الصحافيون متلقين حجج.. ما يصدقوا يسمعوا كلمة أو عبارة (فلتت) من مسؤول كبير إلا يمسكوا فيها.. وتصبح فرصة لا تعوض إذ ينبشون بها الماضي والحاضر.. والسيد والي الخرطوم؛ الدكتور عبد الرحمن الخضر، وأمام جمع من الإعلاميين أورد بأن هناك حزمة من الإجراءات سوف تتخذ أمام غول الغلاء ورفع أثقال الضرائب والرسوم عن كاهل 12 سلعة، بيد أنه ووفق عبارة مجتزئة توقفت عندها صحيفة (ألوان) قالها الخضر: (الما قادر على المعيشة في الخرطوم ما يقعد فيها)!! يعني الزميلة (ألوان) من خلال قرون استشعارها في الرصد ما وجدت في (إيجابيات) ما ذكره السيد الوالي إلا (العبارة) دي ومسكت فيها بأسنانها وأطلقتها لتعم القرى والحضر.. يا أخوانا الدكتور الخضر (ضاق) من (اتساع) الخرطوم وهي تستقبل في كل يوم أعداداً من البشر - والأعمى يشيل المكسر والمفتح - زحفوا إليها من الولايات زرافات ووحدانا.. وناس الولايات ديل ما بحمدوا النعمة.. السكر عندهم راقد.. والكهرباء ما بتقطع.. والمصانع فيها شغالة.. والمستشفيات تعمل على قدم وساق وكوع وبوع.. واللحم والخضار بتراب الفلوس.. والموية نظيفة وصافية في المواسير.. والرواتب تصرف قبل ما الشهر ينتهي.. والبيئة نظيفة.. والشغل متوفر.. وكل الخدمات عال العال.. إلخ إلخ ..!! ناس الولايات في داعي بعد دا كله يجوا (يتحكروا) في ولاية الخرطوم عشان يزاحموا في منتزه المقرن العائلي.. ويأكلوا البيتزا في الرياض.. ويمشوا سينما قاعة الصداقة.. ويتمرجحوا في مراجيح عفراء؟ إنتو يا ناس الولايات ما عندكم دم.. الحكومة وفرت ليكم أي حاجة في ولاياتكم.. فلماذا تشغلوا بال والي الخرطوم؟! الله يجازيك يا جمعية حماية المستهلك لأنك أطلقت شياطين تمرد المواطنين على (اللحم) والمواطنين ديل أصلهم معلمين الله (أباطهم والنجم) يعني المقاطعة بالنسبة لهم لا تعني سوى (فش الغل والغبن). إن المواطن ليس ب (البليد) إذا لم يستطع أن يتأقلم مع السوق (الشاطر) ولم يستطع أن يخاوي اقتصاد الحكومة (الأعوج).. يا حليل الزمن الذي كنا نجلس فيه بالمطعم ونصفق للجرسون ليأتي لنا برأس (نيفة).. والآن أسهل للمواطن أن يطلب (رأس كليب) ولا يطلب رأس (نيفة).. في مسرحية (شاهد ما شافش حاجة) يقول عادل إمام للعسكري الذي يكتب المحضر: (أكتب يا حسين.. أنا حأهريك!!) ومحليات الولايات بما فيها ولاية الخرطوم تردد: (أنا حأهريك يا مواطن!!) كان الله في عون السيد والي الخرطوم؛ الدكتور عبد الرحمن الخضر، وهو يقف على (رأس) ولاية هي (السودان) إلا (ربع)!! الخرطوم لم تعد (كرش فيل) إنما هي أصبحت مثل (كرش الحكومة) واتصوروا معاي (كرش الحكومة) دي قدر شنو؟! مسطول لابس تي شيرت مشى المطار، لقى شاشة كبيرة، لما الزول يقيف قدامها توريك اسمك وسكنك ومواعيد طيارتك.. مشى المسطول وقف قدامها قالت ليهو الشاشة اسمك عثمان وساكن جبرة وطيارتك بعد ساعة.. المسطول عجبتو الحكاية لف وجه تاني لابس جلابية وقف قدام الشاشة.. قال ليهو: اسمك عثمان وساكن جبرة وطيارتك بعد نص ساعة.. أخد المسطول لفة تاني وجه لابس بدلة.. برضه قالت ليهو الشاشة: اسمك عثمان وساكن جبرة وأقعد اتهابل كده لما الطيارة تفوتك!!