مع اقتراب موعد التصويت على طلب الفلسطينيين بإعلان دولتهم المستقلة من داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة، تتصاعد التصريحات الإسرائيلية الرافضة لهذه الخطوة. فقد قال وزير الخارجية الإسرائيلي «أفيجدور ليبرمان» إنه سوف تكون لقرار الأممالمتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية عواقب وخيمة. ودعا نائبه «داني أيالون» إلى ضم المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية والقدس الشرقية إلى دولة إسرائيل. أما عضو الكنيست «أوفير أكيونس» فقد طالب بضم كل الضفة الغربية إلى إسرائيل. وجاء فى افتتاحية (هارتز) الصادرة يوم الجمعة الموافق 16 سبتمبر الجاري أن ردود الفعل غير المسؤولة المتمثلة في التصريحات الإسرائيلية سوف يكون لها تأثير كارثي، مما أدى إلى أن يزور إسرائيل «دينيس روس» و«ديفيد هيل» مبعوثا الرئيس الأمريكي «باراك أوباما»، بالإضافة إلى كاترين أشتون وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، وأن الدبلوماسيين الثلاثة مطالبون بأن يحاولوا الوصول إلى معادلة قد تكون الأخيرة يتفق عليها الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، تجنب اندلاع الغضب في الضفة والقطاع. وتقول الجريدة إنه خلال الرحلات المكوكية التي قام بها «روس» و«هيل» و«اشتون» بين رام الله والقدس، تبين للمبعوثين أن الفلسطينيين والإسرائيليين متمسكون بمواقفهم المعلنة. فمحمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية مُصرٌ على أن ترتكز المفاوضات على خطاب الرئيس الأمريكي «أوباما» في 19 مايو حيث أشار إلى إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967م، وما زال الرئيس عباس مصمماً على وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية. أما رئيس الوزراء «نتنياهو» فقد اشترط أن يعترف الفلسطينيون أولاً بيهودية دولة إسرائيل، كما أنه رفض مطلب الرئيس «عباس» بتجميد بناء المستوطنات. وطلبت الجريدة - في افتتاحيتها - من الحكومة الإسرائيلية أن تتعاون مع اللجنة الرباعية الدولية التي يرأسها «توني بلير» رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، وتضم الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا، واختتمت منبهة إلى أن وأد اتفاق أوسلو والتخلي عن حل الدولتين واستمرار خضوع ملايين الفلسطينببن للحكم الإسرائيلي يُشكِّل خطراً على وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. وهو كلام معقول وعقلاني بعيد النظر طرحته الجريدة ويعتقد به بعض الإسرائيليين في مواجهة غلاتهم ممن لا يعترفون بأي حق للشعب الفلسطيني في أرضه، من أمثال وزير الخارجية «أفيجدور ليبرمان» ونائبه «داني أيالون».