صادر هيثم مصطفى فرحة جماهير الهلال بالتأهل وخنقة الفرحة في الحناجر التي تغنت للاسياد وهتفت بروح سيدا وكانت تردد اسمه كأحلى انشودة في تاريخ الهلال الحديث. كان الواجب يحتم على البرنس كظم الغيظ وتفويت الفرصة واعلاء شأن الهلال والانحياز لجماهيره تقديرا ووفاء لدورها الكبير، وقد صنعت من نفسها وقودا لكل المعارك الافريقية تشعل المدرجات فيشتعل الملعب باللهب وتتحول الاقدام إلى قدور موارة تغلي كالمرجل ومنها يتمدد الفرح بامتداد ارض الوطن ومساحات الحب التي تجمع ملايين العاشقين الموزعين على المنافي ولهم في الهلال اجمل سلوى. ظلم سيدا جماهير الهلال التي انتظرت صحف الصباح لتعرف كواليس التأهل واسرار العرض القوي وما وراء البلاد البعيدة ولكن البرنس صدمها بالتصريحات غير الموفقة وفي التوقيت غير المناسب. سيدا كتاب مفتوح لجماهير الهلال بقلبه الابيض الكبير وحبه اللا محدود للهلال واخلاصه العميق وتفانيه المشهود وقد عرض نفسه اكثر من مرة للخطر وفضل الهلال على صحة والدته وطفله الغرير. هيثم مشعل من مشاعل الكرة السودانية وواحد من العلامات الفارقة المضيئة وعلما يرفرف على سارية المجد للوطن والهلال. وهو واحد من القادة القلائل الذين خدموا الهلال لسنوات طويلة طرزها بالانتصارات والبطولات والكؤوس وكان واحدا من صناع المجد الراهن وبناة النهضة الحالية للاسياد بحسن القيادة والاتقان والاجادة. نحسب ان هيثم اخرج الهواء الساخن في وقت التهاني واختار البكاء في مهرجان العرس وعند الافراح وقرر لفت الانتباه فلفت الانظار عن الهدف الاكبر والفرح الاجمل. لن نقبل ان يكون سيدا بعيدا عن اللقاء المرتقب ولا يستطيع كائن من كان ان يشكك في ولاء البرنس. ومن حق المدرب والادارة الاستماع لوجهة نظر الكابتن الفنية الذي جمع معرفته بالجهد والمثابرة ولملم الخبرات من مختلف الملاعب على مستوى الهلال والمنتخبات الوطنية التي تشرف بارتداء شعارها من الناشئين والشباب والاولمبي بلوغا لعمادة لاعبي الصقور وقد كان واحدا ممن اعادوا السودان للنهائيات بعد بضع وثلاثين عاما من الغياب. سيدا تاريخ عريض يتمدد على ارض الوطن وعنوان بارز في تاريخ الهلال الوضاء وسطر مهم في كتاب الرياضة السودانية وصفحة مفعمة بالامجاد ومطرزة بالاخلاق والقيم النبيلة ومساحة وجد صوفية معتقة بعبق البخور وصوت النوبة ورنة الطار. هيثم ظاهرة انسانية جديرة بالدراسة زينه التدين كيف لا ونشهد له بارتياد المساجد وفعل الخيرات. سيدا ليس ملك نفسه ولا يملك وحده سلطة تحديد علاقته بالهلال فقد اصبح رصيدا للكل وملكا مشاعا لكل الاهلة بل وثروة قومية وارث وطني جامع يفترض ان تحدد مجموعات من الجهات توقيت وزمان الاعتزال. سفلة وجمال!! مع تداعيات التأهل الباذخ للهلال وتسجيل اسمه مع الاربعة الكبار في القارة السمراء انداحت المشاعر الزرقاء تغريدا وتوثيقا لفرح الاسياد واعادة الاعتبار للهلال امام الفرق الافريقية بعد ان تجاوز بالارادة التي لا تشيخ والعزم الصقيل اثار خسارة اينمبا وعاد من بعيد ليعلن انه المارد الذي لا تهزه الخسائر العابرة وانه قادر على التعويض مهما كانت الظروف. فقد الهلال بويا وعلاء ويوسف وعبده جابر وسامي ومع ذلك صنع الفرح فتمدد الازرق من المغرب إلى المشرق وصنع المعجزة وعاد مزهوا بنضاله ولاعبيه. يقول الهلالي الكبير الاخ جمال نثرا وشعرا في الاسياد: ما اصلو ام درمان حرروها الانصار وفي النيل الازرق دحرنا عقار في ليبيا الثوار اصحاب القرار وفي الكورة كتيبة هيثم الكرار مع الاربعة الكبار. مزج الاخ جمال ما بين السياسة والثورة المهدية وعرج لانتصارات القوات الملحة الباسلة التي تتعقب فلول التمرد لتطهير النيل الازرق من الخونة والمارقين. وتباهى بثوار ليبيا الذين اعادوا رفع علم الاستقلال ووضع اخوان سيدا على سرج واحد مع جملة الانتصارات المذكورة وحقا انه شرف عظيم فما فعله الاسياد لا يقل عن تلك الامجاد. اما الشاعر الفنان محمد سفلة فكان كعادته جزلا معبرا بشعره الرصين عن انتصارات الهلال فقال: حمدا لي الإله.. هلالنا بان اشراقو.. في كبد السما..عزا مخلف ساقو.. بي رغم الظروف.. طعم المربع ضاقو.. مبروك.. والحسود عينيهو ما يتلاقو. التهاني لامة الامجاد ونتمنى ان نتوحد جميعنا خلف الازرق ونوحد الخطاب الاعلامي وقد هاتفني قطب الهلال الكبير الاستاذ حجازي بكري مدير سودانير بنيجيريا وهو احد صناع التأهل من خلال دوره الكبير في مباراة اينمبا الاولى التي كانت مفتاحا للهلال. ناشد حجازي كل الاقلام الهلالية توحيد الخطاب وتوجيه الارشاد للمجلس واللاعبين حتى يتحقق الهدف والظهور في النهائي. ونعتقد انها فرصة تاريخية للاقطاب والاداريين القدامى للالتفاف حول الفريق وتعضيد اعمال المجلس لاجل الفوز في المباراة القادمة ومن ثم المنافسة على اللقب.