من سنن الحياة الاختلاف بين الأفراد في الأسرة.. وتختلف أسبابه ودرجاته، إلاَّ أن أفراد الأسرة السليمة المتفهِّمة يعمدون دائماً إلى احتواء الأزمات العابرة وتسويتها.. غير أن أخطر الخلافات تلك التي تحدث بين الآباء والأمهات على مرأى ومسمع من الأبناء.. ناسين أو متناسين الآثار السلبيَّة لهذا الأمر على (نفسيَّة) الأبناء.. هذا الأمر تناوله المنتدى الشهري لمنظمة أبرار عن الصحة النفسية للوالدين وأثرها على الأبناء، الذي حضرته (الأهرام اليوم) وأوردت مقتطفات منه: { الحب والاحترام قالت أستاذة علم الاجتماع «نجلاء عبدالمحمود» إنه لا بد من توفير الحب والاحترام بين الوالدين من أجل أن ينمو الطفل سليماً ويستطيع أن يطور مواهبه.. لذا يجب إشباع الحاجات النفسية لدى الابن والابتعاد عن المشاكل التي تؤثر عليه.. وللمجتمع دور في هذه المشاكل. وأضافت: الدراسات أثبتت أن 40% من الأطفال يصابون بالأمراض نسبة لوجودهم بين أبوين متناحرين، كما أنهم يشعرون بالخوف وعدم الأمان والكآبة بجانب الأمراض النفسية والاضطرابات السلوكية.. كما أن الطفل قد يظن أنه السبب في هذه الخلافات مما يجعله يحس بأنه دخيل على هذه الأسرة فيطرح على نفسه الكثير من التساؤلات وقد يقوده الأمر إلى تسرب دراسي وجنوح. { وقاية من الانحراف وأضافت الأستاذة «نجلاء»: أغلب انحرافات الأبناء مردها الضغوط النفسية وقسوة الآباء التي تنمي الميول العدوانية التي تقود للانحراف في المستقبل، ومن ضمن آثار الخلافات الزوجية على الأبناء اهتزاز صورة الوالدين وتدمير العلاقة بينهما والأبناء، لذا لابد من أن يتوفر أسلوب الحوار في الأسرة وأن يتواجد الأب باستمرار.. فغيابه له مردوده السلبي على الطفل، ولا بد للوالدين أن يتجنبا تبادل الإهانات والشتائم أمام الأولاد، وأن لا تطول فترة الخلافات بينهما، وأن يحاولا بقدر المستطاع ممارسة الحياة كالمعتاد حتى لا يتأثر الأبناء، كما أن على الوالدين فهم أبنائهما والتعرف على سمات شخصياتهم، وأن يحافظ الأبوان على وعودهما.. فعدم الإيفاء يفقد الأبناء ثقتهم تجاههما.. كما يجب على الأب والأم أن يعملا بقدر المستطاع على توضيح وتفسير التصرفات، وبهذا نبني أطفالاً صالحين.. ولا يكتمل دور الوالدين إلا بمساعدة الأبناء لمصادقة الأخيار وأن نمنحهم حرية الاختيار ونجعلهم سباقين ونستثمر خيالهم ولا نقسو عليهم ونحافظ على استقلاليتهم ونعلمهم قيمة الوقت ونجعلهم إيجابيين ونمدهم بالثقة.. ونجعلهم أصحاب همم عالية وقادرين على اتخاذ قراراتهم.. ولا نختار لهم مستقبلهم بل نساعدهم.. وبذا نحصل على جيل صالح من أسرة صالحة.