} الطائرة الفوكرز التي هبطت بسلام في مطار الخرطوم بعد أن أنفقت ثماني ساعات في الجو دون أن تصل إلى هدفها ووجهة الركاب الذين على متنها وهم (39) راكبا وهي مدينة ملكال بدولة جنوب السودان لم يتحدد بعد نوع هذه الرحلة أهي رحلة خارجية أم داخلية وهذا لم يكن المهم وإنما الأهم هو إغفال الجهود الكبيرة التي بذلت على أرض مطار الخرطوم شرق المدرج الرئيسي بالمطار وتسليط الضوء كل الضوء على كابتن الطائرة ياسر محمد الدسوقي وهذا شيء يستحقه نظير المجهود الذي بذله والتوفيق الذي لازمه حتى هبطت الطائرة بسلام وما بين إقلاعه قبل السابعة صباحا وحتى هبوطه عند الواحدة وثماني وعشرين دقيقة كانت تصرفات كابتن الطائرة موفقة وقد حافظ على ثباته وثبات وهدوء الركاب داخل الطائرة ونجح في التخلص من الوقود وهو يطير لأكثر من ساعتين ونصف ولكن وفي المقابل كان لا بد من إضاءات مهمة جدا كانت ستضيف إلى مجمل التغطية الإعلامية التي أعقبت الحدث ولم تسبقه توثق للجهود الكبيرة التي بذلتها الأجهزة على الأرض. } بذلت شرطة الدفاع المدني وسلطات مطار الخرطوم والأجهزة الأخرى جهودا خرافية كلها كانت تتكامل من أجل سلامة ركاب الطائرة وهذا ما حدث والحمد لله وقد تم إغلاق المجال الجوي لمطار الخرطوم لساعتين وجرت ترتيبات كثيفة على الأرض أجملت في خطة طوارئ شملت تجهيزات كبيرة جدا لسيارات الدفاع المدني التي ساهمت مساهمة كبيرة في تبريد جسم الطائرة مع أول احتكاك حتى توقفها بسلام وكذلك أعد لها مدرج شرق المدرج الرئيسي للمطار وتم إغراقه بمادة (الفوم) وهي رغوة كيميائية مانعة لحدوث الشرر عند الاحتكاك وهذه المادة لم تكن متوفرة من قبل وهذا يحسب لشرطة الدفاع المدني وسلطات الطيران المدني بمطار الخرطوم كما تمت تجهيزات جيدة في جانب سيارات الإسعاف وقد شاركت منظمات طوعية في هذه المهمة الإنسانية والوطنية. } من الأشياء التي حزنت لها جدا غياب الترتيبات الإعلامية لمثل هذا الحدث التي كانت ستقدم خدمة جليلة للسودان ولمؤسساته وأجهزته التي شاركت في هذه المهمة ولكن للأسف تغيب مثل هذه الترتيبات عن الكثيرين من قادة هذه الأجهزة والمؤسسات التي أنجزت المهمة كما أن وسائل الإعلام السودانية الرسمية لا تعرف المبادرات التي يمكن أن توثق لحدث نادر ولأجهزة سودانية ولرجالها وهم ينجزون مهمتهم المقدسة ولعلك عزيزي القارئ تتساءل مثلي كيف يكون الحال لو أن عددا من الكاميرات أحاطت برجال الدفاع المدني وهم يشرعون في ترتيباتهم وفي حالة من القلق والتوتر ووثقت لتلك اللحظة التي يتم فيها اختبار كافة الأعمال التي أنجزوها من أجل أن تهبط الطائرة بسلام وكانت تسجل كافة التفاصيل من وجوههم في تلك اللحظة وتنتقل بهم للحظة الفرح والسعادة الغامرة والطائرة تهبط بسلام والركاب الذين في داخلها تكتب لهم حياة جديدة وتوثق لهم الكاميرات وهم يهبطون من (الموت) إلى (الحياة) وتوثق لحظات ميلادهم وكلماتهم الأولى. } التفاصيل كثيرة ولكنها في بلادنا تضيع وتضيع معها فرص لا تعوّض ومثل هذه الحادثة وبالإضافة إلى كل تلك القيم التي يمكن أن تعود علينا من توثيق الحادثة كمؤسسات ومهنيين وسودانيين فإن هذه الحادثة إذا تم توثيقها بالكفاءة العالمية وفي بلادنا شركات يمكن أن تنجز ذلك بالإضافة إلى كافة القنوات الفضائية يمكن أن تعود المادة المصورة بمئات الآلاف من الدولارات وهي بالإضافة إلى بعدها الإخباري والفيلمي لها بعد أكاديمي تتسابق عليه كليات الطيران ومعاهد الدفاع المدني ولكن في مثل تلك اللحظات لا يفكر السودانيون إلا في الأشياء التي تنتهي عند نهاية الحدث أما ما بعده فإننا نستدركه وقد فات كل شيء وضاعت الفرص. } كثيرا ما نمسك بناصية بعض الأحداث التي تشغل العالم أجمع ولكننا لا نستثمرها في خدمة قضايانا وأجمل ما في المعالجة الإعلامية لهذا الحدث تحديدا هو الربط بين العطب والحظر الأمريكي لإسبيرات الطائرات الذي تفضل به ممثل سودانير وكان من الممكن أكثر مما كان والله المستعان.