الخرطوم - أبوبكر مختار علاء الدين أبو حربة { العيد على الأبواب، وهمس الصغار في البيوت بدأ يتصاعد؛ (نحن ضابحين السنة دي)؟، من ذات الضفة يجئ رد أرباب الأسر بلسان الحال قبل المقال: (يا كريم هوّن). قريباً من ذلك تهدد جمعية حماية المستهلك التجار بحملة مقاطعة ثانية، بعد نجاحها في تجريدة أولى شنتها ضدهم وحققت خلالها بعض المبتغى وكثير التثاقف..!! { على الضفة المقابلة يدافع التجار عن الأسعار التي يصفها بعضهم بكونها (معقولة) و(مناسبة)، وفي أحايين أخرى يبررونها بزيادة أسعار الأعلاف والصادر و.. و.. حسناً لنضع أقدامنا داخل السوق ونستمع لأصحاب الوجعة، وأصحاب الجلد والراس. { بالسوق المركزي الخرطوم كشفت جولة ل(الأهرام اليوم) أن أسعار الأضاحي تراوحت ما بين (300 800) جنيه. { عديد التجار الذين استمعنا إليهم اعتبروا أن الارتفاع يعزى في بعض أوجهه إلى الصادر والجبايات المفروضة على الماشية.ووفقاً ل«صديق بله» - تاجر مواشٍ- فإن أسعار الخراف تتراوح ما بين 300 جنيه للخروف زنة 17 كيلو جرام إلى 700 جنيه للخروف زنة 34 كيلو، وأضاف بأنه لا يتوقع أن تزيد أسعارها الأيام المقبلة وزاد بأنه لا يمكن أن تنخفض أسعارها من هذا السقف لأن هذا المبلغ هو المناسب لسد جميع المنصرفات من ترحيل وجبايات وأعلاف ومياه وغيرها. { أما بالنسبة ل«عيسى عبد الله» - تاجر مواشٍ - فقد أكد بأن الأسعار الثابتة هذه الأيام لديهم هي 400 جنيه لأقل خروف و800 جنيه لأكبر خروف. وعلى النقيض من سابقه فقد توقع عيسى أن تزيد الأسعار قليلاً مما هي عليه الآن، لأن التصدير مستمر ورسوم الترحيل من المناطق النائية في دارفور والقضارف وكردفان وغيرها من المناطق متزايدة. { عبد الله أردف أن هناك بعض الشائعات ظل يروِّج لها البعض بأن أسعار خراف الأضاحي لهذا العام خيالية ولا يمكن لأي أحد أن (يقرّب منها) مبدداً ذلك بالنصح: نقول للمواطن لا تلتفت لمثل هذه الترهات، والأسعار في متناول يد الجميع. { التاجر «برير علي برير»، وعلى خطى سلفه اعتبر كذلك إن الأسعار مناسبة جداً ولا تدعو للقلق، وأردف أن القيمة هي نفس القيمة السابقة إلا بزيادة طفيفة عزاها لارتفاع أسعار الأعلاف والترحيل والجبايات وغيرها من المنصرفات.برير ناشد المواطن بالتخلي عن خوفه والذهاب إلى الأسواق من أجل أن يضحي، بعد أن لاحظ أنهم - المواطنين - متخوفين جداً ولم يذهبوا إلى الأسواق هذه الأيام. { أما فيما يلي تهديد جمعية حماية المستهلك بمقاطعة شراء خراف الأضاحي، فيقول برير: نحن لم نلجأ إلى وضع زيادات فوق طاقات المواطن كما أن الأسعار معقولة. وأضاف بأنهم يعلمون أن هناك أزمات اقتصادية كبرى يعاني منها المواطن فلذلك لم يلجأوا إلى وضع أسعار من تلقاء أنفسهم تحرم المواطن من أن يضحي. { عبد الرسول محمد (تاجر) أبان أن أقل خروف يزن 17 18 كيلو يبيعه بسعر (400) جنيه. وأضاف بأنهم يتعاملون مع المواطن عن طريق البيع بالدين وذلك بسبب ضيق ذات اليد والزيادات التي طرأت على جميع السلع الاستهلاكية وأن الأسباب الرئيسة لزيادة الأسعار هي استمرار الصادر والزيادة في أسعار الأعلاف. { الرشيد طه الذي سألناه حول تهديد حماية المستهلك بادرنا بالقول: كلامهم لا يمت للحقيقة بصلة لأن هناك أصلاً أشياء تجعل التجار يضعون أسعاراً تتناسب مع الأسعار التي اشتروا بها الخراف من مناطقها الأصلية. وزاد بأن الواحد لا يمكن أن يبيع بالخسارة والفرق بين أسعار هذا العام والعام الماضي زيادة طفيلة لا تتجاوز قيمتها 15% وذلك بسبب الأشياء التي ذكرتها مسبقاً. وأردف أن أقبال المواطن ضعيف ويرجع ذلك إلى الإشاعات التي أطلقها بعض الأشخاص بأن أسعار الخراف خيالية هذا العام ولكنه يتوقع في اليومين القادمين أن يُقبل المواطن على الشراء. الرشيد جدد التأكيد على أن الأسعار مناسبة قائلاً إن متوسط الخراف 500 جنيه تزن 28 كيلو جراماً. { محدثنا طالب بوقف الصادر وذلك بعد أن (يشبع) المواطن السوداني أولاً ثم فلتلجأ الحكومة إلى التصدير، متسائلاً: كيف يتم ذلك ومواطنك (جيعان) وأنت تلجأ إلى الربح؟ هذا عمل ليس بالجيد. { وفي ذات السياق قال (التاجر) عبد الله حجازي إن الأسعار مناسبة وما في أي غلاء يُذكر والغلاء الناتج سببه الارتفاع في أسعار الأعلاف وقيمة الترحيل من الولايات وبالإضافة إلى استمرار عملية التصدير وهذه كلها من الأسباب التي جعلت الأسعار ترتفع. وأضاف أن أغلى خروف لا يمكن أن تتجاوز قيمته (800) جنيهاً وأغلاها (400) جنيه. وزاد أن وزن الخروف بسعر (800) جنيه 30 كيلو وتهديد حماية المستهلك لا يمكن أن يُنفذ لأن الحكومة هي المسئولة عن الزيادات فلذلك يجب أن تخففها أولاً ثم من بعد ذلك أن تحدد. وأردف (الحكومة بتبيع بالدولار ودايرانا نبيع بالرخيص)!! { يوسف محمد أحمد (تاجر مواشي) أبان أن ارتفاع أسعار خراف الأضحية يرجع إلى عدة أسباب أهمها جوال البذرة في الأيام السابقة كان بسعر 120 جنيهاً وارتفع إلى 180 جنيهاً، ولوري العلف (أبو سبعين) ارتفع إلى 1200 جنيه أضف إلى ذلك الصادر، وزاد بأن حملة مقاطعة اللحوم لم تحقق أي نجاحات لأن السبب في ارتفاع اللحوم هو الحكومة نفسها. فلذلك يجب أن تعالج تلك السياسات الخاطئة لأن المتضرر منها هو المواطن (الغلبان). { سليمان محمد أحمد سليمان (تاجر) أبان أن الأسعار معقولة وفي متناول اليد وأن الزيادات طفيفة وسببها هو زيادة أسعار الأعلاف والتصدير. وأكد أن السودان يزخر بثروة حيوانية هائلة فقط تحتاج إلى الرعاية والاهتمام، وطالب أن تُقلل السلطات من ظاهرة (التصدير) حتى يرتاح المواطن من حاجة اسمها غلاء في اللحوم لأن ما يوجد لدينا من ثروة حيوانية غير موجود لدى الدول المجاورة وأردف أن التجار يتعرّضون لحملات شرسة بأنهم هم السبب في ارتفاع أسعار خراف الأضاحي وهذا الحديث ليس صحيحاً لأن هناك أشياء تجعل التاجر يلجأ إليها وذلك لسد الفوارق في تجارته حتى لا يخسرها. وزاد أن الفائدة التي يجنيها التاجر مقابل (البهيمة) الواحدة لا تتجاوز العشرة جنيهات وهذا مبلغ ضيئل جداً وأن الخراف الأكثر مبيعاً هي البلدية الحمرية وتجد القبول لدى عامة الشعب السوداني. { المواطن عثمان علي أثناء شرائه خروف الأضحية قال ل(الأهرام اليوم) إن أسعار الأضاحي زادت هذا العام لكن ليس بالقدر المخيف (وكنا نحنا بنشتري الخروف ب500 أو في الحدود دي) لكن سبب الزيادة يرجع لانخفاض معدلات الأمطار هذا العام. { وأشار المشتري محمد صديق أن الصادر هو السبب الرئيس في ارتفاع الأسعار و(الزاد لو ما كفى ناس البيت حرمان على الجيران). وأضاف أن الأسعار مناسبة بعض الشيء ولكن الشعب السوداني يحتاج لأكثر من ذلك لأن مستوى المعيشية (حدِّث ولا حرج)!! وأغلبهم موظفون والكل عالم بحالهم (الحمد لله). { المواطنة فاطمة عبد الرسول أبانت أن هذا العام هو الأسوء بالنسبة للمواطن السوداني حيث أن هناك العديد من المشاكل الاقتصادية التي ظلت حاضرة والزيادات التي طرأت على جميع السلع الضرورية، وأضافت أن الضحية هذا العام (الله يقدرنا عليها) وأسعار الخراف التي سمعنا بها مرتفعة جداً ما بنقدر عليها، وأردفت بأنها تطالب السلطات بأن تقوم بعرض الخراف في الميادين العامة وبأسعار زهيدة حتى تظهر الفرحة في وجوه جميع فئات الشعب السوداني.