إنَّه عصر التقانة والمعلومات.. سمته (عدم الاندهاش) إذا صح التعبير.. إذ تُفاجأ البشرية - في الألفية الثالثة - كل صباح بالجديد من الاختراعات.. ويجد كل الناس أنفسهم مجبرين على التعامل بالتقنية الحديثة التي صارت جزءاً من حياة الناس وتعاملهم.. فسهلت المعاملات وقربت البعيد ووفرت الجهد والمال.. إلا أن لكل عملة وجهين.. وهذا ينطبق بالتأكيد على اختراعات العصر.. إذ لها إيجابياتها وسلبياتها.. حسب استخدام الناس لها.. ومن الاستخدام السلبي أن تجد البعض مستغرقين جهدهم في ترفيهيات التقنية مضيعين للزمن.. والأدهى أن يضيعوا زمن غيرهم إن أدى ذلك إلى قصور في العمل..!! وفي مجتمعنا السوداني نلاحظ أن هناك موظفين يضيعون الوقت أثناء العمل بألعاب الحاسوب مثلاً.. أو التحدث مطولاً بغرض (الونسة) في الجوال.. متجاهلين أن (من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل).. فيتأثر المتعاملون معهم.. (الأهرام اليوم) ناقشت الأمر مع بعض المواطنين وخرجت منهم بتعليقات وإفادات مختصرة: { الرقابة الذاتية والإدارية المواطنة «آمال فايز» ترى أن وقت العمل محدد، ولا بد من الفصل بينه واللهو عبر «الجوال» أو الحاسوب، وتقول: (يجب على الموظف أن يحترم الزمن ومكان العمل، ويضع في باله أنه سوف يحاسب على هذه الأفعال، وهذه التصرفات ترجع إلى عدم الجدية وغياب الرقابة الذاتية والرقابة في العمل، وفي الدول المتقدمة لا توجد مثل هذه السلوكيات التي تعتبر استهتاراً بقيمة الوقت، فهم يحترمون الآخرين ووقتهم وينجزون عملهم بكل دقة وإتقان، لذلك فعلينا أن نسير على نهج هذه الشعوب التي تحترم وتقدر قيمة الوقت، بل إننا كمسلمين يفترض فينا الانضباط أكثر.. فرسولنا الكريم قد أوصانا بإتقان العمل. وختمت «آمال» حدثها بالقول: (إذا لم نحترم الوقت فلن نتقدم إلى الإمام، ودول العالم الثالث إذا استثمرت وقتها في الأشياء المفيدة ستصبح من دول المقدمة قريباً). { كاميرات للمراقبة ويتفق معها في الرأي «فادي ناصر» ويقول: استخدام الجوال مطولاً أثناء ساعات العمل أسلوب غير حضاري، ويعني عدم احترام للآخرين، ويجب أن يُباشر الترفيه في أوقات الفراغ حتى لا يتأثر العمل والعميل. واقترح «فادي» أن تتوفر في كل مؤسسة كاميرات مراقبة من أجل معرفة الموظف المجتهد والمستهتر. { متابعة الموظفين وفي السياق يقول «مصطفى أحمد»: إضاعة الوقت أثناء العمل بألعاب الحاسوب والجوال يزعج الكثيرين، والذين يقومون بها ليست لديهم معرفة بفن «الاتوكيت»، لذلك لا بد لجميع المؤسسات من أن تُلزم موظفيها باحترام الآخرين، فهذا السلوك يقلل من قيمة المؤسسة قبل الموظف.. ويقود بها إلى الانهيار.. ويجب أن نعمل بجد حتى نرتقي بسمعة مؤسساتنا الخدمية بدلاً عن تقليل قيمتها. { الاستئذان ضروري أما «مآب خليل» فتشترط قبل استخدام الهاتف للتحدث، بالنسبة للذين يتعاملون مباشرة مع المواطنين، تشترط أن يستأذن الموظف من المواطنين الذين أمامه، وقالت: ربما كان الاتصال طارئاً لكن على الموظف أن يُكثر من الكلام ويضيع وقت العميل.