إن كانت الحكومة تشجع المواطن على أن يربط الحزام على (مصارينه) لحين السيطرة على غلاء المعيشة، وبالرغم من أنه (خيار مر) ويصبح القبول به على مضض و(مضمضة) ومع ذلك يتقبله ولا يبقى له سوى احتجاج و(تظاهر) مصارينه فيمارس عليها (الكبت) ولكن حينما يلامس الغلاء (الصابون) سواء كان في شكل بدرة أو سائل أو حمام أو غسيل فهذا مؤشر يستدعي التوقف عنده لأن المواطن هنا إن قام بمقاطعة (الصابون) بكل أنواعه سوف يحدث ما لا يحمد عقباه وخاصة مع مناخنا هذا.. إلا الصابون.. !! فالصابون يسجل تصاعداً في أسعاره باستمرار ولم ينخفض (مليماً) واحداً إن كانت هناك عملة تسمى (المليم)!! إن الماء وحده للأجساد مع (شمسنا الحراقة) و(الكتاحات) لن يجدي من ثم تخيلوا رائحة الأجساد في حالة الازدحام بالأماكن العامة والأسواق والحافلات والبصات.. وخاصة بصات الوالي (المكندشة) التي ستوزع الرائحة إياها في كل أركان البص والتي ربما تؤدي بالسائق إلى إغماءة!! ربما تريد الحكومة من مواطنيها أمام غلاء الصابون ومن ثم مقاطعته - نريد أن يصبحوا مثل ذاك الهندي الذي لم يستحم طوال 37 عاماً وحجته أنه يعتقد بأن عدم الاستحمام سيجعله ينجب ولداً ذكراً وقد تراكم عليه (الوسخ) لينجب (قملاً)!! وهنالك رجل نرويجي تجاوز الستين من العمر ولم يستحم لفترة طويلة جداً فأخذت تصدر عنه روائح كريهة جعلت دار العجزة في العاصمة النرويجية تحجم عن استيعابه، ونأمل ألا تكون حكومتنا قد سمعت بما نادى به الرئيس الفنزويلي تشافيز حيث دعا مواطنيه عدم الغناء أثناء الاستحمام!! وإذا عرف السبب بطل العجب.. ففي فنزويلا أزمة مياه.. الرئيس تشافيز قال في اجتماع لوزراء حكومته تم بثه تلفزيونياً: (بعض الناس يغنون أثناء الاستحمام ويقضون نصف ساعة في الاستحمام.. لا يا أحباب.. ثلاث دقائق كافية تماماً.. أنا قضيت ثلاث دقائق ولست نتناً!!).. الزميلة (الأخبار) أحرزت خبطة بأن نشرت خبراً مطولاً مفاده أن الأمن الاقتصادي ضبط مواداً إسرائيلية منتهية الصلاحية تستخدم في العصائر والحلويات والآيس كريم التي يتم تصنيعها بحي جنوبالخرطوم، حيث أن المصنع له منافذ بيع بأنحاء الولاية.. المصنع يمتلكه مستثمر من دولة صديقة.. ويتناول مواطنونا ولعقد من الزمان (البقلاوة) بجانب معجنات أخرى وآيس كريم بالأطنان!! شقيق المستثمر أكد للقوة المداهمة للمحل بأن شقيقه المستثمر له نفوذ استمده من أصحاب نفوذ آخرين.. من جه استنكر المستثمر تلك المداهمة مشيراً إلى أن هناك مصانع مشروبات غازية سودانية أخرى كبيرة تستخدم تلك المواد الإسرائيلية منتهية الصلاحية، بل أبان عن أسماء تلك المصانع!! فإن صدق وتأكد ما ذكره المستثمر، وما قام به.. فهذه كارثة.. وهل هناك استهتار بأرواح المواطنين أكثر من ذلك؟ وبما أن مواطنينا تعودت (معدتهم) أن تطحن الزلط وتهضمه - متعودة دايماً! - فلا خوف عليهم من النكهة الإسرائيلية ونسأل الحناكيش: هل تعرفون (البقلاوة)؟! نتساءل في براءة: هل خفض الأسعار معنية به فقط ولاية الخرطوم؟ وماذا عن بقية الولايات؟ هل كل والٍ فيها معلق من عصبته لتوفير السلع وخفض الأسعار في ما يخص أسعار الزيوت واللحوم الحمراء والدواجن ووفرة سلعة السكر.. إن مواطني الولايات يغنون لولاية الخرطوم: (نظرة يا السمحة أم عجن)!!