بحضور مستشار رئيس الجمهورية؛ الدكتور الصادق الهادي المهدي، وأعضاء اتحاد المهن الموسيقية ولفيف من الشعراء في مقدمتهم التجاني الحاج موسى، وكل سكان العباسية تقريباً؛ أقيم (رفع فراش) الراحل المقيم المطرب زيدان إبراهيم بالقرب من منزله السابق بحي العباسية بأم درمان، في سرادق ضخم بلغ طوله (70) متراً وعرضه (40) متراً متاخم لمسجد (مرفعين الفقرا) الذي ختم فيه العشرات من أبناء العباسية القرآن فداء لروح الفقيد. وكان هناك سرادق آخر للنساء لا يقل مساحة عن المخصص للرجال. ومن ثم أقيم التأبين بكلمات من رفقاء الفقيد في الحي العتيق وبعض معارفه، حيث قال ابن جيرانه بالعباسية؛ اللواء أبو بكر علي خير الله، إن الراحل كان شديد الالتصاق بأهل العباسية وله أياد بيضاء على الفقراء والأرامل والأيتام. أما رفيق دربه الشاعر التجاني الحاج موسى، فقال إنه عندما أتى إلى الخرطوم في نهاية ستينيات القرن الماضي قادماً من الدويم، استقر به المقام بحي العباسية فوجد أخاً له لم تلده أمه التي لم تلد غيره، وأردف: إن زيدان من الذين أدخلوا السرور في كل نفوس أهل السودان، وأنه كان مثقفاً وقارئاً نهماً لا يتنطع بثقافته وهو ملم بكل ثقافات الشعوب الأخرى. واستطرد التجاني بأن أغنيات زيدان كلها عامرة بالحب، فهو صاحب رسالة كبيرة، وأن موكب تشييعه كان الأكبر في البلاد على الإطلاق. رئيس اتحاد المهن الموسيقية؛ المطرب الدكتور حمد الريح، قال إن أهل العباسية قد ضربوا مثلاً في الوفاء المطلق، وتحدث بأسى عن إهمال المستشفى المصري للراحل الذي توفي في الخامسة صباحاً ولم تعلن وفاته إلا في الساعة الثامنة صباحاً.. وأكدأنه كان عزيزاً لكل الناس، مضيفاًأن العباسية هي أقوى وأعظم أحياء ومدن السودان وفاءً وارتباطاً بأهلها، واستدل بأن العديد من المطربين قد رحلوا ولكن تشييع زيدان وحجم موكبه لم يشهده أحد من قبل. وتوالت الكلمات بعد صلاة المغرب لعدد من رموز المجتمع السوداني وكلهم يبكي زيدان إبراهيم الفنان الذي رحل. وكان مذيع ومقدم التأبين قد أبكى نساء العباسية وهو يسرد في لغة رفيعة رهيفة صادقة شفافة مآثر الفقيد مع بعض أبيات أغنياته.. فعلا نحيب النسوة وكذلك شيوخ وشباب حي العباسية. وأجرت (الأهرام اليوم) استطلاعات تنشرها الجمعة القادمة وفيها قال الدكتور عبد القادر سالم، الأمين العام لمجلس المهن الموسيقية، إن رئيس تحرير (الأهرام اليوم)؛ الأستاذ الهندي عز الدين، كان أول من لفت انتباه أهل السودان لمعاناة الراحل زيدان إبراهيم مع المرض، وأيضاً هو أول من بادر في تجهيزه للسفر إلى مصر، وأضاف أن الهندي عز الدين قلم شجاع وسباق لفعل الخير على الدوام.