قال نبيل شعث أحد كبار مساعدي الرئيس الفلسطينى محمود عباس إن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير رئيس اللجنة الرباعية الدولية وأعضاء هذه اللجنة لا ترجى منهم أية فائدة وأنه؛ أي بلير، أصبح يتحدث فى الآونة الأخيرة كما لو أنه دبلوماسي إسرائيلي يروج السياسات الإسرائيلية وهو اكتشاف متأخر، فتوني بلير أيام كان رئيساً لوزراء بريطانيا لمدة عشر سنوات استمرت من عام 1997م إلى عام 2007م كان طوال الوقت منحازاً لإسرائيل ولكل ما هو غير عربي وكان أحد كبار المتواطئين فى جريمة احتلال العراق فى أبريل 2003م مع الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن. وقال شعث إن السلطة الوطنية الفلسطينية لم تطلب بعد من اللجنة الرباعية الدولية تغيير بلير ولكن من الواضح جداً أنه لم يعد مرغوباً في استمراره. وكانت اللجنة الرباعية الدولية أصدرت بياناً منذ يومين دعت فيه الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة إلى التفاوض المباشر وهو ما يرفضه الفلسطينيون الآن وهو أي التفاوض، المباشر الموقف الرسمي لكل من إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية. إن توني بلير يتصرف فعلاً كما لو أنه دبلوماسي إسرائيلي، كما قال المسؤول الفلسطينى نبيل شعث وما لم يقله شعث إن بلير يتصرف أيضاً كما لو أنه دبلوماسي أمريكي. وقال شعث كان على اللجنة الرباعية الدولية أن تطالب فى نفس الوقت بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية والقدس الشرقية. ولم يكن بلير وحده هو رئيس الوزراء البريطاني المنحاز لإسرائيل فقد أيدوها جميعاً وانحازوا لها، سواء كان رئيس الوزراء منتمياً لحزب المحافظين الحاكم أو لحزب العمال المعارض. وكان آرثر جيمس بلفور صاحب الإعلان الشهير الصادر يوم 2 نوفمبر 1917م عضواً بارزاً فى حزب المحافظين وكان عند صدور الإعلان وزيراً للخارجية وقد رأس الحكومة من قبل واشتهر الإعلان في الصحافة العربية بوعد بلفور وكان خطوة مهمة على طريق إنشاء دولة إسرائيل على أرض فلسطين. وكان يرأس الحكومة البريطانية التي صدر فى عهدها إعلان بلفور زعيم حزب الأحرار لويد جورج وعليه فإن التأييد البريطانى الرسمي لإسرائيل لا ينبغي أن يلفت انتباه أحد وكان على الفلسطينيين عند تكوين اللجنة الرباعية الدولية أن يعترضوا على رئاسة توني بلير لها، فما كان متوقعاً منه أبداً أن ينظر بعين العدل والإنصاف للنزاع الفلسطيني الإسرائيلى وحتى لو كان الاعتراض الفلسطيني على رئاسة بلير لا يغير شيئاً فإنه يسجل موقفاً ينفي أية دهشة وأي استغراب ينجم عن أي تصرف وأي تصريح وأي بيان يصدره رئيس اللجنة الرباعية الدولية التي تضم الولاياتالمتحدةالأمريكية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، فرئيس الرباعية الدولية ليس رئيساً سابقاً للحكومة البريطانية فحسب، وإنما هو توني بلير شخصياً.