أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    ماذا بعد انتخاب رئيس تشاد؟    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    500 عربة قتالية بجنودها علي مشارف الفاشر لدحر عصابات التمرد.. أكثر من 100 من المكونات القبلية والعشائرية تواثقت    مبعوث أمريكا إلى السودان: سنستخدم العقوبات بنظام " أسلوب في صندوق كبير"    قيادي بالمؤتمر الشعبي يعلّق على"اتّفاق جوبا" ويحذّر    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    تستفيد منها 50 دولة.. أبرز 5 معلومات عن الفيزا الخليجية الموحدة وموعد تطبيقها    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    إسبانيا ترفض رسو سفينة تحمل أسلحة إلى إسرائيل    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



(الأهرام اليوم) في حوار الاعترافات الخطيرة مع نائب رئيس التجمع الوطني الفريق عبد الرحمن سعيد (1-2)
نشر في الأهرام اليوم يوم 18 - 10 - 2011

الفريق عبد الرحمن سعيد، أحد أبرز الشخصيات التي قادت العمل المعارض ضد الإنقاذ عبر التجمع الوطني الديمقراطي، وكان يمثل الرجل الثاني في قيادته كنائب لرئيسه مولانا محمد عثمان الميرغني منذ تكوينه وحتى توقيع اتفاق القاهرة وهذا يجعله شاهد ثقة على كل أسرار التجمع الذي تكون من الأحزاب والفصائل التي عرفت اصطلاحاً بالقيادة الشرعية والشخصيات الوطنية.. جلست إليه (الأهرام اليوم) في هذا الحوار لاستنطاقه والكشف عن خبايا تلك الفترة وكيفية إدارة التجمع، بجانب حديثه عن أموال التجمع وأسباب فشل تنفيذ اتفاق القاهرة، فضلاً عن حديثه عن قيادات المعارضة الحالية التي وصفها بأنها فاقدة للخطط والبرامج، وعجزها عن القيام بعمل معارض على أكمل وجه بسبب تشرذمها، هذه القضايا وغيرها من الموضوعات نطالع رؤى سعيد حولها ضمن هذا الحوار.
{ أين الفريق عبد الرحمن سعيد الآن في الساحة السياسية؟
- أنا الآن موجود في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بقيادة مولانا محمد عثمان الميرغني الذي انضممت إليه قبل أسبوعين.
{ ما القناعات التي جعلتك تنضم للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل؟
- أولاً أنا من أسرة اتحادية وتربطني علاقات وصداقات قوية جداً مع الاتحاديين وخاصة السيد محمد عثمان الميرغني منذ فترة طويلة، ثانياً أنا أفتكر أن الساحة السياسية السودانية تمر هذه الأيام بمتغيرات كثيرة تتطلب أن يتوحد الناس لإنقاذ السودان من المهددات التي تحدق به وأنا رجل سياسي بطبعي لكني لم أنتم إلى حزب والآن رأيت أن الوقت قد حان أن أنضم لحزب للعمل من خلاله لدرء المهددات التي تحدق بالسودان.
{ هناك حديث عن هيئة كونها السيد محمد عثمان برئاسته وأنت نائب له ما هذه الهيئة وما الغرض منها؟
- أنا الآن عضو عادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ولا أتقلد أي منصب ولم أسمع بهذه الهيئة الجديدة التي كونها مولانا محمد عثمان الميرغني ولم أحط علماً بها ولم يصلني مكتوب رسمي بتكليفي نائباً لرئيسها.
{ قلت لم تكن تنتمي إلى حزب كيف أصبحت نائباً لرئيس التجمع المكون من مجموعة أحزاب؟
- التجمع الوطني كان مكوناً من كيانات حزبية وفصائل وأنا توليت منصب نائب رئيس التجمع كواحد من قادة فصيل القيادة الشرعية للقوات المسلحة بحكم منصبي كرئيس لهيئة أركان العمليات العسكرية قبل انقلاب الإنقاذ.
{ أين التجمع الوطني هل لا يزال موجوداً؟
- لا أستطيع القول إن التجمع الوطني موجوداً على الطبيعة لأنه منذ أن جئنا بعد اتفاق القاهرة بدأ التجمع في التآكل لأن هناك بعض الأحزاب ترى أنها لم تمنح (الكوتة) التي تناسب حجمها في السلطة وتريد المزيد من المناصب في السلطة وهذا ما أضعف التجمع وغيبه عن الساحة.
{ ألهذه الأسباب لم ينفذ اتفاق القاهرة؟
- في الأيام الأولى بعد عودتنا كنا نجتمع كهيئة قيادة للتجمع ونجلس مع ناس الحكومة حول بعض القضايا التي لم يتم حسمها في اتفاقية القاهرة وينتظر حسمها في الداخل مثل إعادة المفصولين والقوانين المقيدة للحريات كان يفترض حسمها مع المؤتمر الوطني لكن لم نعقد سوى اجتماعين وبعدها أخذ المؤتمر الوطني يراوغ كعادته، بجانب أن عملية توزيع المناصب من حصة التجمع في الحكومة كانت القشة التي قصمت ظهر التجمع لأنها خلقت مشكلة، كما ذكرت لك أن كل حزب كان يرى أنه ظلم في توزيع المناصب، لذلك الناس كانت غاضبة وكل واحد اتجه إلى جهة وأصبح في خصام مع التجمع وقياداته ولا يوجد شيء يجمع الفصائل حتى يجلسوا ليخططوا لإنفاذ اتفاق القاهرة بعد أن تقوقع كل حزب في مكانه وأخذ يتحرك بدون التجمع، وهذه الثغرة استغلها المؤتمر الوطني وأصبح «ما في جلسات ما في أي شيء». وهناك المقولة الشهيرة لمولانا محمد عثمان الميرغني في هذا «والله لو أعطوني كل مناصب الدولة ما استطعت أن أقنع الناس بأن هذا التوزيع عادل».
{ هل حقيقة اتفاق القاهرة تم بضغط مصري؟
- المصريون كانوا مشرفين على الاتفاق وكانوا يريدوننا أن نوقع عليه وكان لدي إحساس بأن المصريين قد يئسوا من التجمع وقل حماسهم تجاهه وكذلك الأريتريون في الأيام الأخيرة لم يكونوا متحمسين للتجمع ويريدون أن يكتفوا بالاحتفاظ بجبهة الشرق التي انسلخت من التجمع عند التوقيع وعرفنا في ما بعد أن جبهة الشرق قد حلت محل التجمع في أسمرا لذلك التجمع أصبح في آخر أيامه كاليتيم الذي لا مأوى له، ما جعله في موقف صعب وكان لزاماً أن نصل لاتفاق.
{ برأيك لماذا يئس المصريون والأريتريون وحاولوا التخلص من التجمع؟
- يا أخي السياسة دهاليزها واسعة وطبعاً هذه دول ممكن تتفق على أشياء؛ تنازلات من هنا وتنازلات من هناك، ونحن نكون غير ملمين بها وموقفنا ضعيف ليست لدينا وسائل ضغط لنقوي موقفنا والحكومات لديها من الوسائل ما تستخدمه، لذلك نحن كنا بينهم «مسكين ضقل ساكت» تكون فهمت قصدي لذلك ضعف التجمع.
{ كيف ترى الاتفاق الذي حصلت عليه جبهة الشرق؟
- ناس جبهة الشرق يتحملون مسؤولية تصرفهم بانسلاخهم في آخر لحظة من التجمع بطريقة درامية بعد لقائهم بمحمد طاهر إيلا الذي كان ضمن الوفد الحكومي وأقنعهم بألا علاقة لهم بالتجمع ومطالبه الممثلة في الحرية والديمقراطية ومطالب ناس الشرق التعليم والصحة والغذاء ومحاربة الفقر وحاولنا إقناعهم بأن الديمقراطية والحرية تأتي بالتعليم والصحة وتلبي كل مطالبهم وحذرناهم من توقيع اتفاق لوحدهم لأنهم سيجدون أنفسهم في نقطة الصفر لكنهم ذهبوا مع إيلا الذي وعدهم وها هم الآن يعودون لنقطة البداية نتيجة رفضهم وانسلاخهم من التجمع واختفوا كأنهم «فص ملح وداب». المصريون بحثوا عنهم في كل مكان لم يجدوهم بعد «شوية» ظهروا في أسمرا لكن في الحقيقة جبهة الشرق كانت يتجاذب عليها الأريتريون والمصريون.
{ من حديثك تؤكد أن التجمع انتهى لماذا لم تعلنوا وفاته؟
- لم نعلن وفاته لأن هناك أشخاصاً لا يزالون يتحدثون باسم التجمع بل انضموا لكيان قوى المعارضة الجديد تحت راية التجمع ونحن غير راضين عن ذلك.
{ التجمع كانت له أموال وأصول كيف تمت تصفيتها وما مصيرها؟
- أبداً التجمع لم تكن له أموال أو أرصدة أو أصول كل ما هناك مكاتب مستأجرة وعدد من العربات لا تتعدى الثماني عربات ثلاث منها في القاهرة ومثلها في أسمرا وعربة تابعة للحركة في أمريكا وأيضاً عربة في نيروبي وأيضاً تابعة للحركة باعتبارها -أي الحركة- تدير هذين المكتبين وكل الأموال التي كانت تصل للتجمع عبارة عن أموال تسيير من الدعم الأمريكي الذي خصص للتجمع بعد إلحاح ومشاكسات وملاحقات طويلة وافق الأمريكان على دعم التجمع بمبلغ عشرة ملايين دولار تقدم على دفعات وكان الأمريكان يشرفون على صرفها ولا تسلم إلى أي جهة في التجمع.
{ ما الكيفية التي تم بها صرف تلك المبالغ؟
- بعد الاتفاق بين التجمع والأمريكان على الدعم بمقدار عشرة ملايين دولار تم تكليف شركة أمريكية بالإشراف على صرف هذه المبالغ عبر مندوبها أو مكتبها الذي فتحته في نيروبي وأي طلبات للتجمع تقدم لهذه الشركة أو مندوبها في نيروبي وكانت هناك توجيهات صارمة بعدم استخدام هذه الأموال المخصصة للتجمع أو صرفها في أي عمل عسكري أو شبه عسكري، ممنوع شراء الأسلحة أو أي معدات عسكرية حتى الحذاء (البوت)، كذلك رفضوا تمويلنا لشراء أجهزة اتصال لأنها معدات شبه عسكرية يمكن استخدامها في العمليات العسكرية وكانت هذه الأموال تصرف لشراء الأدوات المكتبية ومرتبات العمال المحليين في مكاتب التجمع وتذاكر السفر، كنا إذا أردنا أموالاً لصرفها في الأمور المسموح بها نكتب لمندوب هذه الشركة في نيروبي، مثلاً إذا أردنا إشراك شخصيات من داخل السودان في أحد مؤتمرات التجمع نكتب أو نخاطب مندوب هذه الشركة في نيروبي الذي يقوم بتوجيه شركات طيران في الخرطوم بترحيلهم، وكذلك كان مسموحاً لنا بسداد فواتير الهواتف الأرضية وأجهزة الحاسوب ومعدات الطباعة ويتم السداد عبر هذه الشركة.
{ هل حقيقة كان القذافي يمول التجمع؟
- لا أبداً أنفي نفياً قاطعاً أن يكون القذافي قدم أي دعم للتجمع «مشينا زرناه» أكثر من مرة لكنه لم يقدم لنا فلساً واحداً دعماً وأبصم على ذلك بالعشرة لكنه كان يدعم الحركة الشعبية وهي جزء من التجمع ولديها جيش معه في الميدان.
{ هل رفض تمويل التجمع صراحة؟
- القذافي لم يرفض تمويل التجمع صراحة لكنه لم يدعمه وهو كان على استعداد لتمويل الأحزاب لكنه كان لا يعطي باسم التجمع.
{ هل هناك أحزاب قدم القذافي دعماً لها؟
- ضحك - ثم قال الله أعلم لكن يتهيأ لي أنه دعم بعض الأحزاب
{ ما هي تلك الأحزاب؟
- أنا لا أريد الكشف ولكن كانت له علاقة مع بعض الأحزاب.
{ طيب من أين كان يتم تمويل العمليات العسكرية؟
- العمل العسكري أو قوات التجمع كان يدعم بواسطة الأحزاب المكونة له لأن كل حزب كانت له قوات أو جيش ينتمي إليه مسؤول عن تمويله وتوفير احتياجاته من لبس وغذاء، مثلاً جيش الأمة تابع لحزب الأمة، وقوات التحالف عبدالعزيز خالد وجيش الفتح الحزب الاتحادي، والحركة كذلك كان لها جيش.
{ من أين كانت هذه الأحزاب تمول هذه الجيوش؟
- لا أدري لكن هذه الأحزاب قديمة ولديها أموال وميزانيات ثم هم استطاعوا إقناع هؤلاء الناس بالحضور للمعسكرات من داخل السودان هل يعجزون عن الصرف عليهم؟
{ ما دام كل حزب مسؤولاً عن قواته ما دورك أنت كقائد عسكري للتجمع؟
-أنا كنت نائباً لرئيس التجمع سياسياً ولم أكن أتدخل في العمل العسكري لأن كل جيش كان له قائده هو الذي أتى به إلى الميدان يتولى تدريبه وتوجيهه وتحديد العمليات التي يقوم بها ويبعد التجمع عنه تماماً.
{ أليس في هذا فوضى في إدارة هذه القوات؟
- جانب العمل العسكري كان أضعف النقاط في نشاط التجمع لأن كل حزب يريد التحكم في مقاتليه بالأمر والتوجيه دون تدخل من القيادة المشتركة للتجمع، يعني كل واحد كان يفتكر أن هذا جيشه الخاص به ولا شأن لغيره به.
{ من الذي كان يحدد العمليات العسكرية رئاسة التجمع أم الأحزاب؟
- في أول الأيام كان العمل العسكري يسير عبر القيادة المشتركة للتجمع مثلاً عندما تكون هناك عملية يطلب من كل حزب أن يأتي بعدد من المقاتلين للمشاركة فيها ويخطط لها من القيادة المشتركة المكونة من الفعاليات السياسية جرت على هذا النهج عمليتان أو ثلاث في الأشهر الأولى لكن بعد ذلك أصبح كل حزب يقوم بعملياته لوحده دون تدخل الآخرين. وأصبحت مهمة القيادة المشتركة إصدار بيان بكل عملية باسم التجمع منسوبة للقوة التي نفذتها.
{ التجمع متهم بتزويد الأمريكان بالمعلومات لضرب مصنع الشفاء؟
- إطلاقاً التجمع ليست له أي علاقة بضرب مصنع الشفاء من قريب أو بعيد ونحن في قيادة التجمع أجرينا تحقيقاً في هذه الواقعة مع كل فصائل التجمع وجميعها أكدت أنها لم تقدم أي معلومات لضرب الشفاء والحكومة تتحدث في اتهامها عن مبارك الفاضل الذي قطع علاقته بالتجمع منذ فترة وعندما أعطى هذه المعلومات لم تكن باسم التجمع.
{ طيب ما قولك في تفجير أنبوب البترول المتهم فيه أنت ألا يدل ذلك على عدم تحديد للأهداف التي تخص النظام والأهداف الوطنية ألا يمثل هذا خللاً؟
- نعم أنا كنت مسؤولاً في التجمع عن العمل العسكري وأصدر البيانات بعملياته العسكرية ولدينا صيغة متفق عليها تقول قامت القوة الفلانية من التجمع الوطني التي تتبع للحزب الفلاني بعملية كذا ونوضح الخسائر، وكما ذكرت لك كل حزب كان يتولى تحديد عمليات قواته، وأذكر في يوم أنا كنت في البيت بالقاهرة بالليل اتصل بي المرحوم عمر نور الدائم وطلب مني الحضور على وجه السرعة في منزل الصادق المهدي وعندما استفسرته عن سبب الاستعجال قال إنه موجود معه الصادق المهدي نفسه والمرحوم صلاح عبد الرحمن الخليفة ومبارك الفاضل يريدون إصدار بيان بعملية جريئة قامت بها قواتهم داخل السودان وقلت له إن الوقت متأخر وطلبت منه التأجيل إلى صباح الغد لكنه أصر على حضوري لأن إعلان العملية لا يتحمل التأخير، المهم أقنعته بتأجيل البيان إلى الصباح وبعدها اتصلت بمولانا محمد عثمان الميرغني رئيس التجمع وأوضحت له له أن ناس حزب الأمة قاموا بعملية عسكرية و(نكروها) وأصروا على كتابتها باسم التجمع ونحن لا نصدر البيانات باسم التجمع بل ننسب العملية للقوة التي قامت بها ووجهت مولانا بالتشاور مع بقية القيادة وفي الصباح كان الصادق يستعجلني بالحضور عبر الهاتف لإصدار البيان وبعدها اتصلت بالتجاني الطيب وفاروق أبو عيسى وحاتم السر وأطلعتهم بما حدث وأشاروا علي بكتابتها باسم قوات جيش الأمة وعندما أطلعت الصادق المهدي بأن الجماعة قرروا كتابة البيان باسم جيشكم كما هو متعارف عليه رفض ذلك وقال نحن قمنا بهذه العميلة لإظهار قوة التجمع ورفع أسهمه فرفضت، المهم بعد جدل مع الصادق توصلنا إلى صيغة بأن قامت قوة تابعة للتجمع ولم نقل حزب الأمة بكذا وكذا، طبعاً العملية هذي قلبت علي الدنيا كيف تعمل مثل هذا والحكومة صبت علي نيرانها بأن تفجير البترول خيانة وغيرها من الأوصاف بعد هذا قررنا كل حزب يعمل عملية يتبناها ويتحمل نتائجها.
{ يعني السيد الصادق لم يخطرك كقائد عسكري؟
- أبداً بعد ما عملها اتصل بي ليخطرني بها وبيني وبينك هذه العملية قام بها أحد أفراد القبائل مستأجرين من حزب الأمة وبعدها وضعوا الكابات الخاصة بجيش الأمة التي تحمل علامته في موضع التفجير هذا نوع من (الهبل) ولا أدري بعد كل هذا لم ينسبوها لهم.
{ لماذا تنصل الصادق من هذه العملية؟
- خوفاً من ردة الفعل التي واجهتها أنا الذي لم أنكر لذلك الحكومة «شبت في».
{ إلى أي مدى كنتم ملتزمين بالخط الفاصل بين معارضة النظام واستهداف الوطن؟
- نحن كنا ملتزمين تماماً بهذا الخط ونعتبره أحمر وغير مسموح بتخطيه، بدليل أننا لم نقم بأعمال عدائية صارخة مثل اغتيال الشخصيات أو الاعتداء على المواطنين ونهب البنوك وكانت عمليات تعدين الذهب تجري في ارياب ولم نفكر في مهاجمتها لكن أذكر في مرة قامت قوات التحالف التي يقودها عبدالعزيز خالد بمهاجمة بعض المواطنين على طريق بورتسودان ونهبهم وهذا العمل قوبل برفض واستنكار من الجميع.. وكل ما كنا نقوم به غير ذلك عمل مشروع نهاجم ناس الحكومة ويهاجموننا لكن لم نسمح بعمل فاجر في الخصومة يصب في عداء الدولة.
{ لماذا خلا اتفاق القاهرة من معالجة أمر المقاتلين وتركتموهم يواجهون مصيرهم؟
- أعترف بأن الترتيبات الأمنية كانت أضعف حلقات اتفاق القاهرة لأن التجمع الوطني لم يتدخل فيها وتركها للأحزاب التي قالت «ما في زول» يتدخل في الترتيبات الأمنية وكل حزب قال سيتولى أمرمعالجة قواته، لذلك خلت الاتفاقية من أي بند خاص بهذه القوات وهذا خلل كبير، أنا أفتكر كان يجب أن يسند أمر القوات لمختصين وليس لسياسيين وهذا ما جعل المقاتلين في حالة مطالبة واحتجاج مستمرين.
{ أنتم كقيادة عسكرية هل أعلنتم لهذه القوات بأنه تم تسريحها؟
- نحن لم نكن نملك إعلان أي شيء لأن كل حزب كما ذكرت لك كان ممسكاً بقواته يوجهها ويصدر لها التعليمات ويحركها وليس التجمع الوطني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.