنت يعني أن هناك ستة شهور أخرى وتنقل عبر النت. أما الجانب الآخر من المسلسل فهو يجعل المرأة تتمرد على زوجها من خلال عدم الواقعية والخيال والهلامية والرومانسية التي يقدمها المسلسل لدرجة قادت إلى تهكم البعض من خلال مشاهدته للمسلسل السابق (مهند ونور) تغنى المغنون هنا: (لو قايلة ريدتنا زي مهند ونور تبقى عيانة وعايزة ليك دكتور). فيا أسرنا الكريمة نحن لا نريد لا المسلسل هذا ولا ذاك فشعوبنا وأسرنا العربية جميعها تريد العشق العفيف الطاهر ولا تريد العشق الممنوع كمسلسل، فلماذا إذن انشغلت بعض أسرنا الكريمة بمشاهدة مثل هذه المسلسلات الكريهة نصاً ومضموناً، ولماذا لا نعتبر بالنهايات (نهاية المسلسل) حيث وصف الخائن نفسه بالسافل وبكى وأصيب بالجنون فهل بكى الذين شاهدوا المسلسل معه؟؟..