{ لماذا تقاتلني جيوش الشوق رغم يقينها القاطع بأني فارس أعزل؟ لماذا تحاصرني الشوارع بانسيابك من أفواهها عطراً يراقص كل فاتنة ويقتل قدرتي علناً ويحرجني.. يبعثر في الفضاء أنوثتي ويمنحني البكاء؟! وأنت يا ذلكم الغريب البعيد تقيم مهرجاناً لقتلي على رأس كل إحساس، وتعاهد الأقدار عليَّ لحناً لا تتقن عزفه إلا نبضات قلبك التي اعتادت عليه واعتاد عليها! { تتسرب من كل ناحية فيَّ لتعود من الناحية الأخرى، ما خرجت من نافذة جسدي إلا وترقبتك عبر أبواب الروح، ما ترقبت الحواس جنين شوق إلا وكنت (وحمة) تتربع على جسد الحواس، وما تلقيت اتصالاً عبر وحي الشعر إلا كنت رسول الدهشة لأذن القصيد!! { مطر أنت وقاحلة هذه الصحراء التي تدعى «أنا».. فرح أنت ومؤلم هو هذا الحزن الذي لا يعرف أحداً غيري «أنا».. بوح أنت وقاتل هو هذا الصمت الذي يعذبني «أنا».. عبير قدومك الأخاذ يغتصب الرحيق ضحًى..! ووقع حضورك الممتاز يطحن في القلوب رحًى.. وأنت أنا..!! { فيا مرضي وعافيتي.. ويا صمتي وقافيتي.. علام الصد والإبحار عبر مرافئ اللغة النشاز؟! لغة تقرر دحض أن نبقى معاً أبداً وتوغل في الألم؟ لغتي أنا هي منطقي، وأنا أعي أن لا نظل سوى معاً، ولا نغوص سوى ببحر الشوق قرناً من حنين، شهرين من وجع العتاب، وثم عمر من معاصرة الفرح.. خبئ يراعي عند حلقك واعطني صوتاً أردد اسمك المحفور في كل الخبايا والأزقة وانتقاص القلب من صوت الغياب.. واخرج على الكون انتبه.. مهلاً فإني حينما وليت وجهك قبلة أبدو، فجنبني الوقوع.