في حوار أجرته معه مجلة تايم الأمريكية قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان لو أنه صدرت عقوبات من الأممالمتحدة على إسرائيل لتم تحقيق السلام في الشرق الأوسط من زمن طويل، وقال إنه يشعر أن اللجنة الرباعية الدولية لحل النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين ليست جادة وهي اللجنة التي تضم الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة ويرأسها توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق. وقال إن الأممالمتحدة ليست مكترثة باتخاذ قرارات ضد إسرائيل، وأضاف حتى الآن أصدر مجلس الأمن تسعة وثمانين قرارا ولم يؤبه لأي منها ومن حق المرء أن يتساءل لِم لَم تفرض عقوبات على إسرائيل وعندما يكون الأمر متعلقا بإيران فإنكم تفرضون العقوبات وأيضا عندما يكون الأمر متعلقا بالسودان، وقال إردوغان إن سبب إحجام المجتمع الدولي عن معاقبة إسرائيل هو اللجنة الرباعية الدولية فهي كما قلنا ليست راغبة ولا جادة في حل نزاع الشرق الأوسط، ثم نعلق على الحوار. ومن الواضح أن رئيس الوزراء التركي قبل وبعد الاعتداء في مايو من العام الماضي على الباخرة مرمرة وهي في البحر الأبيض المتوسط متجهة إلى غزة المحاصرة وعلى متنها مساعدات إنسانية مما أسفر عن مقتل تسعة أتراك أصبح ينتهج سياسة مغايرة ويطلق تصريحات مختلفة عن تلك التي كان ينتهجها ويطلقها أسلافه وهي سياسات وتصريحات تدين السلوك الإسرائيلي في المنطقة وتنحاز إلى حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 4 يونيو 1967م. لقد كسب الفلسطينيون بإردوغان صوتا مسؤولا محترما يعبر عن دولة لها ثقلها التاريخي والعسكري والاقتصادي في المنطقة وحدث الكسب المشار إليه في وقت يعيش فيه العالم العربي مرحلة انتقالية حرجة ولا أحد يعرف ما سوف يأتي بعدها. ومن الضروري أن يحرص الفلسطينيون بمختلف الوسائل على ثبات الموقف التركي والمحافظة عليه وألا ينساقوا مع تلك الدعاوى التي ترى أن تركيا تريد أن تقود العالم العربي مثلما كانت تفعل أيام الخلافة العثمانية ولن تكون المصالح والآمال الفلسطينية والعربية من جانب متماثلة تماما مع المصالح والآمال التركية ومع المصالح والآمال الإيرانية أيضا وهما أي تركيا وإيران على اختلاف توجهاتهما وطبيعة نظام الحكم فيهما أهم وأفيد حليفين يمكن بل يجب أن يسعى الفلسطينيون خاصة والعرب عامة إلى بناء أرسخ وأمتن العلاقات معهما وهنا تتحقق فائدة الجميع عربا وأتراكا وإيرانيين.