} نفرد مساحة الكرات العكسية اليوم لهذه الرسالة: } الاخ الأستاذ / محمد كامل، لك خالص التحايا والود ولقراء (الاهرام اليوم) الغراء،،،، واسمح لنا عبرعمودكم المقروء كرات عكسية ان نتناول بالرأي والتحليل تداعيات وآثار (فاجعة) الكرة السودانية في سقوط ممثل السودان الهلال بملعبه ووسط جماهيره امام الترجي التونسي بهدف اطاح بالآمال في الوصول الى (محطة) نهائي البطولة ومداعبة الحلم بنيل البطولة التي استعصت علينا لسنوات وسنوات.. ولابد من وقفة مع ابرز الحقائق والدروس والعبر: } عندما عاد الهلال بتعادل سلبي امام الرجاء المغربي وصعد الى دور الاربعة نتيجة لفوز انيمبا النيجيري على القطن الكاميروني، خرجت اجهزة اعلامنا وهي تصور للجماهير اننا قد حققنا اعجازا وانجازا فريدا، ليحتشد الآلاف بمطار الخرطوم لاستقبال البعثة الظافرة استقبال الفاتحين وذلك على الرغم من ان هذا الصعود جاء باقدام نجوم (انيمبا) وليس لشطارة لاعبي الهلال.. ولكن المفارقة ان هذا الاستقبال الخرافي جاء بنتيجة عكسية للاعبين الذين ظنوا انهم قد جاءوا بالكأس الافريقية نفسها.. } ثم خرجت كل اجهزة اعلامنا تهلل لخسارة الترجي لجماهيره في مباراة العودة اثر قرار الاتحاد الافريقي بحرمانه من اداء مبارة العودة وسط جماهيره نتيجة لاحداث شغب سابقة شهدتها الملاعب التونسية، ونسينا في غمرة ذلك ان المباراة الحاسمة هي مباراة امدرمان وليست مباراة تونس، فكانت النتيجة ان خطط الترجي لحرمان الهلال من مؤازرة الجماهير من خلال خطف اول اهداف المباراة في الدقائق الاولى من بدايتها، وبعدها اصبحت اصوات (50) مشجعا من جماهير الترجي المرافقين للفريق أكثر علوا وتأثيرا من اصوات اكثر من (20) الف متفرج باستاد الهلال بعد ان احبطوا بالهدف القاتل الذي حول الهلال الى فريق بلا جمهور في قلب ملعبه. } كشفت هذه المباراة عن الفوارق الفنية والذهنية والمهارية للاعب كرة القدم بشمال افريقيا حيث ان البيئة النفسية والتربوية والثقافية والتعامل مع كرة القدم وفق المنهجية الاحترافية، بينما كرتنا السودانية من ضعف مستوى الاستيعاب الذهني والفني للاعب السوداني لاسباب تتعلق بالثقافة السائدة حول مفهوم كرة القدم. } كذلك أكد خروج الهلال بالهزيمة على ارضه ووسط جمهوره ان هذا السيناريو الهلالي الذي تكرر كثيرا بالسقوط الداوي عند الامتار الاخيرة وفي مرحلة ما قبل الصعود الى منصات التتويج، انما هو نتيجة لغياب (ثقافة) الفوز و(روح) البطولات عند لاعبي الهلال بصفة خاصة مما يتطلب الامر دراسة نفسية لهذه الاسباب ووضع الحلول الناجعة حتى لا نكرر انتاج الازمة في ذات المرحلة للمرة الرابعة او الخامسة، وهنا نتساءل.. لماذا اعادة انتاج الازمة وتكرار الاخطاء بالكربون، لقد خسر الهلال امام مازيمبي وخسر امام الاسماعيلي بهدف حمص وخسر من الصفاقسي بركلات الترجيح وهذه المرة امام الترجي، ورغم كل تلك التجارب لدغ من ذات (الجحر) الثقة الزائدة والتفكير في مباراة الكأس والشحن الاعلامي والمبالغة في الاحتفالات قبل الوصول لمحطة النهاية.. نعم الامر بحاجة لتهيئة معنوية ونفسية حتى لا تصبح هناك (عقدة) هلالية عند الاقتراب من منصات التتويج على هذا النحو المتكرر والمزعج والمحبط لآمال الجماهير. الرشيد أمبدي ابوبكر ام درمان