{ أنا ما ادَّعيت الشعر كي تغتال أمنية الكتابة فرحتي أسفاً وتقتلني الدموع.. أنا ما ادَّخرتك - حينما رأت العيون الفقر يوقظ بعضه ويجيء بالسبع العجاف - لكي أجوع.. أنا ما اتكأت على كتوف الليل خوف الموت.. ما أوقدت من نار الفراق المرِّ محرقة الشموع.. أنا حينما طلَّقت في وعيي المواجع، والذين تحرَّكوا نحوي، وصمتي، وارتعاش الكف حين أصافح اللقيا لغيرك مطلقاً.. أقسمتُ بالعشق الذي ينساب عبر مقاطعي سرَّاً على عدم الرجوع.. { أجل.. حينما صفَّقت لدواخلي قبل دخولك واجتمعت بعد أن اتسعت دائرة الترحاب بها، أخبرتها علناً على أي اتجاه حينما تلج الحنايا تفضل الصلاة، على أي جنب حينما تقرر النوم يجب أن تنام، أعلمتها في أي المواقيت يداهمك الظمأ ليفتح نيل المشاعر عليك باباً سريّاً يتركه موارى لاحتمال العودة، وأخبرت القصائد كلما سقمت ذاكرة الحس عندك أن تطلّ عليك من كل اتجاه. هكذا رتبت نفسي قبل أن أهم لفكرة استقبالك بين الحنايا طفلاً حلمتُ به وحملت به أخرى.. يكبر في أحشائها ويكبر في أفكاري، ترضعه حليباً يزيد نموه في داخلي، يخرج من رحمها لتبدأ رحلة بحثه عني، ثم يكبر أمام عينيها ويكبر في كل ثانية في عقلي وتفكيري، لذلك حينما التقيتك، أعلنت عن مجيئي الذي ترقبته وأحبتي قبل سنين عددا، فكان لزاماً عليّ أن أفي القصائد والمسامع والذين يحبذون كتابتي عن اكتمال نضج لهذا الجنين في مخيّلتي وعن اكتمال فرحتي بحضوره المميز. { لماذا يساورك الشعور بعدم الرضا؟ الآن السنين مرت سراعاً ولم نلتق؟ ومن قال إني لا ألتقيك؟! أوَتذكر حينما تواعدنا سراً قبل ميلادنا بألف سنة وعام ؟! أوَتذكر حينها كيف كنت؟! روحاً تطير بين آفاق الفضاء والسماء تبدو دخاناً.. تلاقينا وكأنّك قطعت معي وعداً منتهاه أن نلتقي فتكون البداية، وكأنّك كنت حينها كعادتك الآن تتّهمني «بالشفقة» وتقول لي على حائط منزوي «كدي أصبري النتولد يا بت»..! فأعود للواقع وأدرك أننا لم نولد بعد!!! يا للغرابة!! أوَلم نولد بعد؟! رباه عجِّل عجِّل عجِّل.. فكان وجئنا.. ولكني هل أذيعك سراً على مسمع ومرأى؟! أنا أحسدك جداً على أنك فتحت نافذة الوجود قبلي واسترقت النظر إلى الحياة، وأنا جئت أمشي على مهلي، لأن الخطو لا يستطيع التحاف السرعة، ولكن القلب يتحرق شوقاً لأن أسرع الخطى نحوك، والروح تتوق لوعد كان منذ الأزل.. جئتك بعد أن أدركت قبلي معنى الكون ومفردات البقاء، ولكن الله ابدلني بسنين سبقك لي حباً وتضحية أكثر مما تحمل في قلبك، فشكراً لله. { خلف نافذة مغلقة أها جاي تنكِّت في الجرح.. بعد الحنان والأمنيات الدافية والقلب الفرح.. مالك تساسق بين عيون الناس وتتشاقى وترح.. وأنا كلما زدت المسافة البينا برضو.. عليك بزح.. أها يا أنا!!!