ودرس جديد طرح امامنا برحيل القذافي الرئيس الليبي بعد 42 عاما من الديكتاتورية والبطش والعذاب والتمرد على كل القوانين بما فيها قوانين السماء وكأنه فرعون آخر.. استباح كل شيء سرق ونهب وعذب وغصب واحرق وتمرد على كل الاعراف ولم يتبق له إلا ان يقول انا ربكم الاعلى. انه العقيد معمر القذافي الذي اثار جدلا واسعا في العالم كله وفي كل يوم نستيقظ على تصرفات غير مسؤولة من ذاك الرجل المجنون دون ان يجد من يقف امامه ويقول له كفى.. ولعل السودان اكثر المتضررين منه بمساندة المتمردين ودعم الحركات وعقد الاجتماعات السرية والمعلنة للاطاحة بالنظام في ظل صمت وخوف من قبل حكومتنا على هذا الرجل الديكتاتور.. وليس هناك عجب فقد صمتت امريكا نفسها سيدة العالم عن تصرفاته غير المسؤولة ورضخت لقوانينه الفردية التي يشبع بها نفسه ورغباته ولكن الدروس والعبر تظل حاضرة في كل يوم وفي كل ثانية. فقد رحل صدام حسين الذي سار بنفس طريق القذافي ووجد في حفرة مختبئاً يقضي بها ايامه بعد ان هرب وفر وبح صوته العالي بين جدران الارض ومات ولم يتأسف عليه احد.. وهرب بن علي ليعيش بقيه عمره مشردا منبوذا بعد صولجان وعز ومكر ودهاء وخبث ليكتب التاريخ انه رجل قضى بقية عمره جبانا حقيرا ذليلا. وسجن حسني مبارك وثورات مصرية ومسيرات مستمرة تطالب برقبة الرجل الديكتاتور هو وابناؤه الذين ظنوا انهم ورثوا مصر للابد ليكون مصيرهم السجن والعيش منكسرين لا مكان لهم بين العباد ليقضوا بقية العمر داخل قضبان السجون ان قدر لهم العيش ورضخ المصريون لذاك الحكم. لم يتعظ القذافي بل تمادى في طغيانه ثورة ثورة وزنقة زنقة واستمر في عباراته المستفزة للشعب الليبي وللمجتمع الدولي رغم الضغوط التي مورست عليه إلا ان الرجل ما زال يكابر حتى وهو داخل احد مواسير الصرف الصحي ليتم اطلاق الرصاصة الاخيرة عليه ويقتاد كما البعير وسط تهليل وتكبير من ابناء الثورة الليبية التي انتصرت بعد صبر طويل لا يحتمل. منظر ظل مثبتا عبر شاشة القنوات التي تسابق عليها وكأنها سعيدة بموته وهي غير ملامة فقد اخذت نصيبها من الرجل في زمان مضى.. ولكن مشهد لا يستطيع صاحب قلب ان ينظر إليه ولكنني كم تمنيت ان اعرف شعوره وهو مقتاد ذليلا وهو يتابع باعينه غير قادر علي فعل شيء.. وقلت في نفسي.. هل يمكن ان يكون الرجل فد ندم في تلك اللحظات؟ لا ادري ربما ولكنها غير مفيدة بالتأكيد. مات القذافي وصدام وسجن مبارك وفر بن علي ولعلها دروس مجانية للرؤساء والملوك العرب بان ثورة الشباب ستنتصر وان طال الزمن.. وان الظلم والليل سينقشع يوما ما لأن هناك حكما سينفذ مهما طال الزمن إلا وهو حكم السماء. فهل يتعظ المتعقلون من الحكام ويكون موت القذافي بداية تصحيح لهم لتغيير المسار والاستجابة لرغبات شعوبهم وحل اشكالاته ايذانا ببداية مختلفة. نأمل ذلك ومازلنا نرفع الاكف للسماء فهناك قرارات اخرى لا يستطيع احد ان يوقفها.