تعرض والي ولاية شمال دارفور الأستاذ محمد يوسف كبر إلى موقف طريف وصارم في آن، عندما دخل – دون قصد- مجلس البرامكة أثناء انعقاده بحضور المتبارين في الشعر على رشفات الشاي، فما كان من قاضي المجلس إلا أن اعتبر دخول الوالي مخالفا لتقاليد المجلس، وأمر بتغريمه مبلغ 2000 جنيه (2 مليون بالقديم) حتى يسمح له بالبقاء في المجلس. وروى القصة ل(الأهرام اليوم) المواطن إسماعيل آدم عثمان القادم من قرية السريف بني حسين بولاية شمال دارفور، موضحا أن الأستاذ محمد يوسف كبر خلال تجواله بمحليات الولاية دخل قرية السريف بني حسين ووجد مجلس البرامكة منعقدا وهم يشربون الشاي ويتبارون في الأشعار المحلية تعظيما للشاي وللفارس الذي يحمي حياض بلده ويحسن إلى نسائه وأطفاله ولما كان الوالي ليس عضوا بالمجلس (مجلس البرامكة) اعتبر قاضي المجلس زيارته اقتحاما دون استئذان وأمر بتغريمه مبلغ 2000 جنيه (2 مليون بالقديم) حتى يسمح له بالبقاء بالمجلس وأضاف إسماعيل أن الوالي كبر احترم حكم قاضي البرامكة ودفع الغرامة وشرب معهم الشاي واطمأن على أحوال القرية الهادئة التي تنعم بالاستقرار في أقصي غرب الولاية وودعهم وواصل جولاته في بقية المحليات. ومعلوم أن قبائل البقارة تعظم “الشاي” كمشروب اجتماعي تعقد له المجالس للرجال والنساء كل على حدة ويسمى العضو فيه ب(الحريف) بفتح الحاء وعليه أن يتحلى بكل الأخلاق الإسلامية المنصوص عليها في الكتاب والسنة ويسمى الشخص الذي لا ينتمي للبرامكة ويسعى إلى هدم الأخلاق ب (الكمكلي) وهي صفة مذمومة ومن يتصف بها لا يجد حتى من تتزوجه. ومن أشعارهم في الشاي يقول حاديهم فيه: يا أبوشعيرة الهني الما شراب دني يشربك ولد الغني لو كان بي تور تني وتقول المرأة البرمكية في الشاي: يا أبوشعيرة العدمتني التيلة ده إنت حلو ولا أنا رظيلة. وذلك بعد أن صرفت ذهب تيلتها واشترت به الشاي والسكر من أجل مجلس البرامكة الخاص بالنساء. وبامتثاله لقوانين البرامكة يصبح الوالي محمد يوسف كبر أول وال سوداني ينال لقب (حريف) عدا والي جنوب دارفور الدكتور عبدالحميد موسى كاشا فهو (حريف) بالميلاد لأنه ولد داخل مجلس البرامكة لقبيلة الرزيقات.