يرى بعض المحللين السياسيين أن قرار الجامعة العربية بتعليق عضوية سوريا وفرض عقوبات اقتصادية عليها ومناقشة ترتيبات ما بعد فترة الانتقال من عهد الأسد إلى ما بعده قد تمهد الطريق لشن هجوم عسكري على سوريا على غرار ما حدث في ليبيا وكان لهم دور كبير في الإطاحة بنظام العقيد القذافي ومصرعه. وكان إحجام المجتمع الدولي حتى الآن من اتخاذ إجراء عسكري ضد سوريا أثار عدداً من التساؤلات والشكوك، ويقولون إن تغيير النظام في سوريا سوف تكون له انعكاسات كثيرة وخطيرة على المنطقة من حولها، فهي دولة من تلك التي يطلق عليها الدول المفتاحية ولموقعها وتأثيرها دور لا ينكر، هذا فضلاً عن مجاورتها لإسرائيل والهدوء الطويل الذي يشمل الحدود بينهما. ويقال أيضاً إن وراء الإحجام الغربي عن التدخل العسكري في سوريا انعدام التأييد العربي لهذا التدخل، وأشارت الصحافة في العالم العربي وخارجه إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تعلق فيها الجامعة العربية عضوية إحدى دولها فقد تم من قبل تعليق عضوية مصر بعد أن وقعت معاهدة السلام مع إسرائيل في مارس 1979م خلال عهد الرئيس الراحل السادات ولم تعد مصر للجامعة العربية أو أن الجامعة العربية لم تعد إلى مصر كما يقول المصريون إلا بعد عقد من ذلك التاريخ في عهد الرئيس السابق حسني مبارك. ولم يكتف العرب في حالة مصر بتعليق عضويتها في الجامعة لكنهم نقلوا مقرها من ميدان التحرير في القاهرة إلى تونس وعينوا لأول مرة في تاريخ الجامعة أميناً عاماً غير مصري هو الشاذلي القليبي، ومن رأي البعض أن تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية ليس إجراءً عقابياً فحسب ولكنه يجرد نظام الرئيس بشار الأسد من شرعيته ويمنح المجلس الوطني السوري ومقره اسطانبول بتركيا شرعية عربية قد تساعده كثيراً في نضاله السياسي الرامي لتغيير النظام السوري، وكانت ليبيا أيضاً من الدول التي علقت الجامعة العربية عضويتها عندما هب الشعب هناك ضد نظام العقيد القذافي ومهما يكن حجمه وتأثيره فقد كان لهذا التعليق أيضاً دوره في سقوط نظام القذافي. وفي الصحافة الغربية والعربية أن الجامعة العربية بتعليقها لعضوية سوريا ومن قبل ليبيا تنتقل من مجرد الاستجابة التي هي أحياناً عديمة الجدوى إلى التأثير الفعلي في الواقع السياسي العربي، ولكن الملاحظ أن تعليقها لعضوية مصر أواخر سبعينيات القرن الماضي لم يحقق شيئاً فقد استمسكت مصر بكامب ديفيد ومعاهدة السلام مع إسرائيل وما زالت وربما يعزى ذلك إلى ثقل مصر من كافة الجوانب وإلى أنها هي الدولة العربية التي حاربت أكثر من غيرها ودفعات الثمن غالياً من شبابها وتنميتها أكثر من غيرها. اننا نرجو أن يعود الاستقرار إلى سوريا وأن يكف جيشها عن قتل المواطنين.